سيناريوهات ما بعد نوفمبر

 السينارست في أفلام السينما يعيد كتابة السيناريو مرة او مرات قبل اخراجه فيلماً على الشاشة الفضية. السياسة ليست تماماً مثل السينما.
لكل حرب سيناريوهات قبل شنها. سيناريو لسيرها وآخر لنهايتها، قد يختلف جداً عن سيناريو بدايتها. لهذا يقولون: يجب وضع سيناريو الخروج من الحرب قبل شن الحرب.
للسلام، بدوره، سيناريوهات؛ والسلام الفلسطيني – الاسرائيلي يبحث عن مخرج سياسي أعظم من مخرج "الحرب والسلام" أو "ذهب مع الريح" او "تايتانيك" او "افاتار" لاخراج فيلم اسمه "دولتان لشعبين"، او فيلم طويل جداً اسمه دولة واحدة للشعبين.
بقرار الجمعية العامة قبول طلب عضوية يكون الفلسطينيون ادخلوا تعديلات، جوهرية او طفيفة، على سيناريو فيلم "دولتان لشعبين" عن طريق مفاوضات مباشرة بأفق جديد.
هناك "مؤثرات" صوتية وبشرية رافقت هذا السيناريو، مثل "صدمة عاطفية" بفتح قبر الرئيس المؤسس، وقبلها "صدمة عسكرية" بالجولة الغزية الاخيرة.
بعد ثلاثة شهور، قد نعرف شيئاً اوضح عن سيناريو اغتيال الرئيس المؤسس، وايضاً عن جديد في سيناريو هذه "الصلحة" الفصائلية – الوطنية .. وربما اعادة الولايات المتحدة، المفضوحة بهزيمتها السياسية المذلة امام فلسطين والعالم، كتابة سيناريو جديد لفيلم "دولتان لشعبين" على ان يقبل نتنياهو دور البطولة النسائية الثانية فيه، لأن دور البطولة الاول سيكون لرئيس "دولة فلسطين" محمود عباس.
أياً تكون سيناريوهات التفاوض والحل الجديدة، فإن الوضع خرج من "جمود" الفريزا الى "الميكروييف" لأن الضفة الغربية، موضع الصراع الجوهري حول دولة فلسطين – السيادية، سوف تسخن.
السخونة الجديدة ستكون إما إن حقق الفلسطينيون وفاق الصلحة، وتغلبوا على جراح الانقسام، واما بفعل اشتعال السخونة نتيجة فشل المفاوضات المباشرة .. مرة أخرى.
إن "فلسطين دولة" ولو غير عضو عليها التزامات دولة ازاء شعبها وازاء العالم ايضاً. المضحك في الامر ان وزير خارجية اسرائيل الأهوج سيرفض فضّ أي مراسلات دبلوماسية تحمل عنوان "دولة فلسطين" وإن جاءته من مصادر دولية؟
فلسطين – دولة هي "مزعومة" في رأي ليبرمان، كما كانت اسرائيل "مزعومة" في الخطاب السياسي العربي والفلسطيني السابق!
اسرائيل، على الأغلب، ستقبل "رقصة جديدة" من المفاوضات، على أن تحدد هي خطوات الرقصة، وليس حسب "الموسيقى الجديدة" التي عزفها الفلسطينيون في نيويورك.
يبدو لي أن السيناريو الجديد للتفاوض لا يستبعد صداماً جديداً، قبله او اثناءه او بعده، ولو من نوع صدام "هبة النفق"، قد يتطور الى نوع من انتفاضة ثالثة شعبية او حتى مع "طخطخة" لماذا!
سيكون على دولة فلسطين وضع سيناريو جديد لـ "التنسيق الأمني" الذي يشمل شقاً ادارياً ومدنياً، وايضا شقاً امنياً. مثلاً، اذا نشأ وضع يطلب فيه جيش اسرائيل حق التغلغل في المنطقة (أ) الفلسطينية السيادية، فسيكون على قوات الامن الوطني ان ترفض.
الرفض الأمني الفلسطيني قد يتطور الى صدام بين جنودنا وجنود اسرائيل. أي صدام من هذا النوع سيؤدي الى ما يشبه "هبة نفق" جديدة.
رئيس السلطة، والمنظمة .. والآن رئيس دولة فلسطين عالمياً ضد "الطخطخة" مبدئياً، لكن أليس من حق فلسطين ايضاً ان تدافع عن نفسها، كما مثل اسرائيل التي اعطاها اوباما هذا الحق شيكا مفتوحاً! .. لكن، اذا "طخطخوا" على جنودنا فإن الجواب هو جواب جبريل الرجوب "إذا في طخ إحنا طخيخة".
لا أحد، وحتى اسرائيل، يريد انهيار السلطة، لكن شاعراً فلسطينياً قال زمن النكبة: إما حياة تسّر الصديق، وإما ممات يغيظ العدى!
حتى الولادات الطبيعية يرافقها الدم؟!

حسن البط 

السابق
سليمان: نسبة الشباب العاطلين عن العمل 66% في لبنان
التالي
5 جرحى في صيدا أثناء تنفيذ قرار ازالة عربات الخضار