موسكو تواجه الحقيقة: للأسف المعارضة السورية ستنتصر

لم يعد سقوط النظام مجرد أمنية تخالج الشعب السوري وكل المؤيدين لثورته ضد الطغيان، بل حقيقة لا يستطيع الهرب منها حتى أقرب حلفاء حكم البعث، مثل روسيا، التي اضطرت أمس إلى مواجهة حقيقة كانت تسعى إلى عدم الوصول إليها، معترفة بقرب سقوط حليفها بشار الأسد وآسفة لأن "المعارضة ستنتصر".
وتوقعات سقوط قريب للأسد، صدرت أيضا من واشنطن، إذ قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن أيام نظام الأسد أصبحت معدودة، والمعارضة السورية حققت مكاسب كبيرة في الأيام والأسابيع الأخيرة على أرض الواقع.
وصدرت التوقعات نفسها أيضا على لسان الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الذي أعلن امس ان النظام السوري "قريب من الانهيار، انها مجرد مسألة وقت".
وكذلك توقع السقوط هذا وزير المالية العراقي رافع العيساوي على هامش اجتماع مع صندوق النقد الدولي في العاصمة الاردنية عمان "هناك تسارع حقيقي في ما يتعلق بالاهتمام الذي يوليه المجتمع الدولي لسوريا (…)، قلق حقيقي بشأن استخدام اسلحة كيميائية". واضاف العيساوي "لدي شخصياً شعور ان (…) التغييرات (في سوريا) ستحصل بحلول وقت قصير".
إذاً، في موسكو، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الروسية "ايتار تاس"، "ينبغي أن نواجه الحقائق… النظام والحكومة في سوريا يفقدان السيطرة على المزيد والمزيد من الأراضي. للأسف لا يمكن استبعاد انتصار المعارضة السورية".
وفي اشارة أخرى إلى إقرار موسكو بخطورة الوضع اعلن بوغدانوف، أن روسيا تحضر خطة إجلاء لرعاياها من سوريا. وقال "ننظر حاليا في خطة اجلاء محتملة. لدينا خطط تعبئة ونحاول تحديد اماكن تواجد رعايانا".
وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن أيام نظام الرئيس السوري بشار الأسد أصبحت معدودة، والمعارضة السورية حققت مكاسب كبيرة في الأيام والأسابيع الأخيرة على أرض الواقع، واستحوذت على منشأة عسكرية كبيرة خارج حلب وقاعدة الشيخ سليمان الكبيرة، وغيرها من المنشآت العسكرية الهامة.
وأضافت المتحدثة، خلال المؤتمر الصحافي اليومي "أن ما يقوم به نظام الأسد يمثل جهودا يائسة للحيلولة دون حدوث ما لا مفر منه"، مشيرة إلى أنه "يستخدم أسلحة فتاكة ويلجأ للعنف العشوائي بشكل متزايد ضد شعبه".
ونوهت بأن القتال مستمر في دمشق وحلب، مشيرة إلى أنه من الواضح أن جهود النظام تفشل في هزيمة المعارضة عسكريا.
وفي ما يتعلق بتصريحات بوغدانوف قالت نولاند: "إننا نشيد بالحكومة الروسية التي أفاقت أخيرا وأدركت الواقع.. وتعترف بأن أيام النظام معدودة، والسؤال الآن هو، هل ستنضم الحكومة الروسية إلى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الذين يعملون مع المعارضة في محاولة لتحقيق انتقال ديموقراطي سلس، وتتبنى الخطة المبدئية التي اتفق الجميع عليها في جنيف، وتشكيل حكومة انتقالية لحماية الشعب السوري؟". وأضافت "إننا ندعو روسيا إلى العمل معنا من خلال قناة الإبراهيمي ـ بيرنز ـ بوغدانوف، للنظر في كيفية تنفيذ ما اتفقنا عليه في جنيف، والعمل مع مختلف أصحاب المصلحة في سوريا لبدء التحرك نحو تشكيل الهياكل الانتقالية، ونحن نريد مساعدتهم على القيام بذلك".
وفي عمان، اعتبر وزير المالية العراقي رافع العيساوي على هامش اجتماع مع صندوق النقد الدولي في العاصمة الاردنية عمان "هناك تسارع حقيقي في ما يتعلق بالاهتمام الذي يوليه المجتمع الدولي لسوريا (…)، قلق حقيقي بشأن استخدام اسلحة كيميائية". واضاف العيساوي "لدي شخصيا شعور ان (…) التغييرات (في سوريا) ستحصل بحلول وقت قصير". واوضح "اعتقد شخصيا (انها مسألة) اسابيع"، مشيرا الى ان "المعارك تدور الان في محيط مطار دمشق (…) ولدينا شعور ان هناك تسارعا" في الاحداث.
رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب قال لوكالة "رويترز" إن الشعب السوري لم يعد بحاجة الى تدخل قوات دولية مع تقدم مقاتلي المعارضة نحو وسط العاصمة دمشق في مسعاها للاطاحة بالرئيس بشار الأسد. وأضاف الخطيب أن المعارضة ستدرس مقترحات من الأسد لتسليم السلطة ومغادرة البلاد إذا أراد ذلك لكنها لن تعطي أي ضمانات الى أن ترى عرضا جادا.
وتحدث الخطيب لـ"رويترز" الأربعاء بينما كان يحيط به حراسه الشخصيون بعد اجتماع للمعارضة مع مجموعة اصدقاء سوريا التي تضم دولا غربية وعربية في مدينة مراكش المغربية.
وقال الخطيب إن الظروف المروعة التي تحملها الشعب السوري دفعت المعارضة إلى دعوة المجتمع الدولي عدة مرات إلى التدخل العسكري.
لكنه أضاف ان الشعب السوري لم يعد لديه الآن ما يخسره وتصدى لمشكلاته بنفسه ولم يعد بحاجة إلى قوات دولية لحمايته. وقال إن رد فعل المجتمع الدولي كان متأخرا بينما كان يشاهد الشعب السوري ينزف وأطفاله يقتلون خلال الشهور العشرين الماضية.
وقال الخطيب إنه يأمل أن يدرك الاسد أنه ليس له دور في سوريا أو في حياة الشعب السوري وأن الأفضل له أن يتنحى.
وحمّل الخطيب قوى عالمية وإقليمية المسؤولية عن صعود المتشددين الإسلاميين في سوريا وقال إن تقاعس العالم عن منع قوات الأسد من قتل محتجين مسالمين في بداية الانتفاضة السورية في اذار 2011 هو السبب الأساسي.

وأعلنت قناه الميادين المقربة من النظام السوري، أن وزير الداخلية السوري، "محمّد الشعار"، تعرّض لاصابة في إنفجار استهدف وزارة الداخلية، وسط العاصمة السورية دمشق يوم الأمس الاول.
ميدانياً، أفاد الناطق باسم شبكة شام الإخبارية، سلام محمد، في اتصال هاتفي مع مراسل وكالة "الأناضول" التركية، أن تفجير "كفرسوسة"، الذي استهدف وزارة الداخلية السورية، أدى إلى إصابة وزير الداخلية السورية" محمد الشعار"، بجروح وصفها بالخطيرة. وأضاف محمّد، أن التفجير أودى بحياة عدد من الضباط، كانوا متواجدين في موقع التفجير، كان من بينهم، العميد عبد المعطي الصالح، قائد عمليات دمشق، والرائد حسن محرز، والعقيد توفيق داود، والنقيب رامي سليمان.
وقد تبنت "جبهة النصرة الاسلامية" على حسابها على موقع "تويتر" الالكتروني، امس الهجوم على وزارة الداخلية، مؤكدة ان انتحاريين من الجبهة نفذاه.
  

السابق
سائق يغتصب طفلتين من حولا ومركبة والأهالي يطالبون بمعاقبته مباشرة
التالي
الكتيبة الإسبانية احتفلت بعيد عذراء الحبل بلا دنس والقديسة بربارة