حمدي: حزب الله قوة مؤثرة

بعناية فائقة، تسعى القاهرة الى إبراز "وسطيتها" في علاقاتها الخارجية منذ التحوّل الذي أفرزه "الربيع العربي". ووقت دشّن التعامل المصري لبنانياً "نهج ما بعد الثورة" من حيث الانفتاح على التيارات السياسية في المنطقة وبينها "حزب الله"، فإن تحوّل القاهرة "عاصمة" الاتصالات واللقاءات فلسطينياً وسورياً وإسرائيلياً أعاد اليها نبضاً افتقدته طويلاً.

مع بلوغ صواريخ غزة تل أبيب، تتطلع المنطقة الى الجهود التي تبذلها مصر مع استضافتها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بعد الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون لتحقيق تهدئة. وفيما تحول "عراقيل تتعلق بالضمانات التي يفترض ان توفرها الفصائل الفلسطينية" دون إعلان وقف للنار، على قول السفير المصري في لبنان أشرف حمدي لـ"النهار"، فإن الجهود المبذولة مع بعضها وفي مقدمها حركة "الجهاد الاسلامي" لانخراطها في العملية، مثّل جزءاً من العقبات التي أزيلت اخيراً.
وهنا الحوار الذي أجري مع حمدي في السفارة المصرية في الجناح قبيل إعلان كلينتون ووزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو وقفاً للنار ليلاً:
¶ ما هي الخطوط العريضة التي تعمل عليها مصر لتحقيق وقف لاطلاق النار في غزة، وما الذي يؤخر اعلانها؟
– ثمة عراقيل تتعلق بالضمانات التي يفترض ان توفرها الفصائل الفلسطينية بهدف التوصل الى تطبيق جيد لاتفاق التهدئة. بذلت جهود مع بعضها وفي مقدمها "الجهاد الاسلامي" لضمان انخراطها في التهدئة، وهذا يمثل جزءاً كبيراً من العقبات التي ازيلت اخيراً (…) كما يبدي الجانب الفلسطيني وبعد صفقة (جلعاد) شاليت تخوفاً لجهة عدم التزام اسرائيل الاتفاق الذي يتم التوصل اليه، ما يحتم توافر ضمانات كافية.
¶ هل لمستم مسعى اميركياً في اتجاه تسوية على المدى الطويل يدشن الولاية الثانية للرئيس الاميركي باراك أوباما؟
– لم تبلور الادارة الاميركية الجديدة استراتيجيتها المقبلة بعد حيال المنطقة وهي في طور التشكيل لجهة اختيار الاشخاص والقيادات التي ستتولى ملفات الشرق الاوسط.
¶ لكن المشاورات تتواصل بين الرئيسين اوباما ومحمد مرسي وكلينتون في القاهرة اليوم.
– هناك جدية اميركية للتوصل الى تهدئة ومنع تطور العملية العسكرية لجهة قيام اسرائيل بهجوم بري على غزة وفي الوقت عينه تأكيد حق المواطن الاسرائيلي في عدم التعرّض لصواريخ من غزة.
¶ تتزامن الحركة العربية والدولية في اتجاه غزة مع مطالب باعادة النظر في المبادرات العربية السابقة وقطع العلاقات العربية مع اسرائيل على وقع تبادل سحب السفراء؟
– سحبنا السفير المصري من تل ابيب، فيما غادر السفير الاسرائيلي القاهرة. واكدنا ان السلام يتطلب رغبة لدى الطرفين. واذا لم تكن هذه الرغبة متوافرة لدى الجانب الاسرائيلي، فلدى الدول العربية خطوات اخرى يمكن ان تتخذها.
¶ هل يبلغ رد القاهرة حد الغاء معاهدة السلام مع اسرائيل؟
– إلغاء معاهدة السلام خطوة قوية جداً. لا يمكن ان تتطور الامور في هذا الاتجاه وفي السرعة التي يتوقعها البعض. ولا بد من دراسة متأنية لأي تصعيد. لا نريد جر المنطقة الى مخاطر.
¶ هل تؤيدون الكلام عن دور ايراني في تزويد الفصائل الفلسطينية صواريخ منها "فجر 5"؟
– لا يمكن القول ان ايران مسؤولة عن زيادة التسلح بالصواريخ. هناك فوضى سلاح في المنطقة وخصوصاً بعد الأزمة في ليبيا التي كانت لها تداعيات على مستوى انتشار السلاح غير المنضبط في الساحل الافريقي ككل (…) لكل الاطراف قدرة على الحركة ولا يمكن القول ان طرفاً واحداً يتحمل مسؤولية انتشار الصواريخ.
¶ هل تقدم الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون خلال زيارته القاهرة بمبادرة ما قبيل موعد التصويت على رفع فلسطين الى دولة غير عضو في الامم المتحدة؟
– تناولنا الموضوع من باب ان ثمة تحركاً فلسطينياً تشجعه القاهرة وقمنا بجهود تجاه بعض الدول الاوروبية لتشجيعها على التصويت الايجابي حيال الطلب الفلسطيني كفرنسا وألمانيا واسبانيا والمملكة المتحدة. نأمل في ان تشهد الايام المقبلة تزايداً في عدد الدول المساندة لمشروع القرار ونتوقع ان ينال الطلب غالبية مريحة.
¶ نلاحظ أيضاً تحولاً في العلاقات المصرية مع الاطراف اللبنانيين بينهم "حزب الله"؟
– يقضي النهج المصري بعد الثورة بالانفتاح على التيارات السياسية في المنطقة. ولا يمكن استبعاد "حزب الله" كقوة مؤثرة في الواقع السياسي اللبناني. يرتكز تحركنا على التعرف الى طبيعة مواقفه في شكل اوضح وتأكيد ثوابت السياسة المصرية، اي اهمية الاستقرار ودعم سياسة النأي بالنفس ووضع مصلحة لبنان أولاً وأهمية تجنّب فتنة سنية – شيعية وتشجيع الحوار.  

السابق
الإنترنت السـريع يقف على أبواب حاصبيا
التالي
حافظـوا علـى وظائفكـم… تسلمـوا!