حمدان: الحوار خيار أساسي وهدم جدران العزل الطائفي انتصار للجميع

أكد عضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل" الدكتور خليل حمدان "أن المرحلة التي نمر بها تموج بالأحداث العاصفة التي هي أقرب الى فوضى لا خلاقة بل هدامة، مما يستدعي التنبه لتجنيب لبنان مفاعيلها الكارثية التي حلت بالعديد من الدول التي بدأت فيها الأحداث ولم تنته، وذلك لم يتحقق بالأمنيات بل بالنوايا الصادقة المجسدة بسلوك وطني وحدوي بعيدا عن سياسة اللامعقول التي من أولى نتائجها الحروب الأهلية".
كلام حمدان جاء في كلمة له بمناسبة إستشهاد الامام زين العابدين في احتفال حاشد في مدينة النبطية دعت له حركة "أمل" شعبة كسار زعتر، حضره الوزير ياسين جابر، إمام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق، حشد من العلماء وعدد غفير من أهالي المنطقة.

وقال:"اللامعقول أن تقود أنظمة ديكتاتورية ثورات حسب إدعائها عابرة للحدود وهي تترنح، اللامعقول أن تكون اسرائيل آمنة في ظل تآكل الامكانات العربية والاسلامية في حروب لا طائل فيها، اللامعقول أن تغيب المقدسات عن أولويات الثورات وأهدافها بل خلو برامج العديد من الفئات والقوى كل ما يمت بصلة للصراع العربي الاسرائيلي حتى كلمة العدو الصهيوني يحجر عليها في فضائياتنا العربية التي تستهويها المفردات الطائفية والمذهبية والعرقية والفئوية مغلفة بضبابية المفاهيم وتحت شعارات الحرية والسيادة".

أضاف: "هل من المعقول أن تغيب المقدسات عن أولوياتنا وتحضر مكونات الفتنة، اللامعقول أن نفتقد الثقافة الوطنية لصالح الطائفية والمذهب والعرق والمنطقة، اللامعقول أن يتبارى السياسيون في لبنان ستة أيام في الاسبوع في إثارة النعرات المذهبية بالحديث عما يثير عموما الناس فيكون لذلك أثره في الشارع قتالا وسقوط شهداء وجرحى ومهجرين داخل الوطن ، ويأتينا في اليوم السابع نفس الداعي لتوتر الأوضاع ويقف واعظا وناصحا بعدم الاحتكام الى السلاح ، فهل هناك أغرب من ذلك ؟ كيف نفسر ذلك"؟

وتابع: "هناك من يؤمن السلاح داخل المدن والقرى والمناطق للاحتراب الداخلي ويمول بسخاء جمهوره الذي يفيض عليه نص مذهبي طائفي ويقع المحظور ثم يتم بعد ذلك ليستلهم الحكمة ويدعو لإلقاء السلاح، إن الذين يغررون بالناس دون هدف وطني شريف يقود شعبه ووطنه الى فتنة وبالتالي القائد الحقيقي هو الذي يأخذ بيد الناس الى شاطىء الأمان بإستحضار كل مقومات السلم الأهلي والنهوض الوطني".

وقال:"إننا في حركة "أمل" نتألم لما يجري في طرابلس ، هذه المدينة العريقة العزيزة ، وندعو الى انهاء التوترات المفتعلة على قواعد وثوابت وطنية جامعة بعيدا عن عقلية خداع الناس وبتغليب لغة العقل".

أضاف:"من هنا تأتي أهمية الحوار الذي يجنب البلاد والعباد المزيد من الويلات والمنطقة تموج بالأحداث الجسام ، هذا الحوار الذي طالما دعونا له وأكدنا عليه فلا يغيب عن بال أحد دور الأخ الرئيس نبيه بري بحرصه الشديد على تعميم لغة الحوار والابتعاد عن العصبيات ولا يكون ذلك إلا بهدم جدران الفصل بين الطوائف والمذاهب وإن كان الحوار كان في السابق ضرورة فإننا اليوم أكثر حاجة لهذا الحوار والذي يعني لنا خيارا إنقاذيا وليس خداعا كما يريده البعض".

وأكد حمدان "ضرورة تقديم الثوابت الوطنية على ما عداها، فالعدو الصهيوني لا يزال يتربص بنا، ولذلك المقاومة ضرورة وأولوية وإن الحفاظ على القاعدة الماسية الجيش والشعب والمقاومة يردم جميع التصدعات المفتعلة، وهل على سبيل الصدفة ان الذي يستهدف في لبنان سياسيا وإعلاميا وعمليا المقاومة، هو نفسه الذي يستهدف الجيش وهو الذي يستهدف الشعب".

وأخيرا، دعا الى "التنبه من مخاطر الاسهام في تسعير الفتنة في سوريا، لأنه لن يكون لمصلحة أحد في لبنان في الوقت الذي تعيش فيه سوريا تحت وطأة مؤامرة كبرى بإستهداف دورها القومي في عملية الصراع مع العدو الصهيوني، ولا زلنا نراهن على وعي الشعب العربي السوري وحكمة القيادة السورية".
  

السابق
خليل: قضية المخدرات تحد عالمي ووطني وفردي
التالي
الأمم المتحدة: أكثر من 63 ألف لاجئ سوري في العراق