جبهة النضال الوطني تبدأ مبادرتها من بعبدا.. وجنبلاط ينأى بنفسه

بدأ وزراء "جبهة النضال الوطني" مبادرتهم بزيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان و أبلغت أوساط سليمان "النهار" ان وفد "جبهة النضال الوطني" الذي زاره أمس، لم يكن يحمل مبادرة، بل يجري مشاورات مع كل القيادات. واوضحت مصادر الوفد ان حصيلة المشاورات التي ستشمل رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي و"حزب الله" وسائر القوى ستنتهي الى جوجلة القواسم المشتركة التي سيطلقها النائب جنبلاط عبر مؤتمر صحافي في مبادرة متكاملة. وتقوم المبادرة على عدم تغيير الحكومة قبل الاتفاق على البديل، واللجوء الى الحوار لمقاربة موضوع السلاح والقضايا الخلافية الاخرى.

فما هي مبادرة جنبلاط وكيف تترجم عمليا؟
المبادرة ليست مشروعا محددا بنقاط ومبرمجا بمهل زمنية، وإنما هي مجموعة أفكار ومقترحات تشكل مجتمعة مخرجا ممكنا من الأزمة الراهنة وتستند الى الخطوط والعناوين التالية:
٭ استئناف الحوار الوطني في قصر بعبدا.
٭ إطلاق عملية تشكيل حكومة جديدة.
٭ استمرار الرئيس نجيب ميقاتي في رئاسة أي حكومة جديدة.
٭ عدم التقيد بالهوية السياسية للحكومة الجديدة وعدم الالتزام مسبقا بحكومة حيادية أو حكومة وحدة وطنية والاكتفاء بـ «حكومة للانتخابات». ففي لبنان لا وجود لـ «حكومة حيادية»، وأما حكومة «الوحدة» السياسية فإنها تأتي بعد الانتخابات وليس قبلها.
٭ البرنامج السياسي للحكومة الجديدة هو «إعلان بعبدا»، والمهمة الأساسية لها هي تنظيم وإجراء الانتخابات.

فهل ينجح جنبلاط في مسعاه ومبادرته؟
قبل فترة وجيزة طرح جنبلاط معادلة "سلاح حزب الله مقابل طائف جديد"، هذه المعادلة تصدى لها تيار المستقبل وحزب الله على حد سواء، الأول اعتبر أن الطائف ليس للمساومة والثاني اعتبر أن السلاح ليس للمساومة.. اليوم يطرح جنبلاط مبادرة سياسية تحظى بتأييد حزب الله ومجمل الفريق الحكومي، ولكنه تأييد مشروط بتجاوب الفريق الآخر وقبوله أولا بالعودة الى الحوار من دون شروط مسبقة، ولكن الفريق الآخر (المعارض) لم يعد يثق بجنبلاط ولم يعد يأمن له جانبا ويرتاب من «مبادراته» مثلما يرتاب من «حركات» بري ويرى فيها «أفخاخا».

جنبلاط قوة مرجحة في مجلس النواب بين «أقليتين كبيرتين»، ولكنه ليس قوة مرجحة في الصراع الدائر في البلد بين «أكثريتين كبيرتين»، ولكن ليس أمام جنبلاط إلا أن «يحاول» وأن يلعب على الأرجح دور الرافعة والقوة المساندة للرئيس ميشال سليمان الذي مازال يملك قدرة القيام بدور الجسر وتأمين التواصل، وهو يؤدي دوره «بمسؤولية وتوازن واتزان».

لتسويق مبادرة رئيس الجبهة النائب وليد جنبلاط، أشارت "اللواء" الى أن أي موعد لم يتحدد للقاء رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، الذي أوضحت مصادره أن الوفد لم يطلب حتى الآن موعداً.

السابق
الرباعي يرد على من اتهمه بالعنصرية
التالي
فضل يطلب سلاحاً بدل الاغاني