النهار: السنيورة منتقداً ميقاتي: كمن يبيع الثلج

فيما تنحو حركة الاتصالات والمشاورات الداخلية في اتجاه مزيد من الجمود مع اقتراب عيدي الميلاد ورأس السنة مما يفرض تعليق البحث في معظم القضايا المطروحة الى مطلع السنة الجديدة، لم تغب التداعيات السياسية والامنية والديبلوماسية للأزمة السورية على لبنان عن المشهد الداخلي.

فبعد المواجهة القضائية بين لبنان وسوريا في الايام الاخيرة عبر ملف مذكرات التوقيف، برز أمس تطور ديبلوماسي غير مألوف فاجأ الاوساط السياسية وتمثل في انعقاد اجتماع رباعي لسفراء منتدى الدول الداعمة للنظام السوري في لبنان.
وضم الاجتماع الذي انعقد في دارة السفير الايراني غضنفر ركن أبادي في الفياضية، سفراء روسيا والصين وسوريا وايران وخصص لاطلاق موقف مشترك من تطورات الازمة السورية من بيروت، مما أكسبه دلالة ينتظر أن تثير ردود فعل مختلفة في الداخل السياسي اللبناني.

واتخذ لقاء السفراء الاربعة موقفا حادا من "المجموعات الارهابية المسلحة" في سوريا، معتبرا أن هذه المجموعات "فشلت في تحقيق أهدافها"، كما شددوا على "وقف ارسال الاموال والسلاح" الى هذه المجموعات و"ضرورة التوصل الى حل سياسي"، واشادوا "بوقوف سوريا جيشا وحكومة وشعبا في وجه الاعمال الارهابية".

وتزامن هذا التطور مع عودة التوتر على الحدود اللبنانية – السورية حيث سجل مساء أمس تعرض منطقة البقيعة في وادي خالد عند الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير لقذائف ورشقات من أسلحة ثقيلة ومتوسطة من الجانب السوري، مما تسبب بنزوح السكان عن منازلهم. كما استرعى الانتباه في هذا الاطار وصول اثنين من كبار المفوضين الدوليين لشؤون اللاجئين الى بيروت وهما المفوض السامي للأمم المتحدة للاجئين انطونيو غوتيريس ومفوضة الاتحاد الاوروبي للاجئين كريستالينا جورجييغا في زيارتين مخصصتين لمعاينة أوضاع النازحين السوريين الى لبنان.

في غضون ذلك، عادت قضية القتلى والمفقودين اللبنانيين في تلكلخ السورية الى الواجهة مع الاحتجاجات التي شهدتها طرابلس أمس وتهديد ابناء القتلى والمفقودين بتصعيد تحركاتهم مطلع الاسبوع المقبل.

وابلغت مصادر مواكبة للمفاوضات في هذا الملف "النهار" أنه امكن التعرف حتى مساء أمس على سبع جثث، ست منها للبنانيين والسابعة لفلسطيني من مخيم البداوي، علما ان السلطات السورية تسلمت 14 صورة من ذوي الضحايا. وأشارت الى ان أحد أفراد المجموعة من آل الحسن ظهر امس في تظاهرة ذوي القتلى والمفقودين في طرابلس. وأوضحت المصادر ان في الامكان استعادة الجثث السبع، لكن الجانب السوري قال سابقا انه يعتزم اتمام عملية التسليم كاملة، إلا أن "أسبابا تقنية" تحدد التوقيت. ونفت ان يكون الامن العام أبلغ اهالي المجموعة أي موعد لتسليم جثث أبنائهم.

السنيورة
وليس بعيدا من تداعيات هذه القضية، انتقد الرئيس فؤاد السنيورة امس بحدة قول رئيس الوزراء نجيب ميقاتي إنه لو لم ينتشر الجيش بقوة في طرابلس لكانت قامت إمارة. وإذ وصف هذا الكلام بأنه "غريب عجيب" اتهم ميقاتي "بتقديم التبريرات التي يحتاج اليها النظام السوري من أجل ان يقول إن طرابلس هي مدينة المتشددين والمتطرفين". كذلك انتقد اقتراح ميقاتي ربط تغيير الحكومة بقانون الانتخاب قائلا: "انا أعتقد ان الرئيس ميقاتي باصراره على الاستمرار يضيع فرصا على نفسه وعلى لبنان من خلال التردي في الاوضاع على مختلف المستويات". ورأى أن ميقاتي "كمن يبيع الثلج في هذه الآونة ولا يدرك أن الثلج يذوب واذا ذاب نصبح في وضع مختلف".

أمانة 14 آذار
على صعيد سياسي آخر، بات في حكم المؤكد أن تستعيد الامانة العامة لقوى 14 آذار هيكليتها الكاملة اذ سيعود حزب الكتائب وحزب الكتلة الوطنية و"حركة التجدد الديموقراطي" الى المشاركة في اجتماعاتها الدورية ابتداء من الاربعاء المقبل. وتأتي هذه الخطوة عقب الحركة التي تولاها منسق الامانة العامة فارس سعيد مع الافرقاء المعنيين والتي أفضت الى توافق على صيغة تفعيل الامانة العامة. وقال مصدر كتائبي لـ"النهار" إن الحزب طرح ثلاثة مطالب جرى الاتفاق عليها وهي صياغة البيان الذي يصدر عن الامانة وعرضه على مختلف القيادات في 14 آذار قبل إعلانه، وأن يكون التمثيل مدروسا ومختارا بعناية لكل الاحزاب والتيارات والهيئات السياسية وممثلي المجتمع المدني، وتنشيط الامانة العامة بحيث تتولى مسؤولية تنظيم اللقاءات والاحتفالات كما تنسق بين مختلف قوى 14 آذار وأحزابها.
  

السابق
جابر: لتكثيف الدوريات الامنية في النبطية لقمع السرقات
التالي
السفير: محطة اتصالات عسكرية أميركية في لبنان؟!