الحياة: ترجيح مسؤولية جهة فلسطينية عن إطلاق صاروخين من الجنوب

الت مصادر أمنية لبنانية رسمية رفيعة لـ «الحياة»، إن قيادة الجيش اللبناني انشغلت طوال ليل أول من أمس وبالتعاون مع قوات «يونيفيل» العاملة في منطقة جنوب الليطاني لمعرفة مصدر أصوات الانفجارات التي سمعت في بلدة الخيام الحدودية المتاخمة لإسرائيل، خصوصاً أن الرادارات التابعة للقوات الدولية لم تسجل إطلاق صواريخ أو سقوطها في منطقة عملياتها المشتركة مع الجيش اللبناني في جنوب الليطاني. وأكدت المصادر أن قيادة «يونيفيل» أجرت اتصالاً بالقيادة العسكرية في إسرائيل التي يزورها حالياً ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي في عداد الوفد المرافق لبان كي مون، قبل أن يتوجه الى نيويورك، وتبلغت منها عدم سقوط صواريخ في داخل إسرائيل في المنطقة المحاذية للحدود اللبنانية.

إلا أن قيادة «يونيفيل» عادت وتبلغت، كما قالت المصادر، من الجانب الإسرائيلي بأن الوحدات العسكرية المتواجدة في المنطقة الحدودية رصدت سماع أصوات انفجارات يُعتقد أنها ناجمة عن إطلاق صواريخ سقطت في سهل الخيام وتحديداً في المطار العسكري الذي كان يستخدم مهبطاً للمروحيات إبان الحرب العالمية الثانية.

وكشفت المصادر أن مجموعة من استخبارات الجيش اللبناني وبطلب من مسؤولها في الجنوب وصيدا العميد علي شحرور، توجهت إلى منطقة الزفاتة الواقعة في خراج بلدة كفرتبنيت (قضاء النبطية) وتبعد 3 كيلومترات عن جسر الخردلي، الممر الإلزامي للعبور من قرى محافظة النبطية إلى جنوب الليطاني، حيث عثرت على منصتين أطلق منهما الصاروخان، وثالثة عليها الصاروخ المعطل.

وأكد مصدر في «يونيفيل» لـ «الحياة»، أن إسرائيل أبلغت قيادتها بأن صاروخين أطلقا من منطقة الزفاتة التي أخضعها الجيش اللبناني لتفتيش دقيق وتبين من خلالها تحديد مكان انطلاقهما بعد العثور على المنصات الخشبية.

ولفت المصدر إلى أن عطلاً مفاجئاً أصاب الصاروخ الثالث ما حال دون انطلاقه، وقال إن قوة مشتركة من «يونيفيل» والجيش عاينت المكان الذي سقط فيه الصاروخان والحفرتين اللتين أحدثاهما في الأرض.

وإذ تحاشى المصدر الدولي تحديد هوية الجهة التي تقف وراء إطلاق الصاروخين، فإن مصدراً آخر يَعتقد بأن «جهة فلسطينية متشددة» مسؤولة عن إطلاقهما «بعد ان وجدت صعوبة أمنية في نقلهما الى منطقة جنوب الليطاني بسبب الإجراءات والتدابير المشددة المتخذة من قبل يونيفيل والجيش اللبناني.

وتوقف المصدر الدولي أمام قلة الخبرة لدى الجهة التي أطلقت الصاروخين، وسأل عما إذا كانت مقصودة، بهدف منع تحديد هويتها، «وإلا فإنها كانت قادرة على إسقاطهما في مستعمرة المطلة».

واعتبر أن لتوقيت إطلاق الصاروخين علاقة مباشرة بتوصل القيادة المصرية من خلال رعايتها المفاوضات غير المباشرة بين حركة «حماس» وإسرائيل الى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وخصوصاً أن إطلاقهما جاء قبل دقائق من سريان مفعول التهدئة «وربما من باب الاحتجاج على الوصول الى هذا الاتفاق».

وأكد أن لجنة مشتركة من الجيش اللبناني و «يونيفيل» باشرت تحقيقها لتحديد هوية «الجهة التي استخدمت منطقة شمال الليطاني لتمرير رسالة تتعلق بالوضع السائد في غزة، على خلفية انها ليست متروكة، إضافة إلى سعيها لإحراج لبنان وتحويل ساحته الى جزء من الصراع الدائر بين الفلسطينيين وإسرائيل».

ولم يستبعد أن تكون هذه الجهة من أصحاب السوابق في إطلاق الصواريخ من لبنان بغية إرباكه من جهة.

السابق
النهار: تحريك الصواريخ المجهولة جنوباً عشية ذكرى الاستقلال
التالي
عميدرور: مصر لم تشكك بحقنا في الدفاع عن أنفسنا