قبلان: البلاد عرضة لمؤامرات تحتم علينا ان نكون عقلاء حكماء في تصرفاتنا

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول: "شهر محرم شهر الحزن والأسى والمصيبة حيث استشهد الامام الحسين وقدم أعظم التضحيات مما يحتم علينا إن نستقبل هذا الشهر بكل معاني الاسى والحزن، ففي شهر محرم تغيرت الاحوال وتبدلت الامور بفعل ثورة الحسين التي كانت محطة تاريخية حملت الدلالات والمعطيات الكبيرة التي تستدعي إن نتعمق بمعانيها ونتذكر المآسي والمصائب والمتغيرات التي طرأت على امتنا الإسلامية، فالتاريخ لا يرحم وكيف لنا إن نتقبل التاريخ وفيه استشهاد الامام الحسين واصحابه واهله مما يدفعنا إلى التحلي بالصبر وكظم الغيظ فنحتسب الامر عند الله تعالى لنبقى في هذا المضمار عاملين مجدين مخلصين، فشهر محرم ادمى القلوب واعمى الابصار حيث حصل الانقلاب على دين النبي محمد إذ كان الحسين فلذة من فلذات قلب النبي، فقتال الحسين وحربه انقلاب على الرسول والاسلام، فالنبي محمد سعى وعمل لنشر العدالة وانصاف المجتمعات وتحقيق اوامر الله وتعاليمه والحسين استكمل رسالة جده في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصرة الحق".

ورأى انه "في شهر محرم روحانية ومعنوية تستدعي إن نعمل لما يرضي الله، فنقوم بواجباتنا الدينية في إصلاح الامور واحقاق الحق والنهي عن المنكر، ولا سيما ان الصهاينة يتحركون اليوم في عدوان جديد يستهدفون من خلاله الشعب الفلسطيني المحاصر على مرأى ومسمع من العالم، فاليهود لا تحل عقدتهم بالبيانات والمواعظ والإرشادات لان الكيان الصهيوني اسس على الظلم واغتصاب الحقوق وتهديم الممتلكات وتشريد الفلسطينيين، لذلك فإننا نستنكر بشدة العدوان الصهيوني على غزة ونرفع الصوت عاليا لنطالب شعوب العالم والعرب والمسلمين بالتحرك السريع لانقاذ شعب فلسطين ليكون هذا الشعب محصنا ومصانا يعيش بكرامة وحرية، ونحن نصر على حصانة وصيانة الشعب العربي في فلسطين وعلى الصهاينة ان يعلموا ان ظلمهم لا يدوم لان الظلم اذا دام دمر وعلى الباغي تدور الدوائر، ونحن ننتظر الفرج لإحقاق الحق وازهاق الباطل لتبقى هذه الأمة محافظة على كرامتها وعزتها".

وقال: "إن غزة اليوم تجسد كربلاء لان الظلم واحد والكفر ملة واحدة وعلينا ان نحصن أنفسنا بالإيمان والتقوى والورع والعمل الصالح والبعد عن كل حساسية لنكون في هذا الخضم في خندق المواجهة يقدم كل ما عنده فنعود إلى ديننا ونوحد صفوفنا فالإسلام انتصر بفعل وصية رسول الله حين قال: قولوا لا اله إلا الله تفلحوا، فعلى الأمة إن تجتمع تحت هذه الراية فتوحد صفوفها وتبتعد عن الخلافات وكل فتنة وكيدية وإساءة وحينها فان النصر سيكون أكيدا لهذه الأمة لان عودتها إلى الله وشريعته وقيادته المباركة توفر المقومات الحقيقية لنصرة الامة وعزتها".

وتابع: "إن شهر محرم شهر الجهاد وعلى الأمة العربية والاسلامية ان ترفع الصوت عاليا مطالبة بثارات غزة واحترام حقوق الشعب الفلسطيني والعمل لنصرة القدس والمسجد الأقصى وكل القرى والمناطق المحتلة في فلسطين، ونحن كمسلمين طلاب جهاد فإذا لم نجاهد إسرائيل فمن نجاهد، فهل يجوز ان نتحدى اهلنا واخونا وعلماءنا، لذلك علينا ان نترك الخلافات جانبا ونعمل لمواجهة العدو الصهيوني، فغزة اليوم تستنجد الأمة الإسلامية والعربية لنصرتها ونجدتها والمحافظة عليها واحترام شعبها وصيانة مواقعها، لذلك فان المطلوب من الأمة بدءا من الجامعة العربية ان لا تتلهى بسوريا بل تتركها لشعبها ليحل مشاكله بالحوار والتشاور، فتتوجه الجامعة نحو فلسطين المظلومة والمحرومة فشعب فلسطين شعب مقاوم علينا ان ندعمه وننقذ فلسطين وشعبها ومقدساتها".

واكد ان "إسرائيل بنيت على الظلم والعدوان والغش والحقد وكيانها الاستعماري جسم سرطاني غريب عن المنطقة فهو شر مطلق، يستدعي منا ان نتوجه لحماية الأرض والوطن والعرض في فلسطين فنعمل جادين لنصرة الشعب الفلسطيني، ففلسطين تنادي العرب والمسلمين وخاصة دول الخليج فان عليكم دعم غزة بالمواقف الصلبة والحاسمة والمؤشرة لان غزة محاصرة وإسرائيل تتحرك لضرب شعب غزة وعلى منظمة التعاون الاسلامي وجامعة الدول العربية التحرك لقيام فلسطين من البر إلى البحر فلا يتوانوا عن نصرتها، فليكن الجميع مع فلسطين وشعبها بعيدين عن التحدي".

وطالب "الجمهورية الإسلامية الإيرانية ان تقود امر الأمة لانقاذ فلسطين و الاقصى، وعلى دول الخليج ان يتركوا امر سوريا لشعبها فالشعب السوري يعالج امره بالحوار والمشاورة، إن فلسطين عربية ومسلمة وليست هي دولة عربية تناشد ملوك ورؤساء وأمراء ووزراء العرب ان يتحركوا لانقاذ غزة وكل فلسطين، فالأمة العربية مطالبة بعقد اجتماع عاجل وسريع لانقاذ غزة من كل ظلم فيكون العرب مع الحسين في محاربته للظلم والفساد والإجرام فيكون العرب والمسلمون يدا واحدة وقلبا واحدا ضد الظلم والعنف والفسق، نحن مع الحق والصدق والمعروف والنهي عن المنكر".

وطالب "النظام في البحرين ان ينصف الشعب البحريني ويتعاطى معه بلطف وحكمة فينصف شعب البحرين بإعطائه حقوقه المشروعة بعيدا عن الظلم والتعسف واعتقال ابناء البحرين وتجريدهم من جنسيتهم".

اول محرم

وكان الشيخ قبلان قد القى كلمة في احياء الليلة الاولى من محرم التي اقيمت برعايته في قاعة "الوحدة الوطنية" في مقر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، في حضور حشد كبير من علماء الدين وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية وتربوية وثقافية واجتماعية ومواطنين، حيث عرف بالمناسبة السيد حسين شرف الدين وتلا المقرئ أنور مهدي آيات من الذكر الحكيم.

وجاء في كلمة الشيخ قبلان الاتي: "السلام على محي الشريعة، السبط المبارك الإمام الحسين الذي يستضيفنا كل عام في منازل الحق، فنأتي إليه لنرتشف من معينه ونستمع إلى حكمه ونكون بخدمته، ومعه نتعلم منه التربية والأدب والصبر والأخلاق، ونحن إذ نحيي هذه الذكريات لنقول للامام سنبقى معك وندور في فلكك ونستفيد من إشعاعاتك فأنت يا أبا عبد الله عماد الحق وكلمة الصدق و محي الشريعة وسنبقى معك نتعلم منك الأخلاق وكظم الغيظ و سعة الصدر ونكون في رحابك ومجالسك في ظل خيمتك فانت الرائد والقائد والعالم والحكيم".

اضاف: "علينا ان نتعلم من الحسين رباطة الجأش وكظم الغيظ والتعاون على البر والتقوى ونبتعد عن ردات الفعل ونكون زينا له ونحن لن نسمح لأنفسنا ان نكون في رحاب غيرك يا حسين لانك يا أبا عبد الله نموذج صالح، أنت يا أبا عبد الله الركن الوثيق، انت العلم والقدوة والنموذج، نتعلم من مجالسك الاخلاق والحكمة والادب فانت استهدفت واستشهدت ولكنك أوصيتنا ان نكون مثالا للانسان الحسيني بكرم الأخلاق وبحسنها وبكل صدق لذلك نقول للجميع ونحن في أول ليلة من ليالي عاشوراء علينا ان نكون عبرة وعبرة وحكمة وموعظة لأهل البيت أهل البيت فتاريخهم مضيء فاستمدوا الخير واخذوا الحق من جدهم الرسول فعلينا ان نبقى في هذا المضمار وفي هذا المحور نتعلم من اهل البيت كرم الأخلاق وحسن الضيافة" .

واكد قبلان "ان البلاد تمر بأزمات وهي عرضة لمؤامرات تحتم علينا ان نكون عقلاء حكماء في تصرفاتنا وسيرنا وتعقلنا للأمور فهناك من يستهدف هذا الخط وعلينا ان نفوت الفرصة على المتآمرين والمنافقين ونقول نحن من اهل البيت نستقي منهم ونتعلم منهم ونقول نحن معهم في السراء والضراء نتحلى بالصبر والأناة والحكمة والموعظة الحسنة ونعطي للأجيال النموذج الصالح لمدرسة الحسين هذا الإنسان الكبير المتعالي الذي تحدى الصعوبات ووقف بالمرصاد للظالمين والمنافقين والمتآمرين لذلك نقول ان الحسين يستصرخ المسلمين إن يكونوا في نهج الخير والصلاح ويبتعدوا عن الظلم والنفاق وعن كل شر، ونحن نرحب بالجميع في هذه المجالس الحسينية المباركة لنؤكد اننا مع الحسين في ثورته ونهجه وعلمه وتقواه لننعم بالسعادة في الدنيا والخير العميم في الاخرة" .
  

السابق
جمعية “الحمير”..على فيسبوك!
التالي
خريس: لن نرضى باستغلال عاشوراء للنيل من مذهب او عقيدة