هل يصدق تنبؤ “المايا”..فيكون اليوم نهاية العالم !

اهتمام العالم اليوم سيكون منصبا على النبوءة التي أطلقها شعب "المايا"، ومفادها أن العالم سينتهي في 12/12/2012.
وعلى الرغم من تداول الفكرة على مواقع التواصل الاجتماعي والاستهتار بالفكرة، واستخدامها للتسلية ونشر النكات المصحكة، على قاعدة أن لا أحد يعلم هذه الامور سوى رب العالمين، إلا أن تجارب هذه القبيلة في التنبؤ ليست جديدة، فهي وضعت جداول رياضية تنبأت خلالها بكوارث جوية وأحداث فلكية، عديدة حصلت في حينها. وهذه الجداول تستحق الاحترام فعلا نظرا لدقتها، ولأنها لا تعتمد على التنجيم أو الأساطير بل على استنتاجات رياضية وضعت بعد مراقبة طويلة.

و"المايا" قبائل هندية أسست حضارة مدنية بلغت أوج تألقها في القرن الثالث الميلادي، وهي تعتبر من أعظم الحضارات التي عاشت في المنطقة التي شملت وسط المكسيك جنوباً باتجاه جواتيمالا، بيليز، السلفادور، ھوندوراس و نيكاراجوا حتى كوستاريكا، وهي الآن تقطن اميركا الوسطى. وقد طوّر سكان "المايا" مجتمعا منظما، كانوا أول من طوّر اللغة المكتوبة في العالم، وصلوا الى مستوى علمي متقدم، و أنشأوا مبان ومعالم كبيرة ثقافية فاقت المستوى الذي كان سائدا في مناطق مختلفة من العالم في ذاك الوقت.

توصل شعب "المايا" إلى قياس طول السنة بنسبة خطأ لا تتجاوز الثانيتين، كما استخرجوا المحيط الصحيح للأرض، وتنبؤوا بمواعيد الخسوف والكسوف، وقاموا بوضع ما يعرف بـ "تقويم المايا" الذي استطاعوا من خلاله التنبؤ بالفيضانات وهبوب الأعاصير ومواسم القحط والجفاف وهم لديهم تقويمين؛ واحد للإستخدام المدني وآخر للإستخدام الديني، وقاموا بحساب مواقع الأجرام السماوية على امتداد مئات السنين لاعتقادھم بأن الأحداث الماضية يجب أن تتكرر في المستقبل. وبالتالي فعظمة المايا الحقيقية تكمن في مهارتهم في علوم الفلك والرياضيات ورصد الأحداث.

وأكثر ما يشد الانتباه تنبؤها أن نهاية العالم ستكون اليوم، فهم يؤمنون بأن البشر يخلقون ويفنون في دورات تزيد قليلا عن خمسة آلاف عام، وبما أن آخر سلالة بشرية ـ من وجهة نظرهم ـ ظهرت قبل 3114 من الميلاد فإن نهايتهم ستكون عام 2012.
لا يمكن التسليم إلا لبراعة وقدة "المايا" العلمية من خلال التنبؤ بأحداث المستقبل، إلا أن مسألة توقف الحياة هذا العامـ تترك العديد من علامات الاستفهام فلا أحد يعلم المستقبل القريب او البعيد سوى رب العالمين.

السابق
ورشة عمل في صور حول حماية التراث في زمن الحروب
التالي
كبارة: المذكرات السورية لا تقدم ولا تؤخر