رسالة «القد»!

هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها اكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر تباعا في يومي الخميس والجمعة حيث يرتاح زميلنا «الهاشم» من لهاث الكتابة اليومية.

لا استطيع ان امنع نفسي من الابتسام كلما انتهى مندوب «اذاعة صوت مجلس التعاون» في البحرين من رسالته وهو يختتمها بجملة: شكرا لكم والى رسالة «القد» ان شاء الله!
بالطبع الرجل يقصد رسالة «الغد» فـ«القدود» ليست رسائل يمكن قراءتها عبر جهاز الراديو، فهي في اللغة تعني «القوام»، كأن تقول: مثلا – «هذه امرأة ممشوقة القد» أو «ذات قد والعياذ بالله»، أي ان للكلمة معنى آخر حين نستخدمها بشكل موسيقي كأن نقول: «نستمع الان الى الفنان صباح فخري في. «قدود حلبية» أو نقفز الى معنى ثالث لها في قوله تعالى: {إن كان قميصه قد من قبل..} الى آخر الآية، والمقصود هنا «التمزق» في قصة امرأة العزيز مع يوسف وهلم جرا!
مشكلة نطق «الغين» «قاف» ليست مشكلة مراسل الاذاعة في البحرين بمفرده، بل هي نهج سائر في منطقة الخليج بأسرها، وهي بصفة عامة ظاهرة يعاني منها الشعب العربي في كل مكان، ففي مصر لا ينطقون «الذال» الا في التمثيليات التاريخية أو الدينية – وبشق الانفس – وكذلك «الضاد والظاء والثاء» اما في الجزائر فستحتاج الى مائة عام لتعثر على مواطن ينطق احد حروف الابجدية بصورة سليمة!
في الكويت، قال مذيع تلفزيوني – وهو يقدم نشرة اعلانات محلية – ان هناك مباراة ستجرى غدا بين منتخب «البرتقال» ويقصد «البرتغال» ومنتخب «ايطاليا» وبالنظر لاستحالة تواجد فريق من الفواكه، فان على المشاهد ان يخمن ما المقصود بهذه الكلمة!
حاول ان تسأل كويتيا – أو خليجيا بصورة عامة – عن موعد صلاة «المقرب» سيقولها لك كما كتبناها الان «بالقاف لا بالغين»!
بهذه الاسطر نصل الى نهاية موضوعنا اليوم، وإلى «القد»!  

السابق
ربيع عربي رغم التحديات
التالي
حالة من التشاؤم تعم إيران في ظل احتدام الصراع على السلطة