الجمهورية: هولاند يحضّ القوى اللبنانية على حلّ الأزمة

بموازاة استمرار أعمال العنف في سوريا، من دون أن تتظهّر في الأفق بعد أيّ معالم حلّ للأزمة، أمكن التوصّل مساء أمس، وبعد 8 أيّام من عملية «عمود السحاب الإسرائيلية في غزّة، وبعد ساعات انفجار حافلة ركّاب في تل ابيب، إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس، وقد دخل حيّز التنفيذ في التاسعة من مساء أمس، برعاية مصريّة وترحيب أميركي، وموافقة إسرائيلية على إعطاء فرصة للمقترح المصري، مصحوبة بتحذير بردّ أقسى على القطاع في حال فشل اتّفاق الهدنة.

في ضوء اتّفاق وقف النار بين حركة "حماس" وإسرائيل، ألغى مجلس الأمن الدولي اجتماعه الذي عُقد بناءً على طلب المجموعة العربيّة، والذي كان العرب يريدون من خلاله إدانة إسرائيل، وعقدَ جلسة بديلة، شارك فيها الأمين العام للأمم المُتحّدة بان كي مون عبر الأقمار الصناعيّة، وقدّم إحاطة عن حيثيّات وقف النار بين الجانبَين الفلسطيني والإسرائيلي.

وأصدر أعضاء المجلس بياناً رحّبوا فيه باتّفاق وقف النار بين إسرائيل وحركة "حماس"، مُشيرين إلى جهود الرئيس المصري محمّد مرسي للتوصّل إليه. واستنكروا الخسائر البشريّة الناتجة من النزاع، مُشدِّدين على ضرورة عودة الهدوء إلى المنطقة، وداعين المُجتمع الدولي إلى توفير المُساعدات الإنسانيّة العاجلة لغزّة.

في غضون ذلك، أقرّت إيران علناً بأنّها وضعت تقنية صواريخ فجر5 في أيدي المقاومة الفلسطينية، وقال قائد "الحرس الثوري الايراني" اللواء محمد علي جعفري إنّ بلاده "تقدّم تقنية صواريخ فجر خمسة والصورايخ الاخرى الى الفصائل الفلسطينية في غزّة". وأشار "الى انّ عدداً كبيراً من صواريخ فجر 5 يتمّ إنتاجه في غزّة".

بدوره، أعلن رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، "أنّ طهران فخورة بدعمها العسكري للمقاومة الفلسطينية في غزّة"، داعياً الدول العربية "إلى تقديم السلاح للمقاومين".

تنديد فرنسي

وحمّلت فرنسا إيران "مسؤولية كبرى جدّاً" في نزاعات الشرق الاوسط وخصوصا في قطاع غزة. وقال وزير خارجيتها لوران فابيوس إنّ "هناك أسلحة بعيدة المدى تصل الى 75 كيلومتراً موجودة في غزة، وهي أسلحة إيرانية، ومن ثمّ فإنّ المسؤولية الإيرانية كبيرة جدّا عمّا يحدث هناك". وأضاف: "إنّنا نجد إيران في لبنان وسوريا والعراق وغزة، وفي كلّ مرّة بنيّات سلبية جدّا".

«حزب الله

من جهته، اعتبر "حزب الله" انّ "فشل الحرب الإسرائيلية على غزة يبعد شبح الحرب عن لبنان، لكنّ هذا لا يعفينا من تعزيز قدرات المقاومة". واعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، أنّ "المقاومة الفلسطينية في غزة هي التي تضع الشروط أمام العدوّ الصهيوني الذي يطلب التهدئة"، قائلاً إنّ "المجاهدين فقط يعرفون كيف وصل صاروخ فجر 5 إلى غزة والذي أصاب العدوّ بالإرباك والهلع".

جنبلاط لـ«الجمهورية

وعلّق رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في اتصال مع "الجمهورية" على الانفجار الذي وقع داخل الحافلة في اسرائيل أمس بالقول: "إنّ من حقّ الشعب الفلسطيني ان يدافع عن نفسه بكلّ الطرق والوسائل، وعندما تتوقّف المجازر التي تُرتكب بحق المدنيين الفلسطينيين تتوقّف العبوات ضدّ المدنيين الإسرائيليين"، مؤكّداً أنّ ما يحصل في غزة هو برسم مجلس الأمن الدولي. فمتى سيلتفت هذا المجلس الى القضية الفلسطينية بشكل جدّي ويعطي الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته وإعلان استقلاله وإعطائه الحقّ في عودة اللاجئين؟".

خطاب سليمان
ولقاء هولاند – ميقاتي

أمّا حال المراوحة المستمرّة داخليّا فخرقها حدثان: الأوّل داخلي تمثّل في خطاب الاستقلال الذي وجّهه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى اللبنانيين عشية ذكرى العيد، والثاني في باريس مع لقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

رسالة الاستقلال

ففي رسالة الاستقلال، دعا رئيس الجمهورية الى "الابتعاد عن كل قول وعمل يجرّ لبنان إلى الفتنة الداخلية أو أتون الصراعات الإقليمية، مع تعزيز مقوّمات قوّتنا الدفاعية والتوافق على استراتيجية دفاعية تحافظ على دور الدولة في صيانة الشؤون المصيرية، في وقت ما نزال نسعى لإلزام إسرائيل تطبيق القرار 1701"، معتبراً أنّ "إعلان بعبدا بما تضمّنه من ثوابت وتوجّهات بمثابة خارطة طريق للبنان لتجنيبه العنف القائم في محيطنا وللابتعاد عن لعبة الامم".

وأشار سليمان إلى انّ "البعض لم يتورّع لدوافع شتّى منها التعاطف والارتهان من توريط نفسه في منطق العنف الإقليمي وتعريض لبنان لمخاطر الانزلاق إلى الفتنة، في وقت شهدت الأوضاع هزّات بدءاً بأحداث الشمال وإدخال متفجّرات واغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن".

ودعا الى الالتزام الدقيق ببنود إعلان بعبدا لتحييد لبنان عن الأزمات الإقليمية، مؤكّداً "وجوب العودة بكلّ ظرف إلى منطق الحوار تمكيناً للتشاور لإيجاد حلول للخروج من حال التأزّم والقلق السائدة على كامل الوطن منذ اغتيال الحسن مع السعي لكشف المتسبّب بهذه الجريمة".

ولفت إلى انّ "جوهر الاستقلال يؤكّد التخلي عن أيّ استقواء بالخارج، وتستدعي الضرورة كما يفرض الواجب على جميع الأفرقاء، الإقدام على الحوار بقلب منفتح عوض البحث عن الذرائع لتعطيل الحوار أو تقييده بشروط مسبقة أو التشكيك بأهلية المتحاورين"، داعياً إلى "التجاوب مع كلّ مبادرة شجاعة في هذا السبيل".

وشدّد على احترام كل المواعيد الدستورية وإجراء الانتخابات بموعدها، وتالياً إذا ما وضعنا هذا الهدف نصب أعيننا واستبعدنا التأجيل، فلا بدّ ان يقودنا ذلك إلى التشاور على قانون انتخابي جديد".

ودعا إلى "عدم التدخل بشؤون القضاء وعدم إعطاء أيّ غطاء لأيّ مجرم، كذلك دعا القضاء إلى عدم الارتباط بأيّ جهة سياسية أو الارتهان لها، أو الخضوع لأيّ ضغط أو ترغيب، وعدم التواني عن تنقية صفوفه، وإلى الإسراع في إصدار القرارات الاتّهامية في القضايا الجزائية المطروحة عليه، وإصدار الأحكام في الجرائم المرتكبة بحقّ العسكريين في نهر البارد، ودعا الأجهزة الأمنية إلى "الحزم وعدم التهاون في كشف وملاحقة أيّ مخالفة أو جرم، أكان يتعلق ذلك بتهديد أمن الدولة أو باستعمال السلاح في الداخل بشكل غير شرعي".

الأسد يهنّئ سليمان

إلى ذلك، بعث الرئيس السوري بشّار الأسد، ببرقية تهنئة إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان بمناسبة عيد الاستقلال أعرب فيها "باسم الشعب العربي السوري وباسمه عن أخلص التهاني وأطيب التمنيات للرئيس سليمان ولشعب لبنان الشقيق" كما جاء في الخبر الذي عمّمته وكالة الأنباء السورية.

هولاند: نحترم موقف لبنان

ومن باريس، أكّد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعد استقباله ميقاتي في قصر الاليزيه "أنّ بلاده لن تتدخّل في الشؤون اللبنانية الداخلية، ولن تعطي دروساً للبنانيّين، لكنّها تتمنى على كل القوى اللبنانيّة أن تعتبر نفسها معنية بإيجاد حلّ للأزمة الراهنة".

ودعا اللبنانيين الى وعي أهمية استقرارهم ووحدتهم وتعاونهم على تخطّي الأزمات المحيطة بهم". وحيّا "موقف الحكومة اللبنانية من تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لكي يساق المجرمون الى العدالة".

وشدّد على "أنّ فرنسا تحترم موقف لبنان بالنأي بالنفس عن الأحداث في سوريا وتدعمه وتعتبره موقفاً حكيما"، مشدّدا على "دعم وحدة لبنان وسيادته واستقراره".

وكان ميقاتي اعتبر انّ التغيير الحكومي يجب أن يكون مدخلاً للحلّ، ويجب ألّا تكون الاستقالة مدخلاً لأزمات أخرى. مؤكّداً على انّ الحوار هو الحلّ الوحيد المتاح لتحصين الوضع الراهن في لبنان، وليكن الوضع الحكومي بنداً أوّل على طاولة الحوار، وقانون الانتخاب البند الثاني".

المعارضة: كلام ميقاتي خطير

ورأت أوساط قيادية في المعارضة لـ"الجمهورية" أنّ دعوة ميقاتي إلى بحث موضوعَي الحكومة وقانون الانتخاب في هيئة الحوار هي دعوة خطيرة لجملة أسباب أهمّها:

أوّلاً، تغيير وظيفة طاولة الحوار من حلّ معضلة السلاح تحت عنوان الاستراتيجية الدفاعية إلى إغراقه في مواضيع أخرى بهدف التعمية على المشكلة الأساسية المتمثلة بسلاح "حزب الله".

ثانياً، تحويل هيئة الحوار إلى مؤتمر تأسيسيّ انسجاماً أو تلبية لدعوة السيّد حسن نصرالله.

ثالثاً، تشكيل الحكومات وإقرار قوانين الانتخاب مسائل تخصّ المؤسّسات الدستورية، لا هيئة الحوار الوطني، إذ إنّ هناك آليات دستورية واضحة لتغيير الحكومات وإقرار القوانين الانتخابية.

«14 آذار

وفي موقف لافت أكّدت الأمانة العامّة لقوى "14 آذار" في بيانها الأسبوعي موقفها الداعم لـ"الائتلاف السوري المعارض" الذي تمكّن من الحصول على اعتراف متزايد، عربياً ودوليّاً، بصفته ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري، ودعت الدولة اللبنانية إلى "أن تتعامل معه بصفته الواقعية، وباعتباره الجهة الصالحة والوحيدة للتباحث في شأن العلاقات اللبنانية – السورية ومستقبلها. وفي هذا المجال ستواصل قوى 14 آذار البحث في العلاقات بين البلدين، على قاعدة السيادة والاستقلال، استناداً الى المذكّرات المتبادلة".

محاولة فاشلة لإطلاق كاتيوشا

وفي المجال الأمني، ذكرت مصادر أمنية لبنانية انّ محاولة فاشلة جرت ليل امس لإطلاق صاروخَي كاتيوشا من جنوب لبنان باتّجاه الأراضي الإسرائيلية.

وفي المعلومات التي توافرت من مراجع أمنية انّ الصاروخين أُطلِقا من قاعدة نُصبت في وادي برج الملوك باتّجاه الأراضي الإسرائيلية، لكنّ خطأً في طريقة توجيههما حال دون وصولهما الى الأراضي الإسرائيلية، فسقطا في منطقة يطلق عليها وادي الحمامصة في جوار بلدة الخيام الجنوبية واقتصرت أضرارهما على الماديّات.

وفور تبلّغها بالأمر، توجّهت دوريتان من القوات الدولية والجيش اللبناني الى منطقتي الإطلاق والسقوط، وباشرت تحقيقاتها في الحادث.

رسالة تهديد

وفي تطور أمني، وفق معلومات الـ «mtv تلقى أمين سر دار الفتوى الشيخ أمين الكردي ظرفا بداخله رسالة تهديد مصحوبة بصاعق غير معد للتفجير ورصاصة من نوع كلاشينكوف.

شكوك في رواية جديدة
خاصة بالمخطوفين

وفي تطوّر لافت، علمت "الجمهورية" أنّ المسؤول السوري في "لواء عاصفة الشمال" ابو محمد اجرى امس من مقرّ اقامته في تركيا اتصالات بعدد من الصحافيّين والمسؤولين في جمعيات لبنانية متحدّثاً عن خطوة جديدة تتصل بالإفراج عن اربعة من المخطوفين اللبنانيين التسعة نهاية الشهر الجاري، وأنّ مخطوفاً سيُطلق سراحه قبل نهاية الأسبوع، ملمّحاً الى الإفراج عنه بعد غد السبت.

وفي المعلومات أنّ"ابو محمد" اتصل بأحد الضبّاط المكلّفين ملفّ المخطوفين التسعة وزوّده بالمعلومات عينها من غير أن يؤكّد له ما إذا كان "أبو ابراهيم" قد اتّخذ قرار الإفراج عن المخطوفين وهو من زوّده بهذه المعلومات التي عمّمها على الصحافيّين اللبنانيين أيضاً.

فأجابه الضابط المذكور بأنّ مثل هذه الخطوة يجب ان تتم على المستوى الرسمي وعن طريق كبار المسؤولين المعنيّين وإعلام وزير الداخلية او المدير العام للأمن العام بالأمر.

وشكّكت مراجع لبنانية معنية برواية "أبو محمد"، وذكرت أنّ الأخير دعا قبل نحوأسبوع أحد الضباط المكلّفين بالملف الى تأمين جوازات سفر للمخطوفين التسعة باعتبار أنّ الافراج عنهم سيتمّ قريباً، لكنّ الضابط أجابه بأن لا حاجة لتأمينها من اليوم وهي ستتوفّر لدى وصول المخطوفين التسعة الى الحدود التركية  

السابق
النهار: تحريك الصواريخ المجهولة جنوباً عشية ذكرى الاستقلال
التالي
الاخبار: المشاورات تعيد اتفاق الدوحة إلى الواجهة