السفير: سليمان يستعجل الحوار .. ونصرالله يشيد بالانتصار

يحتفل لبنان اليوم بالعيد التاسع والستين للاستقلال، والذي سيجمع الأكثرية والمعارضة لساعات قليلة في الاحتفال الرسمي والعرض العسكري للمناسبة، فيما يتطلع اللبنانيون الى يوم يصبح فيه الاستقلال ناجزاً بالفعل، في مضمونه السيادي والسياسي، فلا يظل عرضة للانتهاك الإسرائيلي شبه اليومي، ولا أسيرالتدخلات الخارجية المزمنة التي تشارك عادة في رسم مصير البلد، بما يحوّل الاستقلال في نهاية المطاف الى مجرد ذكرى ومناسبة للعطلة.

وعشية عيد الاستقلال، وبالتزامن مع الإعلان عن التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي، سُجل مساء أمس إطلاق صاروخي كاتيوشا «مجهولي الهوية من الجنوب نحو فلسطين المحتلة، ولكنهما سقطا في الاراضي اللبنانية، علماً أن مخابرات الجيش اللبناني كانت قد ضبطت قبل أيام قليلة صاروخين مماثلين، قبل وقت قصير من إطلاقهما.

وقال مصدر أمني لـ«السفير إن الصاروخين أُطلقا مساء أمس من منطقة ما بين الجرمق والعيشية، في اتجاه الاراضي المحتلة، إلا أنهما سقطا في سهل الخيام، من دون أن يتسببا بإصابات.

وكشف المصدر عن أنه تمّ استخدام طريقة جديدة في تنفيذ العملية، إذ تبين ان الصاروخين أطلقا من سيارة «بيك آب

وأفيد أن استنفاراً واسعاً للجيش اللبناني والقوى الأمنية و«اليونيفيل سجل في منطقة الخيام وعلى الحدود اللبنانية مع الكيان الاسرائيلي، خصوصاً عند بوابة فاطمة والخط بين كفركلا والوزاني، حيث جرى تسيير دوريات مكثفة.

وأفاد مراسل «السفير في حاصبيا طارق ابو حمدان أن دوي انفجارين كبيرين سُمع بُعيد الثامنة مساء بالقرب من مستعمرة المطلة، وتحديداً على مقربة من السياج الحدودي الفاصل بين لبنان وفلسطين. وبعد حوالي دقيقة من انفجارهما دوّت صفارات الإنذار في المطلة، وتبع ذلك استنفار على جانبي الحدود، حيث سيّر جيش الاحتلال الاسرائيلي دوريات مدرعة مكثفة على طول الخط الحدودي الممتد من محور عديسة حتى تخوم مزارع شبعا المحتلة، مستعملاً الكاشفات الضوئية.

وأكدت متحدثة باسم جيش الاحتلال انه «لم يسقط أي صاروخ على الأراضي الإسرائيلية

نصرالله: المقاومة انتصرت

وفي سياق متصل بالتطورات في قطاع غزة، أعرب الامين العام لـ«حزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة له ليل أمس، عن أمله «أن يكون الإخوة في قيادة المقاومة بكل فصائلها قد وفقوا في أن يفرضوا شروطهم على العالم من موقع القوة، قوة الثبات، والرجال، والدماء، والصبر، والقدرة التي عبّرت عن نفسها في هذه المواجهة، ونأمل إن شاء الله أن تكون نهاية هذا العدوان، وانتصار هذه المقاومة كما هو متوقع وطبيعي

وأضاف: طبعاً، هذه التجربة يجب أن تتم دراستها لاحقاً وأخذ العبر منها، واستخلاص الدروس منها، لغزة، لفلسطين، للبنان، لمنطقتنا العربية والإسلامية، الموقف الأميركي، الموقف الغربي، الموقف العربي، الموقف الإسلامي، أداء العدو، أداء المقاومة. في نهاية المطاف هي تجربة كبيرة جداً، وعظيمة جداً، وغنية جداً، وتجب الاستفادة منها بما يعزز عناصر القوة والاقتدار والنصر في هذه الأمة، إن شاء الله.

سليمان يدعو لتجنب الفتنة

ومن وحي التحديات الراهنة، قال رئيس الجمهورية ميشال سليمان في كلمة وجهها الى اللبنانيين لمناسبة عيد الاستقلال إن «الاستقلال لا يستقيم في هذا الظرف الدقيق من تاريخنا، إذا لم نحدّد لأنفسنا مجموعة أولويّات نلتزمها، وأبرزها واجب الابتعاد عن كلّ قول وعمل، من شأنه جرّ لبنان إلى الفتنة الداخليّة، أو إلى أتون النزاعات الإقليميّة، وذلك في موازاة واجب مواصلة السعي لتعزيز مجمل قدراتنا الوطنيّة المقاومة والرادعة، والتوافق، وفق ما دعوت إليه، على استراتيجيّة وطنيّة للدفاع عن لبنان وحمايته في مواجهة أيّ خطر أو عدوان أو احتلال، تحافظ على مصلحة الوطن وعلى دور الدولة المركزية ومسؤوليّتها في إدارة الشؤون المصيريّة

واشار الى ان «إعلان بعبداالممكنة للأزمات الإقليميّة وللعنف القائم من حولنا، وبرغم ذلك، لم يتورّع البعض، بدوافع شتّى، منها التعاطف أو الارتهان، من توريط أنفسهم بطرق مختلفة في منطق العنف الإقليمي والمصالح الإقليميّة، ومن تعريض لبنان لمخاطر الانزلاق نحو منحدرات الفتنة، مشدداً على وجوب الالتزام الدقيق ببنود «إعلان بعبدا وروحه، لتحييد لبنان عن الصراعات الإقليميّة، ومنع استعماله منطلقاً لتهريب السلاح والمسلّحين.

ودعا سليمان الى العودة، في كلّ وقت وظرف، إلى «منطق الحوار ونهج الاعتدال، للخروج من حال التأزّم والقلق السائدة على مساحة الوطن منذ اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن بموازاة السعي الحثيث والدؤوب لكشف المسؤولين عن هذه الجريمة النكراء
، معتبراً ان الضرورة تستدعي الإقدام على الحوار بقلب منفتح وبصدق، عوض البحث عن الذرائع والحجج لتعطيل هذا الحوار أو تقييده بشروط مسبقة، أو التشكيك بأهليّة ووطنيّة المتحاورين.

وقال: عقدنا العزم على احترام كل الاستحقاقات الدستوريّة وعلى إجراء الانتخابات النيابيّة في مواعيدها، بعيداً من أيّ ترهيب أو ترغيب، بصفتها خياراً أرقى من خيار التأجيل والإرجاء، ولا بدّ من أن يقودنا ذلك إلى التشاور والتوافق على قانون انتخاب عصري جديد، آمل أن يسمح بكسر حدّة الاصطفاف الطائفي.

هولاند ـ ميقاتي

الى ذلك، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال استقباله أمس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في قصر الإليزيه «أن فرنسا لن تتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية ولن تعطي دروساً للبنانيين، لكنها تتمنى على كل الأطراف اللبنانية أن تعتبر نفسها معنية بإيجاد حل للأزمة الراهنةوشدّد على «أن فرنسا تحترم موقف لبنان بالنأي بالنفس عن الأحداث في سوريا وتدعمه وتعتبره موقفاً حكيماً

وكان ميقاتي قد التقى في مقر إقامته، السفراء العرب المعتمدين في باريس، ثم عقد لقاء مع الصحافيين العرب في فرنسا، حيث اعتبر «أن استقالة الحكومة يجب ان تكون عنواناً للحل لا مشكلة اضافية في البلد
  

السابق
الشرق الاوسط: بعد 8 أيام قتالا.. هدنة في غزة ومصر الضامن
التالي
الديار: بري سيجمع اللجان رغم المقاطعة