نتنياهو وأوباما

إعراب نتنياهو عن خشيته من تأثير تأييده لمنافس أوباما في الإنتخابات الرئاسية ميت رومني يدخل في إطار نوع جديد من الضغط على سياسة واشنطن لتظل في عهدها الجديد مؤيدة لإسرائيل وقابلة لممارساتها ومانعة لادانتها على اعتداءاتها وافشالها مساعي السلام، وهذا ما يلتزم به الرئيس أوباما من دون أن يضع في حسابه تغيير هذا النهج المتبع منذ عقود إلى حد اعتبار السلطة المحتلة قاعدة لأميركا في الشرق الأوسط. ومن شعور غير مبرر كامب نتنياهو من انصاره عدم اتخاذ أي موقف من الإنتخابات الأميركية تحت ذريعة الحيلولة دون ما وصفه بحدوث المزيد من التدهور في العلاقات مع الإدارة الجديدة القديمة في وقت أعرب «حزب شاس .. المتطرف عن جيبة الأمل من نتائج الإنتخابات إلى حد اعتبارها شراً أصاب إسرائيل، وهذا غير واقعي بالطبع وإنما قطع الطريق على ما يمكن أن يقدم عليه الرئيس أوباما لا سما معاودة طلبه وقف الاستطيان ولو لثلاثة أشهر تمهيداً لاستئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين مع أنه أقرّ بفشله في تحقيق توجهه هذا. ورهان نتنياهو على فوز رومني المرشح الجمهوري كان وراء استعجاله الإنتخابات النيابية وتحالفه مع حزب .. إسرائيل بينا اليميني المتشدد بزعامة افيغدور ليبرمان المتصف بالعنصرية ومحاربة أي توجه نحو حل الدولتين وكذلك الإنسحاب من القدس بصورة خاصة، وقد أعرب السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل أورن منذ أربعة أشهر عن خشيته من تدخل أميركا في تلك الإنتخابات، وهذا أيضاً مجاف للواقع كون واشنطن أكدت في عهود الرؤساء السابقين للولايات المتحدة على مساندة تل أبيب وقد برز ذلك أكثر في حرب العام ثلاثة وسبعين حيث دفعت ببوارجها الحربية إلى القرب من المعركة ولم تتخذ قراراً قاسياً ضد اغراق السفينة ليبرتي ومقتل سبعين من بحارتها.
مع هذه الوقائع اعلنت صحيفة «معاريف» عن أن التخوف هو سيد الموقف في ديوان نتنياهو وهذا يعني التجانس والتوافق على أسلوب ضاغط أكثر على أوباما وهو بالطبع يدون هذه الحقيقة ولن يتصرف بما يتعارض معها وهي ثابتة من زمن طويل، الأمر الذي يدعو العرب إلى ملاقاة التخوف المبطن بما يدفع و اشنطن إلى الالتزام بما تؤكد عليه قولاً لا عملاً أي في الداخل بالنسبة مما يعني الدول والشعوب من الحفاظ على سيادتها على أرضها إضافة إلى إحترام حقوق الإنسان والأخذ بشرعة الأمم المتحدة القائلة بمنع احتلال أرض الغير بالقوة، ومنذ الآن وحتى البدء بما ستكون عليه سياسة واشنطن في الولاية الثانية لأوباما يبقى الإهتمام مشدوداً إليها وان كانت الوقائع لا تشير إلى تبدل في النهج والممارسة.

السابق
أوباما الإيراني والتفاوض في جهنم
التالي
حزب الله من بكركي إلى الفاتيكان ضيفاً مكرماً