الحوار الممنوع

بين الموعد الذي حدّده رئيس الجمهورية لالتئام طاولة الحوار في التاسع والعشرين من الجاري، أي بعد يومين، وبين ما أعلنه أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله قبل يومين من أن سلاح المقاومة لا يمسّ وهو غير مطروح على بساط البحث، وبين كلام رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط عن حصرية السلاح بيد الدولة وذلك في معرض تقديمه لمبادرته الحوارية، هل يُلغي أو يُرجئ الرئيس سليمان موعد انعقاد طاولة الحوار إلى أجل مسمّى، أم هل يقرأ اللبنانيون الفاتحة على روح الطاولة نفسها، ويستمرون في وضع أيديهم على قلوبهم خوفاً من الآتي والآتي كما يقول المثل اللبناني أعظم.
في آخر إجتماع لطاولة الحوار طرح رئيس الجمهورية تصوّره للاستراتيجية الدفاعية بحضور ممثل حزب الله، وأبرز ما جاء في هذا التصوّر حصرية السلاح بيد الدولة، بعد مطالعة في إجابة على السؤال أين ومتى وكيف نستفيد من السلاح، وأرجئ النقاش في هذا التصوّر الى جلسة لاحقة من دون أن يصدر عن حزب الله أي موقف يوحي باعتراضه على هذا التصوّر، ما ترك انطباعاً حتى عند النائب جنبلاط أن الحزب المعني بهذا الأمر حاضر لمناقشة التصوّر الذي قدّمه رئيس الجمهورية، الأمر الذي أعطى رئيس الجمهورية جرعة تفاؤل بأنه وضع مسألة الاستراتيجية الدفاعية على السكة الصحيحة بصرف النظر عما إذا كان الحوار أو النقاش حولها سيطول سنوات أو يقصر.
وأعربت قوى الرابع عشر من آذار عن تأييدها العلني للتصوّر ووعدت بمناقشته بانفتاح في الجلسات المقبلة بوصفه النقطة المركزية للحوار، ومن دونها لا معنى لأي حوار لبناني – لبناني.
هذا الأمر حصل قبل اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن لكن الأمر تغيّر بعد الجريمة حيث رفعت قوى 14 آذار شعار استقالة الحكومة قبل إقامة أي حوار مع فريق الثامن من آذار من دون أن تتراجع عن ترحيبها بتصوّر رئيس الجمهورية.
وبسبب موقفها الرافض لأي حوار قبل استقالة الحكومة، عقد رئيس الجمهورية سلسلة مشاورات تمهّد للبحث في إمكانية التوافق على حكومة جديدة على طاولة الحوار إلى جانب مواصلة النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية.
وفيما كانت الأنظار تتجه إلى قوى 14 آذار لرفض مسعى رئيس الجمهورية الحواري جاء الرد من أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله يعطي الآذاريين المبرر الكافي لرفض مسعى رئيس الجمهورية إلى الحوار كون السيد حسن نسف كل إمكانية في البحث عن مصيره، وباتت دعوة الرئيس سليمان يوم التاسع والعشرين غير ذي موضوع ومرشحة للسقوط في معمعة الخلاف الدائم على مصير سلاح المقاومة.

السابق
هيئة التنسيق تعلن الاضراب ليومين.. والمدارس الخاصة لا تلتزم
التالي
أكاليل على نصب الشهداء ورفع العلم في شبعا