صيدا في خطر كبير.. وفتنة “الاسير” السنية الشيعية تطرق ابوابها

وضع خطاب السيد حسن نصرالله النقاط على الحروف، ووصف الامور كما هي، وحسناً فعل عندما عاد الى تاريخ فئات تدّعي الدفاع عن لبنان، وذكّرها بتاريخها الاسرائيلي . وبدا انه يريد منع الفتنة السنية – الشيعية بأي ثمن، وواضح من كلامه انه سيتجنب هذه الفتنة الى اقصى الحدود ولا يريدها، لاسيما بعد احداث صيدا بالامس الاول، التي لوحظ عدم تركيز السيد نصرالله عليها، بل مرت في خطابه مرور الكرام ومن باب لفت النظر للفتنة التي تطرق ابواب صيدا بيد الاسير.

شيّعت مدينة صيدا امس ضحيتي الأحداث لبنان العزي وعلي سمهون، وسط حداد وإقفال تام وانتشار أمني واسع في المدينة. وأم الشيخ أحمد الأسير المصلين في جامع الشهداء بمشاركة حشد شعبي، ودعا إلى السكينة والصلاة والمحافظة على الهدوء، وقال: دم الشهداء سيرفع رأس الأمة، ودوار الكرامة في صيدا سيكون بداية كرامة كل الأمة، والكلام سيكون في ما بعد، أما الآن فسنلتزم بالسكينة حتى الإنتهاء من وداع الأحبة".
ووري الجثمانان في الثرى في دوار عام، مستبيحا بذلك تلك المساحة العامة دون اعطاء العلم للبلدية ورئيسها الذي اكتفى بالقول: "لو قمنا بمنعه لتحول العزاء الى ساحة قتل نظرا للتوتر القائم"، وسكوت الفعاليات السياسية والاجتماعية في المدينة.

وبحسب مصادر مقربة من الشيخ الاسير اكدت انه "قد يقدم بعد انتهاء التعزية بمرافقيه على خطوة سيكون لها وقع مدوي في مختلف الأوساط، وهي تأسيس إطار أو تنظيم مسلح له صفة "المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي" على أساس أن الأسير يعتبر أن المقاومة ليست حكراً على "حزب الله" وحده، وأنه إذا كان سيتهم بامتلاك سلاح غير شرعي على غرار سلاح الحزب فإن رده سيكون أن سلاحه هو سلاح مقاوم وقد تعزز هذا التوجه بعدما ظهر السلاح فعلاً وبشكل علني بأيدي عناصر تابعة للأسير عشية التشييع وخلاله". ولم تستبعد هذه المصادر أن "يقدم الأسير أيضاً على إعادة تجربة الاعتصام عند مدخل صيدا الشمالي وإن بشكل متكرر بين الحين والآخر لا سيما وأنه أصبح له في تلك المنطقة ضريحان لاثنين من مرافقيه".

وأكد الاسير في تصريح صحافي: "لن نسمح بإذلالنا وإهانتنا مهما بلغت التضحيات، فكل ما جرى أننا ذهبنا لإزالة الصور والشعارات بطريقة سلمية وحضارية فقاموا بإطلاق النار باتجاهنا، ما أدى إلى سقوط شهيدين لنا وأربعة جرحى وجميعهم من مسجد بلال بن رباح"، لافتا الى انه "رغم فداحة الخسارة الجسيمة لن نسمح لحزب السلاح أن يهيمن علينا وأن يدوس على كرامتنا وإن غداً لناظره قريب وسيكون لنا الرد المناسب في المكان المناسب".

وأمام هذا الواقع، يبدو ان تيار المستقبل بات ظهوره بالسلاح عبر الشيخ أحمد الأسير والذي ينتشر في مدينة صيدا، كذلك فان مكاتب حزب الله يتواجد فيها مسلحون لحماية المكاتب، مع العلم ان حزب الله قام بنزع بعض اللافتات من قلب المدينة، الا ان صيدا التي انطلقت منها شرارة الحرب اللبنانية عبر اغتيال معروف سعد، قد تبدأ منها حرباً سنية -شيعية جدية، ذلك ان ظاهرة الأسير بدأت تنذر بالاسوأ على عاصمة الجنوب.

السابق
الديار: عون في بعبدا اليوم
التالي
العبارة الوحيدة المفيدة