الديار: بري سيجمع اللجان رغم المقاطعة

في ظل مقاطعة 14 آذار للمجلس النيابي وجلسات طاولة الحوار، شكل عيد الاستقلال مناسبة لحضور كل الاطراف من 8 و14 آذار اجتماعاً تكريماً للجيش ولرئيس الجمهورية، ولذلك لم تقاطع 14 آذار احتفالات الاستقلال.

واذا كانت 8 و14 آذار قد اجتمعا في عيد الاستقلال فان ذلك هو غطاء سياسي من كل الاطراف للجيش اللبناني واعتماده كوسيلة ضمان للاستقرار في لبنان، اضافة الى انها مشاركة وراء الرئيس سليمان في عيد الاستقلال والوقوف معه في استعراض القوى المسلحة.

وقد ألقى الرئيس سليمان كلمة تحدث فيها عن ضرورة الحوار في لبنان، وانه لا مخرج من المشاكل والازمات الا بالحوار، وليس بطرق أخرى. كما تحدث عن رؤى مستقبلية لا بد من ان تضعها الاطراف في بناء دولة حديثة وديموقراطية.

وأكد رئيس الجمهورية، على عكس ما يشاع لدى اطراف كثيرين، ان الانتخابات ستجري في وقتها، وهو يريد ذلك.

وكان الرئيس سليمان في الماضي قد طالبه البعض بتأجيل الانتخابات البلدية، الا انه اصر على اجرائها في موعدها، والان يصر الرئيس سليمان على اجراء الانتخابات النيابية في وقتها.

بري واجتماعات اللجان

هذا وبعد الجلسة التي سيستقبل فيها الرئيس نبيه بري رئيس جمهورية ارمينيا في المجلس النيابي فانه سيدعو اللجان النيابية المشتركة لاجتماعات لدراسة مشاريع قوانين.

ميقاتي وزيارته لباريس

اما في باريس فقط استقبل الرئيس الفرنسي هولاند رئيس مجلس وزراء لبنان نجيب ميقاتي وأيده في نظرته بالنأي بالنفس عن الصراع في سوريا، مطالباً كل الاطراف باعتماد هذه السياسة. وتعتبر زيارة ميقاتي ناجحة.

نشاط بري ومجلس النواب

بعد تحدّي 14 آذار لرئيس مجلس النواب نبيه بري بعدم حضور الجلسات العامة لمجلس النواب وجلسات اللجان، قرر الرئيس بري الرد على موقف 14 آذار بدعوة اللجان النيابية للاجتماع، معتبراً أن النصاب سيكون مؤمناً في غياب 14 آذار وستدرس اللجان مشاريع وقوانين ثم تحيلها الى الهيئة العامة للمجلس النيابي. ومع تأييد الوزير وليد جنبلاط الحضور، فان الرئيس بري يمكنه عقد جلسات في مجلس النواب بحضور 67 نائباً مما يجعل المجلس قادراً على تأمين النصاب واقرار القوانين بغياب 14 آذار، وهذا ما سيفعله الرئيس بري، طالما ان 14 آذار قررت المقاطعة وهو لن ينتظر 14 آذار حتى يتحرك في المجلس النيابي.

على صعيد قانون الانتخابات، فان رئيس مجلس النواب قد يطرح امام اللجان قانون الانتخاب لدراسته وبحثه قبل تحويله الى الهيئة العامة في مجلس النواب. وهذا الأمر يسبّب إحراجاً وإزعاجاً كبيراً لحركة 14 آذار التي تريد قانون انتخابات وفق تصورها. الا ان الرئيس بري قد يطرح على الهيئة العامة، بعد الدراسة في اللجان، قانون الانتخاب الذي أقرّته اللجان المشتركة.

نشاط ميقاتي

بعد زيارة تم التحضير لها منذ 4 أشهر، بواسطة موفد لبناني يعمل في فرنسا، واصبح مستشاراً عند الرئيس نجيب ميقاتي وقدم طلب اجازة لمدة سنة، قام بالتحضير لزيارة الرئيس نجيب ميقاتي لفرنسا وتحضير الاجواء كلها، سواء مع وزير الخارجية ام الرئيس الفرنسي، اي مع مستشاريه.

وشرح موفد الرئيس ميقاتي للفرنسيين سياسة الحكومة التي يرئسها الرئيس ميقاتي، سواء بالنأي بالنفس ام بالتزام القرارات بالنسبة للمحكمة الدولية، كذلك في التعاطي مع المقاومة وكيفية ادارة شؤون البلاد داخليا، اضافة الى نقطة اساسية وهي النأي بالنفس عن المعارك والمشاكل في سوريا.

الموفد من قبل الرئيس ميقاتي، والذي حضّر تباعاً الزيارة ونقل الافكار المتبادلة، توصل الى نقطة ايجابية كبيرة وهي ان تعطي فرنسا دعماً لحكومة ميقاتي في موقفها بالنسبة لسياسة النأي بالنفس، اضافة الى دعم الحكومة برئاسة الرئيس ميقاتي عبر استقبال الرئيس الفرنسي لرئيس الحكومة اللبنانية، وتقديم دعمه له.

اجتماع رئيس الحكومة اللبنانية مع وزير الخارجية لوران فابيوس كان ناجحاً، لكن النجاح كان مع الرئيس الفرنسي هولاند، الذي صرّح أن سياسة النأي بالنفس التي ينتهجها الرئيس ميقاتي هي سياسة حكيمة، ويجب اعتمادها في لبنان من قبل كل الاطراف. وبالتالي، فان الرئيس الفرنسي وجّه رسالة الى حركة 14 آذار، أكثر من غيرها، كي تتوقف عن التدخل في الشؤون السورية.

كما ان استقبال الرئيس الفرنسي للرئيس ميقاتي يُعتبر دعماً لحكومته وانفتاحاً اوروبيا كبيراً على الحكومة اللبنانية. وهكذا اصبح الرئيس ميقاتي يمتلك غطاء اوروبيا واميركيا في ذات الوقت، لانه عندما اتصلت به وزيرة خارجية اميركا في السراي، قالت له ان واشنطن لا تقبل بمهاجمة السراي ولا تقبل باسقاط الحكومة، وانها تؤيد بقاء الحكومة في هذا الظرف.

وهنا لا بد من تسجيل نقطة اساسية، ان الرئيس ميقاتي ربح اوراقاً عديدة، فيما خسرت 14 آذار اوراقاً عديدة، والنجاح هو فعلياً وفي العمق لحزب الله، الذي كان وراء تشكيل هذه الحكومة، والذي اعتبرت حركة 14 آذار ان اميركا والغرب سيقاطعان حكومة الرئيس ميقاتي، فاذا بفرنسا وبريطانيا وواشنطن تقدم الغطاء الكامل لحكومة الرئيس ميقاتي، وعملياً لحزب الله، لان هذه الدول تعرف دور حزب الله في تشكيل الحكومة.
لكن مشكلة الرئيس ميقاتي الباقية، هي الحظر السعودي عليه، حيث ان المملكة العربية السعودية لا تفتح له المجال بزيارة او لا تريد اقامة علاقة مع الرئيس ميقاتي.
  

السابق
السفير: سليمان يستعجل الحوار .. ونصرالله يشيد بالانتصار
التالي
الحياة: الرئيس اللبناني: البعض تورط في منطق العنف الإقليمي باريس