قبيسي: لن نسمح بأن يغرق لبنان في الفتنة

أقامت حركة "أمل" مجلسا عاشورائيا في النادي الحسيني لبلدة ميفدون حضره المسؤول التنظيمي للحركة في اقليم الجنوب النائب هاني قبيسي، وفد قيادة الحركة في الجنوب وضم نائب المسؤول التنظيمي الحاج سمير كريكر وعضوا القيادة محمد نعمة والمهندس أحمد نجدة، رئيس البلدية الدكتور وفيق جابر وشخصيات من حزب الله وعلماء دين واهالي البلدة والجوار وفاعليات.

قبيسي
وألقى النائب قبيسي كلمة "أمل" قال فيها:"ان ما يجري في غزة يكرس ان اسرائيل دولة معتدية ظالمة تمارس يوميا قهرا وظلما، قصفا وتدميرا، وتترك غزة من دون موقف عربي موحد للدفاع عنها بل يسعون لتكريس لغة التسويات ووقف لاطلاق النار ولم نسمع موقفا عربيا واحدا يستحق ان نقف معه للدفاع عن غزة، لم نسمع موقفا واحدا ينادي بالتضحية والصمود في وجه العدو الصهيوني للدفاع عن الارض. كل من يتحرك يسعى الى دعم غزة بالسياسة وغزة تستحق أكثر من ذلك، هي لا تريد من كثير من العرب بعض الادوية وضمادات الجراح وبعض المسكنات، بل تريد من يدافع عنها ومن يقف بوجه هذا العدو المتغطرس".

وأكد أن "سياسة الفوضى التي رسمت لكثير من الدول العربية، هذه السياسات تسعى لتغييب القضية الاساس، القضية الفلسطينية ،القضية العربية والاسلامية المركزية، يغيبونها بسياسات اعتدال وبسياسات استسلام. إننا نستمد من عاشوراء قوتنا وعزيمتنا ومقاومتنا بوجه هذا العدو المتصهين، بوجه هذا العدو المتكبر والمتغطرس، إن ما يجري من عدوان اسرائيلي على غزة هو بأمس الحاجة لوقفة عز واباء ولوقفة ضمير وصحوة ضمير من كل العرب، وندعو الجميع من العرب الى ثقافة المقاومة التي أسس لها الامام القائد السيد موسى الصدر" بأن اسرائيل هي الشر المطلق"، فلم تنفع معها سياسات السلام ولا سياسات الاستسلام، علينا ان نسعى جميعا لتكون وحدة الموقف على ساحتنا العربية والاسلامية هي الاساس، لعل البعض يسعى الى وحدة كلمة والى وحدة موقف، لنلتزم خط المواجهة والصمود الذي أثبت انه الخط الوحيد واللغة الوحيدة التي يفهمها الصهاينة".

أضاف :"العالم العربي مفكك منهار يتلهى بالكثير من المشاكل والعناوين التي وضعت له بصورة جديدة وهي في المضمون تزرع الفتنة والشقاق في عالمنا وفي دولنا وفي منطقتنا. نحن بأمس الحاجة للانتباه ان لغة الصمود والممانعة والمواجهة بوجه العدو الصهيوني هي التي يجب ان تعتمد لانهم لم يصلوا الى اي نتيجة تحت عناوين السلام التي طرحوها. لقد قسموا المنطقة العربية ووصلت القسمة السياسية الى وطننا لبنان. ففي لبنان من يتهرب ومن يسعى الى موقف مختلف عما عاناه لبنان وعاناه الجنوب وعانته كل المناطق اللبنانية من سياسات اسرائيل التي زرعت الفتنة لفترة طويلة. اسرائيل تدخلت في شؤوننا إبان الحرب الاهلية وحرضت الأخ على أخيه وحرضت هذه الطائفة على تلك الطائفة، هذا الانقسام الذي حصل إبان الحرب الاهلية، يحاولون تجديده في هذه الأيام عبر مواقف سياسية لا توصل الى شيء، هم يتمسكون بالافتراق والانقسام والتباعد، ونحن نتمسك بالوحدة وبالحوار ليبقى هذا الوطن بخير. لقد شهدنا في الفترة الاخيرة ما جرى في طرابلس وما جرى في صيدا ولا بد من ان نوجه تحية كبيرة للجيش اللبناني الذي وقف بكل فخر واعتزاز يحافظ على الامن في كافة المدن اللبنانية".

وتابع :"نوجه التحية للجيش الوطني وندعو الجميع الى سياسة لا تربكه ولا تضعف الدولة. نتوجه الى الجميع أن يبتعدوا عن كل اللغات التي فيها تعطيل لعمل المؤسسات والتي فيها الغاء للحوار الذي دعونا اليه مرارا على ساحة وطننا لبنان. هناك من يسعى إلى ضرب الدولة اللبنانية بسياساته. يحاولون الوصول الى حكومة بأي طريقة ويعطلون مؤسسات الدولة بشكل كامل بدءا من الحكومة التي يقاطعونها. واذا كان العنوان ان هذه الحكومة لم تتحمل مسؤولياتها في يوم من الايام، فلماذا مقاطعة مجلس النواب وكل مؤسسات الدولة؟ واذا كنتم تتهربون من عمل تشريعي في المجلس النيابي تحت عنوان المقاطعة لاسقاط الحكومة لتصلوا الى مكان ما لتكونوا في هذه الحكومة، نحن دعونا الى حوار وتفاهم لتشكيل حكومة وحدة وطنية،، ولكنكم لا تريدون حكومة وحدة وطنية ولا تريدون حوارا، ولا تريدون تفاهما على حكومة جديدة، ولا تريدون للحكومة أن تعمل، ولا تريدون للمجلس النيابي أن يعمل".

وقال :" نحن نتفهم هذا الموقف بأنهم قاطعوا عمل اللجان النيابية التي تعمل على تشريع القوانين وسنها تحت عنوان مقاطعة المجلس، ولكن اذا كان لبنان يستقبل في الايام المقبلة رئيس دولة أجنبية ضيفا، ودعي المجلس النيابي للاجتماع تحت عنوان الاستماع الى كلمة هذا الضيف، فما المبرر للمقاطعة وما المبرر لرفض حضور الجلسات ان كانت تحت عنوان دعم غزة؟ رفضوا الحضور الى جلسة مجلس النواب تحت عنوان التضامن مع غزة، ويرفضون حضور جلسة استقبال ضيف رئيس دولة أجنبية، أليس هذا ضربا لمؤسسات الدولة وتعطيلا لها؟ أليس هذا سعيا لتكريس الانقسام على الساحة اللبنانية في ظل واقع عربي مفكك ومنهار؟ إلى أين تريدون الوصول إلى فوضى في الشارع، هذا لن يحصل لأننا اتخذنا قرارا سابقا إننا لن نسمح للبنان بأن يغرق في الفتنة، لقد سكتنا عن أمور كثيرة وتنازلنا عن أمور كثيرة وواجهنا تحديات كثيرة تريد منا أن نغرق في الفتن، ولكننا نقول للفريق الآخر الذي يسعى بشكل دائم أما ان يكون في الدولة أو يجب أن يقوض قوة الدولة وقوة المؤسسات".

وأضاف:"ليست بهذه الطريقة تبنى الاوطان وليست هذه طريقة ديمقراطية لاسقاط حكومات. فإذا كان من الواجب اسقاط الحكومة، ونحن في واقع غير طبيعي من طرابلس الى صيدا الى بيروت وإلى أكثر من منطقة لبنانية، دعونا الى حوار، الى تلاق لنتفاهم على حكومة جديدة فرفضوا، لا يريدون التفاهم على حكومة، ماذا تريدون؟ ان نقدم لكم هدايا؟ لقد رأينا في السابق ماذا فعلتم بالاقتصاد وماذا فعلتم بالامن وماذا فعلتم بالدفاع عن حدود الوطن، حتى الآن ترفضون لغة المقاومة وسياسة المقاومة وقوة المقاومة، الى من نترك الامن في لبنان وإلى من نسلم حماية الحدود في لبنان ؟ طالما أنكم جميعا تعترفون بأن الجيش بحاجة الى مزيد من الدعم، والى المزيد من التسليح والى المزيد من القدرة حتى يكون جاهزا لمواجهة العدو الاسرائيلي ، هذا الرفض الكامل لكل عناوين التلاقي والتفاهم حول مصلحة الوطن والمواطن هو مرفوض من قبلكم. نحن نرى أنكم ترفضون العيش المشترك وترفضون وحدة لبنان، وترفضون السير بهذا الوطن لكي يحافظ على الانجازات التي تحققت من انتصارات للمقاومة كانت عزيزة أبية بدماء شهدائها الذين سقطوا على مذبح الوطن حتى كان الانتصار ، وقدمنا لكم السيادة هدية لكل اللبنانيين، لا نريد منة من أحد ، ولكننا نقول ان علينا ان نحافظ على هذه الاستراتيجية، ان نحافظ على هذه السياسة وعلى هذه القوة ليبقى لبنان".

وتابع :"لا يمكن ان نعطل كل مؤسسات الدولة، لا يمكن أن نعطل البلد بشكل كامل نتيجة موقف سياسي من فريق على الساحة اللبنانية، أعتقد أنه لم يتنبه الى المخاطر الحقيقية التي تدبر في ليل إن كان على الساحة اللبنانية وإن كان على الساحة العربية. هنا أقول إن هناك الكثير من أجهزة استخبارات تسعى في ليل لدفع أموال هنا وهناك لشخصيات موجودة لتكرس اللغة الطائفية والمذهبية ولزرع الفرقة وفي ظل هذه الاجواء ترفضون أي تلاق. لا يمكن أن يكون لبنان موحدا تحت عنوان العيش المشترك الا بتفاهم أبنائه فيما بينهم، إلا بتلاقيهم وبتحاورهم وبوضع سياسات تحمي هذا الوطن. لا يمكن أن نكون كمن يسعى في منطقتنا لضرب سياسة وثقافة الممانعة والصمود، وتصرف الاموال، وكنا نتمنى لو أن الاموال التي صرفت في سوريا تصرف على قوة المقاومة إن كان في لبنان أو في غزة".

وختم:"أعتقد أن العدو الصهيوني لن يتمكن من الصمود كثيرا وسترحل دولة إسرائيل، وهذا ما نراه في هذه الايام بعد بضعة صواريخ سقطت في تل أبيب، بدأ الصراخ الصهيوني وبدأوا يطالبون بالهدنة وبالتوقف عن القتال لأنهم لا يستطيعون التحمل، أليست هذه تجربة ناجحة عليكم أن تعتمدوها في استعادة الحقوق العربية؟ أليست هذه سياسة كافية تقول لكم ان اسرائيل لا تستطيع الصمود امام وحدتكم وقوتكم ، وغزة لا تريد منكم دواء ولا تريد منكم اموالا بل هي تريد سلاحا لكن مع الاسف لم نر أي دولة عربية قدمت القليل من هذا السلاح لتبقى فلسطين وتبقى غزة صامدة في وجه العدو الصهيوني".   

السابق
قبلان: الوحدة اهم اسلحة لبنان في الدفاع عن سيادته
التالي
سرايا القدس تعلن اطلاق 10 صواريخ غراد على بئر السبع واسدود