سوليدير تزوير لتاريخ بيروت ولنهبها


البعض يرى فيها جريمة العصر وآخرون يصفونها بسرقة العصر فيما يعتبرها المؤيدون اعادة اعمار وسط بيروت التجاري، ولعل اصدق تعبير عفوي عما حصل هو ما تسمعه من الرعايا الخليجيين بقولهم "نازلين سوليدير".
هكذا تحول الوسط التجاري للعاصمة اللبنانية الى شركة تجارية، تبدّل مشهد العاصمة وهجّر ابناؤها وحلت محله الشركة اللبنانية لتطوير وسط بيروت.
هنا في كل شارع ذكرى وفي كل مبنى قصة تُجمع كلها على ان هناك شركة دمّرت وسط بيروت بتاريخه وتراثه وآثاره تحت شعار " اعادة بناء الحجر".
سوق الصاغة غيض من فيض وبين اصحابه وشركة "سوليدير" محاكم تؤجل لا لمرة واحدة فقط بل لمرات ومرات منذ سنوات.
اما لفندق السان جورج فصولات وجولات مع من سقط بقربه في الرابع عشر من شباط 2005.
حتى منزل رئيس تيار المستقبل في وسط بيروت او ما يعرف عبر الاعلام ببيت الوسط لم يرثه عن تركة الرئيس الراحل رفيق الحريري، عاد محمد أنيس النصولي من الغربة ليجد بيت العائلة في وادي ابو جميل او منزل آل أيّاس دارة لآل الحريري.
من يعرفون بيروت القديمة يترحمون عليها معتبرين ان "السوليدير" لن تعد لبيروت صورتها الجميلة بل اعادة سكان العاصمة الاصليين الى منازلهم، ولم تبق الوسط التجاري ملتقى للثقافات والحضارات والتنوع بل فسحة للأكل والشرب ولشريحة دون أخرى.
لقد تم القضاء على الساحات العامة والحدائق المفتوحة والاحراج ، كما تم الاستيلاء على شاطىء البحر والبحيرات ومحاصرت المواقع الطبيعية والتاريخية وازالة الكثير منها وتمت مصادر ذاكرة اللبنانيين الجماعية بغرض تشويهها.
المتابعون يرون انه جرى تزوير تاريخ المدينة وتغيير الاسماء فيها واستباحة تواصلها العمراني وهدم ذاكرتها الجماعية ومبانيها القديمة ومعالمها التاريخية وتمت ازالة ساحة الدباس وتقويض ساحة الشهداء ومحاصرة ساحة رياض الصلح، وتحولت هذه الساحات المزدحمة سابقاً الى زوايا ملحقة بعقارات كبيرة تحيطها وتعطل دورها الجامع المفترض.
وعلى غرار الاملاك الخاصة، حيث ترتفع لوحة "ممنوع التجاوز"، فوسط بيروت التجاري يبقى محرماً على التصوير والتنقل بحريّة من دون اذن مسبق ممن وضعوا اليد على وسط العاصمة.

 

السابق
حرب الأيام السبعة المجيدة
التالي
تُناديني… يا فراشتي