جمهورية الفئران؟!

تستطيع "تيتي تيتي" وهي سيدة الحوار الوطني ان تنام الآن حتى الموعد الجديد في السابع من كانون الثاني كما حدده الرئيس ميشال سليمان الذي يكاد يقول: "تعالوا اليّ ايها المتعبون" فلا يسمع احد في لبنان الغارق في الفوضى والقتل الجماعي وقد تعددت الاسباب والموت واحد!
ليست مسخرة المساخر ان تجتمع الحكومة بعدما غيّمت لشدة جبنها واختبائها والنأي بنفسها. المسخرة الحقيقية انها تمطر فساداً فوق رؤوس اللبنانيين، ويصدّق بعض أركانها ان اجنحة الملائكة نبتت فوق اكتافهم، والعياذ بالله مما تفعل الاوهام والابخرة في النفوس احياناً ولا حاجة الى تسمية احد، فالذين يشرقطون غضباً معروفون جيداً في هذا المرستان المفتوح!
الجلسة الاخيرة لحكومة "المقت" او الميقاتي تعطينا نموذجاً، مثلاً، عن اننا جميعاً مرضى الادوية المزورة، واننا مختبر كبير للفئران تتم تجربة السموم علينا فيموت من يموت ويعيش من يعيش، في مقابل حفنة من الدولارات يجنيها بعض الذين لم يعد في وسع وزير او مسؤول ان يتصدى لهذا النوع من الجرائم ما دامت العدالة في لبنان اشبه بالباب الدوّار فيدخل المجرم ويخرج من دون توقيف او عقاب، وهو ما شكا ويشكو منه الوزير علي حسن خليل، الذي كان في مواجهة فضيحة مئات الادوية المزورة تدخل لبنان مزوّرة التواقيع، ففوجئ بفضيحة منتحلي الصفة الذين يزاولون الصيدلة من دون شهادات، فيصفون الادوية للمرضى على طريقة "يا رب تجي في عينو"، وقد تأتي سكتة في قلبه او جلطة في رأسه، ومن قال اننا لا نعاني جميعاً من الجلطات ما دمنا قاعدين ولم نخرج بعد لتعليق المزوّرين على خوازيق في الساحات والاحياء العامة؟!
كنا قبل اسبوعين امام 376 دواء مزوراً وتبين اول من امس انها باتت 471 يتم تسويقها ليتعاطاها الانتحاريون من المرضى، وخصوصاً بعدما تبين ان هناك دزينة او دزينتين من ممتهني الصيدلة المستعدين لاعطائك دواءً للعين وانت في المغص او حبوباً لمنع الحمل وانت فحل من الفحول، او دواء للرجفة وانت في الاسهال سهّل الله أمرك وأمرنا. واذا كانت الحكومة في الغيبوبة ربما لتعاطيها "دواء" النأي بالنفس الذي يوصف عادة للمختلّين فلم تتمكن من ان تعرف اي دواء يدخل البلد والامعاء فكيف لها معرفة المختصّ من المندسّ، فالذين يضعون المراويل البيضاء في الصيدليات في جيوبهم 20 دولاراً تقدم للمراقب إذا فاجأهم بالجرم المشهود؟
فعلاً ماذا في وسع علي حسن خليل ان يفعل وماذا في وسع الدولة ان تفعل وماذا في وسع مؤتمر الحوار ان يفعل، بعدما صار لبنان قطعة من الجبنة العفنة تلتهما الفئران؟ مجرد سؤال ربما ليتبين سليمان اننا نحتاج الى المصائد اكثر من حاجتنا الى مؤتمر حوار الطرشان!

السابق
الحياة: واشنطن ترفض التحاق لبنان بشراكة “دوفيل”
التالي
فلسطين دولة مراقبا في الامم المتحدة.. واحتفالات النصر تعم البلاد