صـيدا: تـكثيـف الاتصـالات لإبعـاد الفـتنـة المذهبية

نشطت حركة الاتصالات السياسية في عاصمة الجنوب، وتكثفت أمس، وكان محورها تجنيب صيدا كأس الفتنة المذهبية المرة، وإبعاد شبح الاقتتال عن ساحات وشوراع المدينة.
وقام الأمين العام لـ «التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد بزيارة لافتة في توقيتها ومضمونها لمخيم عين الحلوة أمس، «لشكر القوى الإسلامية الفلسطينية على وقفتها، التي منعت الفتنة»، التي كادت تقع بين إمام «مسجد بلال بن رباح» أحمد الاسير وأنصاره من جهة، وخصومة الصيداويين، وأنصار المقاومة من جهة ثانية، وكذلك على دورهم الإيجابي في تعليق الأسير لقرار تشكيل، ما أسماه بالكتائب الصيداوية المسلحة.
وقد ترأس سعد وفدا من التنظيم، وعقد لقاء مع القوى الإسلامية الفلسطينية في مقر «عصبة الأنصار»، شارك فيه أمين السر لـ«القوى الإسلامية» أمير «الحركة الإسلامية المجاهدة» الشيخ جمال خطاب، والقيادي في الحركة أبو محمد بلاطة، وعن قيادة «عصبة الأنصار» المشايخ أبو عبيدة مصطفى، وأبو طارق السعدي، وأبو شريف عقل، وطه شريدة، وإبراهيم حوران، وأبو علاء دهشة، وأبو سليمان السعدي. ودعا سعد القوى الإسلامية إلى الاستمرار في الدور الذي هو محل تقدير جميع القوى في صيدا، مشددا الحرص على الأمن والاستقرار في صيدا ومخيماتها، داعيا إلى التمسك بالخطاب السياسي والديني الجامع لتوحيد الطاقات في مواجهة التحديات.
من جهته، رحب الشيخ خطاب بزيارة سعد، معتبراً أن ما تقوم به القوى الإسلامية هو واجب ديني تجاه أهلها في صيدا وهو مسؤولية يجب تحملها من أجل إبعاد الفتنة ومن أجل المحافظة على أن تكون وجهة الصراع باتجاه العدو الصهيوني، مؤكدا على العلاقات الطيبة بين الفلسطينيين وأبناء الجنوب. وطمأن الشيخ عقل باسم «عصبة الأنصار» الى أن الوضع في صيدا سيبقى بعيداً عن الفتنة المذهبية، قائلا «ان التجارب التي لمسناها من الجميع وخاصة من الشيخ أحمد الأسير تؤكد على ذلك»، مضيفا «ان القوى الإسلامية حريصة على أن تلعب باستمرار دورا ايجابياً من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في مدينة صيدا والجوار».
وخلص اللقاء إلى بيان مشترك أكد «ضرورة أن يسود الحوار في حل الخلافات التي قد تطرأ في المستقبل لأنه لا سبيل لحل الخلافات سوى بالتواصل واللقاءات»، مستنكراً «العدوان الهمجي الذي تتعرّض له غزة من قبل العدو الصهيوني».
وفي صيدا كذلك، التقى سعد وفداً من «الجماعة الإسلامية» برئاسة المسؤول السياسي للجماعة في الجنوب الدكتور بسام حمود، ضم كلاً من أحمد الجردلي، وحسن أبو زيد، وحسن الشماس، بحضور عدد من قيادة التنظيم. وشدد سعد إثر اللقاء سعد على «ضرورة بذل الجهود من أجل تطويق المحاولات الأميركية الإسرائيلية الخبيثة، التي ينخرط فيها البعض لتفجير الأوضاع وإثارة الفتن والنزاعات والصراعات الأهلية في لبنان، مؤكدا حرصه على أمن مدينة صيدا واستقرارها ومصالح أهلها». كما أكد سعد أن الحرص لا يمكن له أن يتم إلا من خلال جهد سياسي وتعزيز التواصل بين أبناء المدينة أنفسهم بمختلف اتجاهاتهم، خصوصاً أن صيدا فيها تنوع سياسي وديني وتضم أكبر المخيمات الفلسطينية، وهي على تواصل مع محيطها المتعدد سياسياً ودينياً.
بدوره الدكتور بسام حمود أكد أن اللقاء مع التنظيم الشعبي الناصري يأتي في إطار حرص الجماعة على التواصل الدائم لأن صيدا فيها الكثير من القضايا التي تحتاج إلى التواصل، فضلاً عن الأوضاع على الساحة اللبنانية والسياسية والأمنية، وتحديداً في ما يتعلق بصيدا حيث نؤكد أنها يجب أن تبقى بمنأى عن أي توتر أمني. ونحرص على أمنها واستقرارها وعلاقتها بجنوبها وشرقها ومخيماتها وكانت نموذجاً لتلاقي الجميع والعيش المشترك والسلم الأهلي.
من جهة ثانية استغربت «الجماعة الإسلامية» في صيدا صدور بلاغات بحث وتحر بحق عدد من أنصار الأسير. واعتبرته قراراً غير حكيم في توقيته وتحيزه، في الوقت الذي لا تزال مساعي التهدئة التي تقوم بها «الجماعة» و«القوى الإسلامية» في مخيم عين الحلوة، تخطو خطوات متقدمة وجيدة في السعي لإنهاء تداعيات الأحداث الأليمة التي حصلت في صيدا.
وأعلنت النائبة بهية الحريري، خلال لقائها وفداً تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا برئاسة ماجد حمتو، ومدراء فروع الجامعات الخاصة، وكليات «الجامعة اللبنانية» في المدينة والجوار أنه «على المجتمع المدني أن يقول كلمته، ولنؤكد من جديد تمسك المدينة بالسلم الأهلي وبثوابتها الوطنية كمدينة للعيش الواحد انطلاقا من التنوع والتعددية التي تشكل غنىً للمدينة كما للوطن كله».
  

السابق
من غزة خطفت إيران القضية الفلسطينية!
التالي
المنتخب اللبناني في مواجهة سيل الشائعات بعد الخسارة أمام قطر