للحب رائحة كريهة

«هناك جثث لا تستحق الدفن في قلوبنا، فللحب بعد الموت رائحة كريهة أيضا» أحلام مستغانمي

«مثير أنت في وقاحتك. تحترف لعب أدوار البطولة الوهمية.. تماما كمهنتك». عام ونصف عام.. تعيد إلى ذهنها الأوقات الحميمية التي جمعتهما. يده التي كانت تشعرها بدقات قلبها. كلمات الحب التي كان يقولها في كل مرة أراد استغلالها لأمر ما. يستفزها.
وكأنه لم يكتف بأن يريها، بطريقة انسحابه، بشاعة حبه.. وبشاعته في التعامل مع هذا الحب الذي فتك بها وأعياها. كان يحترف اللعب بمشاعرها. أما هي، فكانت، كلما أوشكت على الاستسلام، أمدّها بالعاطفة. صدقته، وعشقت دور الرجل الصادق، الوفي، الذي يبذل حياته في سبيل قضيته.. خيّل إليها أن لا وجود لرجل مثله، في نزاهته وفي ضوحه.. حتى قسوته ربطتها بقضيته، الافتراضية، طبعا. فكانت تبكي بصمت، وتتألم لبعده بصمت.
بصمت تستمده من إدمان حبه، من أجل أن تستمر في معركتها، الوهمية أيضا، معه. كانت الصفعة الأولى حين اتهمها بالادعاء في حبه. لم تأبه. كان قلبها الذي ينبض بالعشق أقوى مما تراه عيناها وتسمعه أذناها. قلبها، عبثاً، كان يعمل ضدها.. لصالحه.
«مثير أنت حين تخفي خلف بزتك الطاهرة أنياب الليث الماكرة».
باستهزاء مفرط، يقرر الانسحاب فجأة. هكذا دون أي مقدمات. تتلقى الضربة الموجعة. تعيش في وهمه لوهلة. تحلم بحماقة الحب الطفولية أنه سوف يعود..
«مثير أنت كيف تبدع في إيقاعي في وهمك».
ولكن، لم يمض شهر حتى يعلن إكمال لعبة العشق الكاذبة مع ضحية أخرى، هذه المرة يكمل لعبته حتى مراحلها الأخيرة. وكأنه لم يكتف بكل هذه الوقاحة، ليسقط عنه آخر أقنعته. هي الكلمات نفسها إذا التي كان يقولها لأخريات، والحضن نفسه الذي كان يضبط حرارته حسب حاجات جليساته. والاختبارات نفسها في لعبة الحب الوهمية. يقذف كلماته هذه بكل بساطة أمامها. تتذكر ادعاءاته عن مخاوف يتقن توصيفها.
«مثير أنت كيف تحكم على حبيباتك بالخيانة المؤكدة، وهي عيب فيك».
تصدمها كلماته، هي التي وضعته في منزلة القداسة.. فيقرر هو أن يغتال آخر الأوهام التي رسمتها هي في ذهنها عنه.. أبدا هي تحاول إيقاد المزيد من النار لإبقائها مشتعلة..
فجأة، يعلن انتهاء اللعبة. وتصفية الحبيبات، أو ضحايا أهوائه العبثية، أما المعيار، فهو ما تقتضيه مصلحته.. لا يكتفي بذلك. بل يتهمها هي بالخيانة من بعد حبه لأنها قررت الخروج من وهمه!
«مثير أنت في قلب الأدوار». يعلن النتيجة.. يمعن في قتلها.. تبتسم.
«هنيئا لمن ربحت لعبتك. أشفق عليها هي التي ستكون جثة تنقش عليها ندوبك، وهنيئا لي طليقة سجن غرورك الفاحش».
«تريد أن تراني؟؟ ها أنا، شاهدني اليوم أغادر حلبتك المهترئة. لن ألتفت إلى الوراء. خلفي، لن أخلّف سوى حب.. ولد ميتا».

السابق
توقيف 4 لبنانيين وسوريتين بجرائم حيازة المخدرات والدعارة
التالي
مظاهرة مليونية تحمل رسالة قوية