تمثيل المعارضة والدول في سيناريو عسكري

ليس التنافس في المعارضة وعليها سوى جزء من الصراع في سوريا وعليها. فلا التنافس بين مكونات المعارضة معزول عن الصراع الإقليمي والدولي على الحصص في المعارضة. ولا الصراع الداخلي مع النظام مفصول عن الصراع الخارجي على موقع سوريا فوق الخارطة الجيوسياسية للشرق الأوسط. واذا كانت روسيا والصين وايران قد لعبت كل أوراقها مع النظام في حرب سوريا، فإن الغرب لم يلعب كل أوراقه بقرار أميركي شمل تركيا والدول العربية أيضاً. واذا كانت أطياف المعارضة متفقة على وحدة الهدف، فإن خلافاتها حالت دون وحدة الصف ودون التفاهم على مقاربة واحدة للمعركة مع النظام الذي لم يبدل مقاربته منذ البدء، وهي الحل العسكري. فهل ما جرى في الدوحة هو بداية الجمع بين وحدة الهدف ووحدة الصف بالنسبة الى المعارضة؟ وهل هو بداية مرحلة جديدة يلعب فيها الغرب أوراقه؟

ولادة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة لم تكن طبيعية. فما حدث جاء بضغوط أميركية وقطرية وتركية ساهمت فيها الجامعة العربية. وما تحقق هو ترتيب الأدوار والحصص في المعارضة للقوى الخارجية عبر ترتيب الأدوار والحصص بين تيارات المعارضة. شيء من تمثيل أكبر قدر من فسيفساء المعارضين وشيء من تمثيل الدول الداعمة لهم. ومن الصعب الفصل بين تمثيل السوريين المعارضين للنظام وتمثيل القوى الخارجية التي تخوض في سوريا معركة ضد المشروع الايراني في المنطقة.
وليس في بنود الاتفاق شيء عن حلّ سياسي بل اتفاق على اسقاط النظام بكل رموزه وأركانه وتفكيك الأجهزة الأمنية مع التزام الائتلاف عدم الدخول بأي حوار أو مفاوضات مع النظام، وبالمقابل دعم القيادة المشتركة للمجالس العسكرية الثورية. وهذا يعني وضع مهمة الأخضر الابراهيمي على الرفّ، وتجاوز الكلام على اتفاق جنيف والخلاف بين موسكو والغرب على تفسيره. فالحكومة الموقتة ستخرج من الائتلاف الوطني. ولا حكومة انتقالية إلاّ بعد سقوط النظام.
وبكلام آخر، فان الصراع العسكري هو اللعبة الوحيدة. والسؤال هو: هل هذا ما تريده أميركا بالفعل بعد التجديد للرئيس باراك أوباما أم انها تعمل لتقوية أوراقها في أية صفقة مع الروس مروراً بصفقة مع ايران؟ هل تأتي الأسلحة المتطورة للمعارضة؟ وماذا يفعل الروس؟
الانطباع السائد ان أميركا ستلعب مباشرة وبالواسطة على خطين في وقت واحد: خط التفاوض مع الروس والايرانيين، وخط ترتيب المعارضة وتقويتها عسكريا. واللعبة مفتوحة الى النهاية بالنسبة الى النظام والمعارضة. وليس فيها سيناريو واحد. ولا أحد يعرف كيف تنتهي الأمور في أي سيناريو من السيناريوهات المعلنة والسيناريوهات المكتومة.

السابق
الحرية للبناني دقدوق من سجون العراق .. وأميركا: لعدم الإفراج عنه
التالي
تسوية عربية كردية في سورية؟