دولة فلسطينية

على الرغم من التهديد والوعيد الإسرائيلي إلى حدّ التصفية الجسدية توجّه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الأمم المتحدة لضمّ دولة فلسطين إليها مؤيداً من الفصائل كافة في قطاع غزة والضفة الغربية ومدعوماً بتوجّه دولي شبه شمولي لتبني المطلب القومي المنصوص عليه في المواثيق والمبادئ المعتمدة، وهذا ما يوفّر المناخ المناسب للانضمام ويرفض بالمطلق الدعاوى الإسرائيلية المتعارضة حتى مع ميثاق المنظمة العالمية وما اتخذ من قرارات عربية ودولية.
إضافة إلى ذلك ينطلق عباس من انتصار حققته الفصائل الفلسطينية على العدوان الإسرائيلي بدعم عربي ودولي لافت وتأكيد على أن سلطة الإحتلال قابلة للهزيمة كما في عدوانها على لبنان في تموز من العام ألفين وستة، فالمجتمع الدولي بغالبية دوله كان إلى جانب النضال المشروع دفاعاً عن الحق واستعادة الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وقد وضعت الدول المعارضة أمام مسؤولية ما تنادي به من حفاظ على حقوق الإنسان ومنه احتلال أرض الغير بالقوة وعليها أن تفعل ما تقول به لتطمئن الدول والشعوب إلى استقلالها وسيادتها على أرضها.
وأكثر ما هو مدعو إلى ذلك الولايات المتحدة الأميركية لا سيما في المرحلة الجديدة للرئيس أوباما الذي جاءت معارضته انضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة مخالفاً لما يجب الأخذ به بدل الانسجام مع إبداء الحرص على التمسك بسياسة الحق والعدل و طمأنة الدول والشعوب إلى أمنها واستقرارها خصوصاً بعد فشل التدخل في شؤونها سياسياً وعسكرياً وضغوطاً اقتصادية وعدم فرض شمولية إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل.
وإذا كانت اسرائيل تستند إلى الدعم الأميركي بصورة خاصة فإنها لا تملك التأثير على دول الأمم المتحدة وهي تؤيّد انضمام الدولة الفلسطينية والاعتراف بها عضواً مراقباً في المرحلة الأولى تمهيداً لجعله قراراً يحظى بشبه الإجماع انطلاقاً من وجوب محاسبة ومعاقبة كل أنواع التسلّط والإحتلال.
ويمكن وصف جلسة اليوم للأمم المتحدة بأنها اختبار لمدى نصرة أصحاب الحقوق وهي الآن أمام امتحان تنفيذ بنود ميثاقها دون تجاوز باعتبارها المرجع الثابت لمن يتعرضون للاضطهاد والتدخل الخارجي والضغوط الاقتصادية والدبلوماسية لتدور في فلك هذه الجهة أو تلك من الدول النافذة، وعلى اللجنة الرباعية وأعضاء مجلس الأمن الخمسة زائد واحد الوقوف مع وإلى جانب انضمام الدولة الفلسطينية تجاوباً مع ما تقول به من سلام واستقرار وطمأنة الشعوب إلى حاضرها ومستقبلها في مناخ الاستقلال والسيادة على أرضها وإجبار اسرائيل على الأخذ بهذه الثوابت تعميماً للسلام الدائم في الشرق الأوسط.

السابق
حمدين صباحي يصف دعوة اخوان مصر للتظاهر السبت بالدعوة للحرب الأهلية
التالي
الواقعية الفلسطينية تنتصر اليوم