لا إخوان بعد اليوم!

لولا جماعة الإخوان في الكويت، لما تعقدت الأمور ووصلت إلى طريق مسدود، وهذه حقيقة ثابتة، بل ومسلمة، ويؤمن بها العبد الفقير، أن الإخوان السبب الرئيسي لأزمات الكويت الحالية، فالأربعة أصوات التي ذهبت وبغير رجعة، قضت على آخر أمل لهم للصعود إلى سلم السلطة والزعامة، ولهذا تلاقت مطالبهم، مع مطالب المقاطعين من مؤيدي الأربعة أصوات، بالطبع، نحن هنا يجب أن نكون منصفين وحياديين، فمن قاطع لأجل مصالحه الانتخابية، ولم يلجأ إلى الشارع، فيجب أن يُحترم رأيه، كبعض الكتل السياسية، والشرائح الاجتماعية، وأما جماعة الإخوان، فلم تبدِ وحتى هذه اللحظة حسن نواياها، فتصرفاتها المريبة، والشكوك الكثيرة، التي تحوم حولها، جعلتها في مرمى الظنون، فما زالت في غيها ومراوغتها، لعلها تظفر بالنجاة من المأزق الذي تورطت به، ولكن، أين المفر؟ فقد أدرك الجميع نوايا الجماعة، وتحريضها لزعزعة الاستقرار، وضرب السلم الوطني، بإثارة كوادرها للتظاهر في الشوارع، وما عليك عزيزي القارئ سوى رصد القائمين على المظاهرات، وسوف ترى ما لم يخطر على البال!
* * *
نقولها للمرة الألف، على الحكومة الكويتية أن تتحلى بالشجاعة، وتتخذ الإجراءات القانونية، بحق جماعة الإخوان المسلمين، وأولها إغلاق فرعها بالكويت، فكما أغلقت نادي الاستقلال، ذي التوجهات الوطنية، والبعيد كليا عن التآمر والتبعية للخارج، فعليها أن تغلق مكاتب الجماعة، وفتح الملفات العالقة، والتي تغاضت عنها الحكومة في السابق، ومعرفة أدق التفاصيل، بدءا بمصادر الأموال المليونية، وانتهاء بمخططات الجماعة، والتي تحاك من وراء الكواليس، وقد لمسنا بعضها خلال الأيام الماضية!
* * *
نسجل تقديرنا واحترامنا الشديد للنائبين السابقين، عادل الصرعاوي ومرزوق الغانم، لطريقة طعنهما بمرسوم الصوت الواحد، واللجوء إلى المحكمة الدستورية في أسلوب حضاري راق جدا، فلم يحرضا، ولم يلجآ إلى الشارع، فهل يُلام المرء إذا ما ازداد إعجابا واحتراما لهذين الرجلين، اللذين يشهد لهما تاريخهما الوطني في نصرة دستور 62 والذود عنه، لله دركما من رجال اقتديتما بالآباء المؤسسين، أوفياء للوطن والدستور.
  

السابق
ربما باب الحارة في «بلجرشي»!
التالي
حكومة بغداد ومؤتمر أسرى فلسطين في سجون إسرائيل!