“أنصار الله” خارج عباءة حزب الله

خرج «أنصار الله» من عباءة حزب الله. أعلنها الفصيل الأصغر بين القوى الإسلامية الموجودة في مخيم عين الحلوة صراحة في بيان أصدره أمس. الخبر شكّل مفاجأة لمن يعرفون طبيعة العلاقة بين «الأنصار» والحزب. فالأول مرتبط كلياً بحزب الله، حتى إن مكاتب التنظيم في المخيم تضم صوراً للسيد حسن نصر الله أكثر من صور جمال سليمان مسؤول التنظيم نفسه. طبيعة الخلاف بين الطرفين والذي أدى الى إعلان «أنصار الله» «فك الارتباط العسكري والسياسي والأمني بحزب الله»، غير واضحة بعد. وبحسب المتابعين للإشكال، فإن السبب مالي، مؤكدين أن ما قام به مسؤولو التنظيم لا يخلو من كونه «ابتزازاً لحزب الله» كما قال مسؤول فلسطيني بارز. الرجل يعرف طبيعة العلاقة بينهما، «فحزب الله المعروف بوفائه، لم ينس وقوف سليمان الى جانبه في المعارك التي دارت في صيدا في تسعينيات القرن الماضي، حيث دافع سليمان عن حزب الله في معركة جبل الحليب».
لكن حزب الله سدد دينه لسليمان الذي بدأ بعد حادثة التعمير، بابتزاز الحزب مطالباً بزيادة مخصصاته المالية. هذا الطلب كان، بحسب مسؤولين فلسطينيين، غير واقعي. إذ إن تنظيم «أنصار الله» أشبه بـ«فصيل عائلي». كما ترددت معلومات تفيد باحتمال أن يكون الخلاف المالي غطاء لأسباب خلاف آخر بدأ يتسع تدريجاً بين الطرفين في السنوات الأخيرة، على خلفيات عقائدية، وبلغ حده في الأشهر الأخيرة بسبب الأزمة في سوريا وتوجّه عدد من عناصر الجماعة للقتال الى جانب المعارضة السورية المسلحة، ومن بينهم شبان مقربون جداً من الشيخ جمال سليمان نفسه. فيما لم تستبعد مصادر مقربة أن تعود الجماعة مجدداً إلى حضن الحزب وتطلب إعادة الارتباط. علماً بأن ارتباط الطرفين لم ينعكس على مخيمات صيدا سياسياً فحسب، بل على شكل مساعدات صحية واجتماعية قدمها الحزب عبر هذا الفصيل.
إشارة إلى أن تنظيم «الأنصار» ساهم في تنسيق اللقاءات بين الحزب والقوى الفلسطينية والإسلامية في مخيم عين الحلوة. وبرز اسمه منذ عام 2008 في إطار العمل على التهدئة في مخيم عين الحلوة وتقريب وجهات النظر مع القوى اللبنانية. وهو تبنّى عام 2003 عملية قصف مقر تلفزيون المستقبل في الروشة بالصواريخ.
يذكر أن سليمان انشق عن حركة فتح وتولى الحرس الثوري الإيراني ربطه بحزب الله. وأعلن قياديو الجماعة في تصريحات إعلامية سابقة أن الحزب «يساعدنا لأننا أخذنا قراراً جهادياً في عامي 1989 و1990 وكانت لنا مواقع في إقليم التفاح والناقورة وشبعا».

السابق
عيد:الحسن سلح المقاتلين ثم رحل
التالي
نصف مليون مغرد للبابا في يوم واحد