الأنوار: تجدد الاشتباكات في طرابلس ليلا بعد ساعات من الهدوء

هدوء حذر عاد الى طرابلس امس بعد ليلة قاسية من القصف المتبادل اوقع المزيد من الضحايا ولكن الوضع عاد الى التوتر ليلا والى التراشق بالقذائف. وقد عزز الجيش انتشاره في احياء المدينة ودعا الاهالي الى التعاون معه والابلاغ عن اي نشاط مسلح او مشبوه.

وقد شهدت طرابلس ليل الخميس – الجمعة اعنف الاشتباكات على مختلف المحاور في التبانة – القبة – جبل محسن – الريفا – البقار – المنكوبين والحارة البرانية حيث اطلقت قذائف ب 7 وب 10 واينرغا في شكل كثيف وامكن سماع دوي انفجاراتها في الاماكن البعيدة. وبلغت حصيلة القتلى 9 اشخاص واكثر من 70 جريحا توزعوا على مختلف مستشفيات المدينة.
وانتشر الجيش في شارع سوريا وسيّر دوريات مؤللة، وعمل على اعادة الأمور إلى طبيعتها.

بيان الجيش
وقال بيان لقيادة الجيش ان الاحداث المنتشرة في منطقة باب التبانة – جبل محسن والاحياء المجاورة لها واصلت تعزيز اجراءاتها الامنية لقمع المظاهر المسلحة واعادة الامن والاستقرار الى هذه المناطق، حيث قامت خلال اليومين الماضيين، بدهم اوكار المسلحين والرد الفوري على مصادر النيران بالاسلحة المناسبة، وتمكنت بنتيجة ذلك، من توقيف عدد من المشتبه فيهم بإطلاق النار، بعدما ضبطت في حوزتهم كمية من الاسلحة الحربية والذخائر والاعتدة العسكرية، وتعرض بعض مراكز الجيش لأعمال قنص، مما ادى الى إصابة سبعة عسكريين بجروح غير خطرة، والى اضرار مادية في بعض الآليات العسكرية، كما قامت وحدات الجيش بنقل عدد من المواطنين المصابين من جراء إطلاق النار الى مستشفيات المدينة.

اضاف البيان: إن قيادة الجيش، حرصا منها على ارواح المواطنين، ومنعا لاتخاذهم دروعا بشرية من العابثين بالامن الذين يعمدون بين الحين والآخر، الى إطلاق النار ثم التواري في الاحياء السكنية، تدعو اهالي المناطق المتوترة الى التعاون الكامل مع اجراءات قوى الجيش، بما في ذلك الابلاغ الفوري عن أي نشاط مسلح أو مشبوه، ليصار الى معالجته بالسرعة القصوى.

هذا وقالت وكالة رويترز ان اعلام المعارضين السوريين بالالوان الاحمر والاخضر والاسود ترفرف وسط رياح وامطار كانون الاول في حين يدوي انفجار قذيفة مورتر قرب مبان سكنية عليها اثار الرصاص. لكن هذه ليست سوريا… انها مدينة طرابلس في لبنان.

وتابعت الوكالة كان ذلك يوم الثلاثاء. وبحلول امس الجمعة قتل 12 شخصا في طرابلس وأصيب أكثر من مئة بسبب الاشتباكات التي استخدمت فيها القذائف الصاروخية والأسلحة الآلية وقذائف المورتر. وقال أحد السكان طالبا عدم ذكر اسمه هناك قتال في عدد من الشوارع أكبر من أي وقت مضى.
وطوق الجيش المنطقة بأكملها ولم يتسن لرويترز امس الجمعة الاتصال بمقاتلين من الجانبين أدلوا لها بتصريحات في السابق.

وقالت: وامتلأت شوارع طرابلس امس الجمعة بجنود في عربات مدرعة رغم أن معظم سكان المدينة واصلوا ممارسة حياتهم بشكل طبيعي. وقال بعض السكان إنه بعد القتال الذي استمر طوال الليل تحت الأمطار الغزيرة بدأ معظم المسلحين في الاستراحة. لكنهم لن يستريحوا لفترة طويلة حيث يطالب محتجون باستعادة جثث المسلحين اللبنانيين الذين قتلوا في سوريا وتقول مصادر أمنية إن من المرجح تشييعهم اليوم السبت وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من القتال.

ومتابعة للتطورات، رئس الرئيس نجيب ميقاتي اجتماعات في السراي لمعالجة الأوضاع الامنية والبحث في الاجراءات المتخذة، فاطلع من قائد الجيش العماد جان قهوجي على التدابير المتخذة في المدينة. والتقى مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي، ثم عقد اجتماعا ضم وزير الداخلية واللواء اشرف ريفي، تقرر على اثره ان يتوجه الوزير شربل الى طرابلس، حيث يرأس اجتماعاً لمجلس الامن الفرعي في المدينة ظهر اليوم.

رسالة من الخاطفين
على صعيد آخر، اكد علي زغيب احد المخطوفين التسعة في اعزاز، في رسالة من تنسيقية اعزاز، انه واللبنانيين الثمانية بصحة جيدة، مطالبا الاخوة والاهل في لبنان ضبط النفس والالتزام.

وقال: نحن تؤمن لنا جميع الخدمات بما فيها التلفزيون، ونحن نتابع الاخبار وقد علمنا من الثوار ان ملفنا قد توقف في الفترة الماضية بسبب الاحداث في سوريا من قصف وبطش للنظام السوري وآلة القتل التابعة للنظام التي تقتل اللبنانيين على مدار الساعة. ونحن مع اخواننا الثوار نعيش كما يعيشون ساعة بساعة ونشعر بالنقص الذين يعانون منه في المواد الغذائية والادوية والطعام ونقص البنزين والمازوت الذي يصل سعر ليتره حوالى الاربعة دولارات.

وتابع: يتم تأمين حاجتنا والادوية الخاصة بنا من الدولة المجاورة، وعلمنا من الثوار ان بعض السجناء قد خرجوا من سجن رومية واخبرونا ان الدولة اللبنانية اقامت بعد اندلاع الثورة السورية معتقلات سرية فيها معتقلو الرأي من سوريا والدول العربية والاسلامية وانه تتم معاملتهم بنفس طريقة معاملة المعتقلين في سجون نظام الاسد وما زالت جهة الثوار المستضيفون لنا يؤكدون على ما جاء في البيانات السابقة. ولفت الى انه لا يوجد اي شخص او جهة مسؤولة قادر على اعطاء اي تصريح في شأن ملف اللبنانيين الموجودين في اعزاز.
  

السابق
المستقبل: المخطوفون وعائلاتهم: 8 آذار تجهٍض قضيتنا
التالي
اللواء : طابق ميقاتي وداتا الرسائل مجلس الدفاع غداً لإطلاق يد الجيش في طرابلس