النهار: تحريك الصواريخ المجهولة جنوباً عشية ذكرى الاستقلال

على وقع اعلان الهدنة الجديدة بين الفصائل الفلسطينية في غزة واسرائيل، وبعد يومين من عثور الجيش على صاروخي "غراد" معدين للاطلاق في المنطقة الحدودية الجنوبية، اخترق حادث اطلاق صاروخين مجهولي المصدر وسقوطهما في الجانب اللبناني من الحدود الاستعدادات الجارية لإحياء ذكرى الاستقلال اليوم وأعاد تسليط الاضواء على التحديات التي تواجه الجيش و"اليونيفيل" في منطقة انتشارهما في الجنوب.

وأفادت مراسلة "النهار" في مرجعيون أن دوي انفجارين قرب الحدود الجنوبية في منطقة سهل مرجعيون سمع قرابة الثامنة مساء أمس ورجحت مصادر أمنية ان يكون الانفجاران ناجمين عن سقوط صاروخين في المنطقة المحاذية للحدود.
ونفذ الجيش و"اليونيفيل" انتشارا واسعا وقاما بعمليات تمشيط بحثاً عن مكان سقوط الصاروخين. وتردد ان نقطة انطلاق الصاروخين حددت في الزفاتة قرب الخردلي في منطقة الليطاني. وقد سقط أحد الصاروخين في سهل مرجعيون، فيما أثير لغط حول مكان سقوط الصاروخ الثاني الذي تردد أنه سقط على الخط الفاصل أو تجاوزه بأمتار داخل الجانب الاسرائيلي.

بيد أن هذا الحادث، على دلالاته الامنية الخطرة، لم يحجب الانشداد الى المشهد السياسي عشية احياء ذكرى الاستقلال التي تأكد أن قوى 14 آذار لن تقاطعها أسوة بمقاطعة أي نشاط تشارك فيه الحكومة، نظرا الى طبيعة المناسبة الوطنية والسيادية، وتاليا فإن شخصيات من هذه القوى ستشارك في حضور العرض العسكري صباح اليوم في جادة الرئيس شفيق الوزان كما ستشارك في استقبال القصر الجمهوري.

رسالة سليمان

واتجهت الانظار عشية الذكرى الى الكلمة التي وجهها رئيس الجمهورية ميشال سليمان مساء أمس من قصر بعبدا في حضور الهيئات القضائية وهيئات الرقابة والمحاسبة. وطبقا للتوقعات، خلت هذه الرسالة من أي مبادرة للخروج من الازمة السياسية، لكنها اتسمت بطرح عناوين عدة لسبل الحل ومواقف غلب عليها التوازن حيال أطراف النزاع الداخلي ولم تغب عنها خلفية القلق من الطرق المسدودة التي تتسبب بها تطورات هذه الازمة.

وترجم الرئيس سليمان هذا القلق بدعوته الى "تحديد مجموعة أولويات نلتزمها أبرزها واجب الابتعاد عن كل قول وعمل من شأنه جرّ لبنان الى الفتنة الداخلية أو الى أتون النزاعات الاقليمية". ثم أبرز بقوة أهمية "اعلان بعبدا" الذي أقرته هيئة الحوار في 11 حزيران الماضي، لافتا الى ما حظي به من دعم عربي ودولي من حيث "دعوته الى تحييد لبنان وضمان استقراره واعتماد الحوار"، وحض مجددا على التزام بنوده بدقة. وفي انتقاد لافت لأطراف النزاع قال: "لم يتورع البعض بدوافع شتى، منها التعاطف ومنها الارتهان، من توريط أنفسهم بطرق مختلفة في منطق العنف الاقليمي والمصالح الاقليمية ومن تعريض لبنان لمخاطر الانزلاق نحو منحدرات الفتنة".

وحض على "العودة الى منطق الحوار ونهج الاعتدال تمكينا للتشاور القائم من ايجاد حلول ومقاربات عملية ومتوافق عليها للخروج من حال التأزم في موازاة السعي الحثيث لكشف المسؤولين عن جريمة اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن وعن كل من تسبب بزعزعة الأمن والاستقرار"، منتقداً "البحث عن الذرائع والحجج لتعطيل هذا الحوار أو تقييده بشروط مسبقة". كما أعلن "العزم على احترام كل الاستحقاقات الدستورية واجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها بعيداً من أي ترهيب أو ترغيب". ودعا أيضاً أهل السياسة و"أصحاب السلطة والنفوذ الى عدم التدخل في شؤون القضاء وعدم توفير غطاء لأي مجرم أو مخالف أو مرتكب". وحض الاجهزة الأمنية والرقابية والقضاء على "الحزم وعدم التهاون"، مطالباً القضاء "بالاسراع في إصدار القرارات الاتهامية في القضايا الجزائية المطروحة عليه".

هولاند وميقاتي

في غضون ذلك، كرر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، لدى استقباله أمس رئيس الوزراء نجيب ميقاتي في قصر الاليزيه، ابداء قلقه من استيراد الأزمة السورية الى لبنان. وإذ أكد أن "فرنسا لن تتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية ولن تعطي اللبنانيين دروساً"، تمنى على جميع الأطراف أن يعتبروا أنفسهم معنيين بايجاد حل للأزمة الراهنة.

وجاء في بيان مقتضب صدر عن قصر الإليزيه مساء أن الرئيس هولاند بعد زيارته لبيروت في الرابع من الشهر الجاري، جدّد أمس للرئيس ميقاتي "صداقة فرنسا وتضامنها مع لبنان ودعمها للمؤسسات الدستورية واستقلاله وسلامة أراضيه واستقراره". وأضاف البيان: "في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها لبنان، وفي حين تجري مشاورات على مستويات عالية من أجل ايجاد صيغة لحكومة توافقية، ذكّر الرئيس هولاند بأهمية محاربة الافلات من العقاب وأيضاً المحافظة على حياد الدولة والوحدة الوطنية".

وأعلن ميقاتي بدوره انه لمس من هولاند "التأييد الكامل لسياسة النأي بالنفس"، ونقل عن الرئيس الفرنسي قوله "إن ما تقوم به الحكومة اللبنانية هو الموقف العاقل الذي يجب الاستمرار فيه".

فتفت في المختارة

أما على صعيد التحركات الداخلية، فالتقى أمس رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في المختارة عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت في حضور الوزير وائل أبو فاعور. وصرح فتفت لـ"النهار" بأن اللقاء جاء في إطار مهمته التواصل مع النائب جنبلاط والاطلاع على فحوى مبادرته من أجل التشاور معه فيها. وقال إن جنبلاط "يرى أن الأمور مقفلة ولا بد من معاودة الحوار لاستكشاف مخارج". وأوضح أن اللقاء استبق جولة الاتصالات التي يعتزم ممثلو جنبلاط القيام بها مع قادة 14 آذار.

الصفدي

وفي السياق عينه، أوضح وزير المال محمد الصفدي أمس ان "بعض عناوين الصحف اجتزأ التصريح الذي أدلى به لوكالة رويترز". وأضاف: "ما قلته هو أن تحسناً اقتصادياً سيحصل في حال تغيير حكومي نتيجة اتفاق سياسي شامل على هذا التغيير، وعندما يحصل اتفاق سياسي لجميع القوى فهذا ينعكس ايجاباً على الاقتصاد اللبناني فوراً". وأكد انه "باق في الحكومة الى حين حصول اتفاق شامل على تغييرها".  

السابق
المحكمة الفرنسية توافق على اطلاق سراح اللبناني جورج عبد الله والادعاء يستأنف القرار
التالي
الجمهورية: هولاند يحضّ القوى اللبنانية على حلّ الأزمة