العرقوب من الحرمان والتضحية يصنع المستحيل

العرقوب تلك المنطقة التي تقع في القطاع الشرقي والغربي لجنوب لبنان ,عند سفوح جبل الشيخ الغربية بمحاذاة الجولان السوري المحتل ,وعند تقاطع الحدود الفلسطينية المحتلة,وهي تابعة اداريا لقضاء حاصبيا ,وتبعد عن عاصمة الجنوب (صيدا) حوالي 75 كلم, وتتألف من شبعا, كفرشوبا, كفرحمام, الهبارية, حلتا, عين عرب, الدحيرجات, الوزاني, حاصبيا, وادي خنسا.
يبلغ تعداد سكان منطقة العرقوب حسب الدوائر الرسمية للأحوال الشخصية أكثر من (100,000) ألف نسمة ,تهجر القسم الأكبر منهم كنتيجة طبيعية لوجود الاحتلال الصهيوني ,وبعد تحرير الجنوب عاد قسم منهم ولا يزال الكثير منهم خارج لبنان وخارج المنطقة نتيجة أسباب كثيرة سنأتي على ذكرها لاحقا.
ترتفع القرى عن سطح البحر ابتداء من 500 م لتصل عند مرتفعات جبل الشيخ الى حوالي 2000 م وبطول يبلغ 30 كلم وعرض يصل الى 15 كلم في بعض الأماكن.
عندما نذكر منطقة العرقوب , نذكر مسمى "فتح لاند" أي أرض فتح , هذه المنطقة التي احتضنت منذ اللحظة الأولى انطلاقة المقاومة الفلسطينية , وعملت على دعمها بشتى الوسائل , حيث كانت منطقة العرقوب القاعدة العسكرية التي تنطلق منها عمليات المقاومة ضد العدو الصهيوني. وكان لها دور كبير في نصرة القضية الفلسطينية ,وهذا ما جعلها تتعرض بشكل كبير للاعتداءات الصهيونية المتكررة , فقد اجتاحتها هذه العصابات الصهيونية المجرمة سنة 1967 الذي احتلت فيه مزارع شبعا اللبنانية اضافة لاحتلالها ( لسيناء المصرية وكامل فلسطين وغور الأردن والجولان السوري) ,وسنة 1968 و 1970 و 1972 و 1976 و 1978 والاجتياح الأخير عام 1982 , حيث جثم الاحتلال فوق ترابها حتى أيار من العام 2000 عندما تم التحرير , وقد ساهم أهالي المنطقة بشكل كبير في المقاومة الفلسطينية أولا , ومن ثم في المقاومة ضد الاحتلال بعد عام 1982 , وسقط منهم المئات من الشهداء , فضلا عن الأسرى والجرحى والمهجرين والمبعدين , وما زال جزء كبير منها ( مزارع شبعا ) تحت الاحتلال .
كم نسمع اسم هذه المنطقة، التي تحتضن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، على ألسنة الساسة اللبنانيين وغير اللبنانيين، عندما يكون هناك حاجة للمتاجرة بقضيتها الوطنية والعربية – عنينا قضية احتلال مزارع شبعا وكفرشوبا – بينما تغيب كليا عن فكر هؤلاء الساسة الذين لم يرَ وجوههم معظم أهالي المنطقة.
ليس الهدف في ما تقدم, أن أعطي درس في الجغرافيا والتاريخ عن العرقوب , ولكن الهدف هو التذكير واعطاء فكرة ورسم صورة للمنطقة التي نتكلم عنها , صورة لمنطقة لا يتم الكلام عنها سوى عندما تكون أسهمها مرتفعة في أروقة مزادات تجار السياسة وخاصة في استخدام ورقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والتي ان تحررت من العدو الصهيوني لن تتحرر من الحرمان والاهمال كباقي مناطق العرقوب, وذلك نتيجة قانون انتخابي جائر يصادر صوت وخيار اهالي العرقوب, وبحيث أن تجار السياسة لا يرون المناطق سوى من خلال منظور الانتخابات النيابية والاهتمام بأي منطقة يتم بقياس عدد النواب الذي ستعطيه لهم هذه المنطقة أوتلك ’ وبما أن منطقة العرقوب لا تقدم ولا تأخر في المعركة الانتخابية في ظل قانون الانتخابي الحالي , فمن الطبيعي أن لا ينظر أحد لها .
ولأن الحق لا يعطى بل يأخذ , يأتي دور أهالي المنطقة الذي عليهم واجب التحرك ورفع الصوت في وجه الظلم الذي يتعرضون له من خلال العمل على فصل قضاء حاصبيا عن قضاء مرجعيون اي المطالبة باقرار قانون الدوائر الصغرى أو مقاطعة الانتخابات القادمة.
فالواقع الحالي بالنسبة للاهالي لم يعد مقبولا، والصوت سوف يعلو اكثر فأكثر حتى تحقيق مطلبها الاساسي، وهو ليس الانماء المتوازن – الكذبة، بل الانماء العادل الصادق وأهل العرقوب لن يقبلوا بغير الانماء العادل طريقا لهم كي يبقوا صامدين في ارض الصمود، ارض العرقوب.

السابق
الداعوق: ميقاتي أكد أن الحكومة لن توفر أي جهد من اجل كشف مصير اللبنانيين في تلكلخ
التالي
جريح من قوى الامن نتيجة القنص في طرابلس