الحل سياسي في سوريا..؟

العدوان الصهيوني الحاقد على غزة، يجب ألا يُشغل العرب والعالم عن حمّام الدم المستمر في الشقيقة سوريا، والذي تتساقط ضحاياه من الإخوة السوريين بأعداد مضاعفة، مما يسقط من ضحايا القصف الإسرائيلي المدمر على القطاع الصامد.
تصاعد حدة العنف براً وجواً، واستخدام الطيران الحربي لقصف الأحياء المدنية والقرى النائية، وارتكاب المجازر وجرائم الإعدامات العشوائية بدماء باردة، كما تنقلها وسائل التواصل الاجتماعي من الجانبين، كلها مؤشرات ودلائل على وصول المواجهة الدموية المحتدمة في سوريا إلى هاوية حرب أهلية، لا تُبقي ولا تذر، في حال استمر العجز العربي والدولي الحالي، في وقف النار، وإطلاق ورشة البحث عن حل سياسي، يحفظ وحدة سوريا أرضاً وشعباً.
وصول المعارك اليومية إلى الأحياء الدمشقية، واستمرارها في مدن الشمال السوري، من حمص إلى حلب ودير الزور والأرياف المحيطة، لا ينبئ بقدرة النظام على حسم المواجهة لمصلحته، كما لا يُشير إلى إمكانية المعارضة على إنهاء المعركة العسكرية لصالحها.
عجز الطرفين المتواجهين في سوريا على الحسم العسكري، يعني ان المعارك المدمرة يمكن أن تستمر أشهراً أخرى، وأن المراوحة الحالية في الوضع السوري، ستؤدي إلى مزيد من الدمار، وإلى زرع المزيد من الأحقاد.
توحّد المعارضات السورية في بوتقة «الإئتلاف الوطني» الذي بدأ يحظى باعترافات دولية، وقوبل بكثير من الترحيب في عواصم القرار، يمكن ان يُشكّل الخطوة الأولى نحو الحل السياسي، وإعادة تعويم مهمة المبعوث العربي – الدولي الأخضر الإبراهيمي، فضلاً عن إمكانية إعادة الاعتبار لاتفاق جنيف، الذي جمع وزيري خارجية أميركا وروسيا على موقف واحد لمصلحة الاتجاه للحل السياسي، واعتماد مرحلة انتقالية تؤمن انتقالا سلسا للسلطة، وتُشرف على إجراء انتخابات نيابية ورئاسية، وتساعد على عودة السلام والوفاق إلى الربوع السورية.
فهل يصل الحل السياسي قبل القضاء على البقية الباقية من المدن السورية؟

السابق
فضل يطلب سلاحاً بدل الاغاني
التالي
حرب الأيام السبعة المجيدة