الشعب يريد إسقاط الإجرام وعون

اعتادت دارة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن تستقبل المواطنين والنقابيين والإعلاميين، وصحيح أن العشاء بالأمس، الذي جمع محامي "القوات" بعد فوز لائحة 14 آذار في انتخابات النقابة في الشمال برئاسة النقيب ميشال الخوري، كان نقابياً بامتياز، إلا أن قاعة العشاء الواسعة ضمّت إعلاميين من مختلف وسائل الإعلام. وكان العشاء فرصة ومناسبة، أطلق فيها جعجع العديد من المواقف السياسية التي لا تزال تحمل في عنوانها العريض "الشعب يريد إسقاط الإجرام".

وهذا الشعار لا يزال يلازم الجدار الخلفي للقاعة، بعد أن رفعه "الحكيم" إثر اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن ويتصدّر الشعار صورة لسلاح أسود رُسم زناده على شكل "لا"، في إشارة الى رفض السلاح. وبدا "الحكيم" في العشاء "عاشقاً" للحوار الذي لم ينقطع يوماً بينه وبين كل الجمهور اللبناني.

بعدما أنهى كلمته، جال جعجع على طاولات المحامين يتحاور معهم ويلتقط الصور بكل ترحاب، بعدما توجّه إليهم في بداية كلمته معتبراً أن "الفضل في لبنان الديموقراطي والرائد في الحريات يعود الى نقابة المحامين"، وتابع جعجع: "ليس المطلوب من النقابة أن تكون منتمية الى 8 أو 14 آذار، إنما المطلوب منها الدفاع عن الحريات، وقد أثبت المحامون ذلك طيلة الفترة الماضية من تاريخ لبنان وتحديداً فترة الوصاية، حين دافع المحامون بمختلف انتماءاتهم عن اللبنانيين والمعتقلين والمظلومين". ولفت جعجع خلال تنقّله بين طاولات المحامين إلى أن "العمل النقابي على المستوى الضيق مهمّ جداً، أما بمفهومه الواسع فهو أشمل وهو الصورة الأفضل لبيروت أم الشرائع".

وكانت لجعجع "جلسة" كالعادة مع الإعلاميين المدعوّين من وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب بغض النظر عن السياسة والاتجاهات. سؤال افتتاحي يوجهه دائماً للجسم الإعلامي "كيف الشغل يا شباب؟". وتنهال عليه الأسئلة بينما يراقب الجميع ويصغي بإمعان إلى ما يريده كل صحافي فتأتي الإجابة واضحة وصريحة، وإلا فتكون رهن الظروف المستقبلية. و"الحكيم" معروف بقراءته الواقعية للأحداث وتحليلاته المنطقية التي من خلالها يكتسب ثقة من جمهوره خصوصاً بعدما قرر مقاطعة طاولة الحوار الذي لم يفضِ الى أي نتيجة وقد ثبُت ذلك بالبراهين وعدم تنفيذ مقررات طاولة العام 2010.

في حواره "المقاطع" للسلاح والمؤيد لكل نقاش جديّ وشفاف مع الإعلاميين، شدد جعجع على أن "موقف قوى 14 آذار من إسقاط الحكومة هو موقف مبدئي" مشيراً إلى أن "موقف قوى 8 آذار من إسقاط حكومة الوحدة الوطنية كان مجرّد موقف على الرغم من أن تلك القوى كانت تعلم بأن ما قامت به لن يُسقط الحكومة".

انتخابياً، أكّد جعجع أن "التحالف مع الوزير السابق ميشال المرّ بات محسوماً، كذلك التحالف مع حزب "الكتائب اللبنانية" بات أكيداً، وتابع: "في هذا الإطار "لو شو ما صار" مستحيل أن يختلف حزبا "القوات" و"الكتائب"." وردّاً على أسئلة الإعلاميين، لفت جعجع الى أن "وضع الانتخابات في كسروان أفضل من المتن، حيث تشهد كسروان تراجعاً في شعبية "التيار الوطني الحر" وهذا التراجع سيتوزّع على الأحزاب الموجودة في كسروان وبشكل رئيسي ستصبّ الأصوات في مصلحة "القوات اللبنانية"، مشيراً الى أن "الانتخابات والتحالفات في زحلة ما زالت في طور المحادثات".

وشدد جعجع في كلامه على أنه "لن يترشّح للانتخابات النيابية في أي دائرة". ولفت إلى أن "قوى 14 آذار تعيش مواجهة كبيرة ولا مجال للرضوخ". وعندما سُئل عن تململ الوضع الشعبي لجمهور قوى 14 آذار، لم ينكر ذلك قائلاً: "نحن نعي ذلك، لكننا متأكدون من أن هذا التململ لن يدفع بالناخبين الى التصويت لقوى 8 آذار في الانتخابات".

السابق
اللواء: تصحيح لوائح الشطب قبل إجراء إنتخابات المجلس الشرعي
التالي
النهار: مفاوضات متعثّرة حول تسليم الجثث الـ 15