الاخبار: المشاورات تعيد اتفاق الدوحة إلى الواجهة

اتفاق الدوحة إلى الواجهة في إطار المشاورات الجارية للخروج من الأزمة لجهة تأليف حكومة وحدة وطنية وإجراء الانتخابات على أساس قانون الستين وعدم استخدام السلاح في الداخل، فيما عرضت باريس استضافتها مؤتمر حوار

تتواصل اللقاءات والمشاورات لإيجاد مخارج للأزمة الراهنة. وتتمحور هذه المشاورات حول مبادرة رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط. وعلمت «الأخبار أن جنبلاط لم يعدّ مبادرة متكاملة، بل لا يزال يطرح جملة أفكار وأسئلة تتمحور كلها حول إمكان تحقيق إجماع على الحوار للبحث في سائر النقاط الخلافية. ويستمع وزراؤه ونوابه إلى جملة أفكار واقتراحات لبلورتها، وإمكان صياغتها في ورقة عمل نهائية. وفي المعلومات أن ثمة تفكيراً في هذا الإطار بالعودة الى روحية اتفاق الدوحة لجهة تأليف حكومة وحدة وطنية وإطلاق الحوار مع التزام إعلان بعبدا والانتخابات على أساس قانون الستين (القضاء) وعدم استخدام السلاح في الداخل.

وذكرت جهات سياسية على تواصل مع جنبلاط أن الأخير بدأ يشعر بضغط الشارع الدرزي والحزبي لتعليق مشاركته في الحكومة، ولذا باشر حركته بالتنسيق مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان حتى قبل زيارة وزراء جبهة النضال الوطني الى بعبدا أول من أمس. وركز عناوين تحركه على ثلاثة عناوين: بحث موضوع السلاح على طاولة الحوار، تأليف حكومة وحدة وطنية وعدم وضع فيتوات متبادلة على نوعية الوزراء وترك هذا الأمر للاستشارات إضافة الى التزام إعلان بعبدا.

وتحدثت المعلومات عن أن البحث دار حول قيام حكومة حيادية برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي وحكومة سياسية من دون ميقاتي. وقد سقط الاقتراح الأول لأن تيار «المستقبل
لم يقبل بميقاتي والاقتراح الثاني في طريقه الى السقوط، لأن «قوى 8 آذار
ترفض استبدال ميقاتي، ما يعني أن كل التحركات لا تزال تدور حول نفسها ولم يحدث أي تقدم عملياً في شأن تنفيذ ما تطالب به المعارضة لجهة تغيير الحكومة.

وعلى خط المبادرات أيضاً يستكمل رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل اتصالاته بغية التوصل الى أطر لحل الأزمة الراهنة، وسيوسعها إلى لقاءات سياسية شاملة بعد انتهاء عطلة الاستقلال وعودة معظم الشخصيات السياسية من الفاتيكان بعد حضور احتفال منح رتبة الكاردينالية للبطريرك الماروني بشارة الراعي.

ومن باريس، أفادت معلومات ديبلوماسية وصلت الى أطراف سياسية أن باريس أبلغت ميقاتي أنه لا يستطيع ان يعتبر أن الأزمة الحكومية مرت، وأن الوضع الحكومي بعد اغتيال اللواء وسام الحسن هو نفسه ما قبل الاغتيال، وأنه لا يمكنه أن يتغاضى عن أمر التغيير الحكومي.

باريس تشجع على الحوار

من جهة ثانية، شجعت باريس إجراء الحوار بين اللبنانيين، وهي أبدت استعدادها للدعوة الى مؤتمر حوار إذا طلب منها الأطراف اللبنانيون ذلك، على عكس ما حصل لدى الإعداد لمؤتمر سان كلو، بمن فيهم رئيس الجمهورية وأركان الحوار الحاليون. وهذا الأمر قد يفسح المجال لأن يكون التحرك الفرنسي بمثابة إنقاذ للوضع الداخلي إذا تعثر انعقاد طاولة الحوار في بعبدا.

وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أكد خلال استقباله أمس الرئيس ميقاتي أن على «كل الأطراف اللبنانية أن تعتبر نفسها معنية بإيجاد حل للأزمة الراهنة، وشدد على «أن فرنسا تحترم موقف لبنان بالنأي بالنفس عن الأحداث في سوريا وتدعمه وتعتبره موقفاً حكيماً، كما شدد على دعم الجيش اللبناني «انطلاقاً من ثقة فرنسا بأن الجيش اللبناني هو المؤسسة التي تستطيع تأمين استقرار لبنان

بري يسأل عن مغزى المقاطعة

على صعيد آخر، نقل النواب عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بعد لقاء الأربعاء الاسبوعي، تأكيده مجدداً «تنشيط عمل اللجان النيابية التي هي المطبخ التشريعي للقوانين المعنية بشؤون وشجون الوطن والمواطنين، مستغرباً «بعض المواقف والتصريحات عن نشاط المجلس في الفترة بين عامي 2006 و2007 في عهد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة المبتورة.

وأكد بري أن «مقولة أن المجلس كان مقفلاً في تلك المرحلة غير صحيحة، وأن اللجان النيابية عقدت بين 2006 و 2008 119 جلسة، كما وجه خلالها الدعوة لعقد 30 جلسة للهيئة العامة ولم تلبّ دعواته

ولفت إلى أن «المجلس عقد جلستين بعد انتخاب الرئيس ميشال سليمان في عام 2008، واحدة صدرت عنها توصية تدين العدوان الاسرائيلي آنذاك على غزة، وأخرى تدين اعتقال الاحتلال الاسرائيلي رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز دويك وتساءل عن «المغزى والاهداف وراء مقاطعة عمل اللجان النيابية ومحاولة شل عمل المجلس النيابي

ونقل النواب عن بري أنه بعد زيارة الرئيس الأرميني للبنان سيدعو اللجان المشتركة الى جلسة لاستئناف درس مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الاعمال. وكان بري بحث مع رئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان تفعيل عمل اللجان. وأشار كنعان إلى«أن حضور اجتماعات اللجان إلزامي حسب المادة 44 وليس خياراً ولا يحق لنا التنازل عن الوكالة الشعبية

إلى ذلك، سأل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في مؤتمر صحافي الرئيس بري: «أليست جريمة أن يكون قد سقط 6 نواب حتى الساعة منذ عام 2006 شهداء الاغتيال السياسي المبرمج ولا يتوقف المجلس النيابي ولو لمرة واحدة بشكل جدي عندها ويوقف كل أعماله الروتينية ويبقى في حالة انعقاد دائم للبحث فقط في هذه النقطة وتحديد المسؤوليات ولو من الناحية السياسية ووضع المسؤولين أمام مسؤولياتهم والطلب منهم وضع خطة نهائية عملية لوقف هذه المأساة؟

من جهته، رأى رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، أمام طلاب الجامعة اليسوعية، أن «هناك حركة تكفيرية في الشرق الاوسط وتنمو في لبنان وهي لا تقبل الآخروأشار إلى أن «هناك قسماً من اللبنانيين يدّعي «المرجلة يتعاون مع من لا يقبل الآخر

وفي إشارة إلى جعجع قال عون: «لا أعرف كيف سيعيشون بعضهم مع بعض، وهذا هو الذي كنا نسعى (أول من) أمس إلى منحه جائزة نوبل للسلام لأنه عندما يخاطبنا شخص بخطاب كله افتراء لا يمكن أن نجيبه بجدية لأنه لا يمكن أن نعطيه طابع الجد

عيد الاستقلال

وسط هذه الأجواء، يحتفل لبنان اليوم بالذكرى التاسعة والستين للاستقلال. وفي المناسبة تقيم قيادة الجيش عرضاً عسكرياً مركزياً في جادة شفيق الوزان، في حضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان وأركان الدولة، ويعقبه حفل استقبال في قصر بعبدا.
وعشية الذكرى، وجّه سليمان كلمة شدد فيها على «الابتعاد عن كل قول وعمل من شأنه جر لبنان إلى الفتنة الداخلية، أو إلى أتون النزاعات الإقليميةوشدد على ضرورة «الإقدام على الحوار بقلب منفتح وبصدق، عوض البحث عن الذرائع والحجج لتعطيل هذا الحوار أو تقييده بشروط مسبقة، أو التشكيك بأهلية ووطنية المتحاورين

وللمناسبة أيضاً، دعا حزب الله «إلى المزيد من التوحد والالتزام بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة.
  

السابق
الجمهورية: هولاند يحضّ القوى اللبنانية على حلّ الأزمة
التالي
اللواء: سليمان لإنتخابات في موعدها درءاً للفتنة والإصطفاف