قبلان:الانتفاضة لتحقيق الخير للناس ولا تكون بالعنف والدمار

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول: "أواخر ذي الحجة أيام مباركة فيها الخير الكثير والاطمئنان النفسي، وفيها العمل الصالح وصنائع المعروف والقرب من الله، مما يحتم ان نكثر فيه البر والمعروف وبر الوالدين والصدقة لأهل الحاجة والمسكنة، فهي أيام ميزت بما يرضي الله. وبعد الانتهاء من موسم الحج الذي فيه العفو والتوبة والرجوع إلى الله، وفي مثل هذه الأيام تصدق أمير المؤمنين بخاتمه وهو في الصلاة، فالإمام عليه السلام يجود بما عنده وقد ضحى بنفسه فداء للنبي وتحدى الشر وكثر الأصنام وحطم الأوثان من اجل رضا الله وفي سبيله، لذلك نودع هذا الشهر بالصدقة والصلة والمحبة والتودد إلى خلق الله نعطيهم مما أعطانا الله، فالإسلام خاتم الأديان أتى رحمة للناس ويعمل من اجل مجتمع تسوده العدالة وتطمئن فيه النفوس ليهدأ به الإنسان فعلينا ان نجدد العهد والوعد والتواصل، وعلينا ان ندخل السرور الى قلوب المؤمنين فالإنسان يعرف بإحسانه وأخلاقه ومودته، فعلينا إن نقلع عن الفظاظة وعن المنكر وعن الإساءة".

وأكد ان "الإسلام دين السلام والوئام والتعاون والخير والمعروف والتواصل والرحمة، وما نشاهده على أرضنا الإسلامية وما يعيشه شعبنا الإسلامي من حالات القهر والظلم والعنف يعيدنا من جديد إلى جاهلية خبيثة سيئة لا نتعامل من خلالها بالمعروف ولا نحسن المعاملة ولا نكون من خلالها تابعين للنبي محمد الذي أرسى قواعد المحبة والخير والاطمئنان والسلام، إن النبي أمر بالمعروف والأعراض عن الجاهلين، فالنبي جاء بمكارم الأخلاق التي تأمرنا ان نعفو عن من ظلمنا ونحسن إلى من أساء إلينا ونصل من قطعنا.ان الدين يسمو في الخلق الرفيع الذي اتسم به النبي حيث أراد للشعب الأمن والخير والاطمئنان والسلام".

وقال: "بلادنا تعيش الأزمات والإخفاقات والمؤامرات، وبلادنا تبتعد عن سبيل المعروف والإحسان والمحبة والتعاون، لذلك نقول للجميع عودوا إلى دينكم وتمسكوا بالعروة الوثقى وحبل الله المتين فتكونوا مع الله ليكون الله معكم يظلكم بظلاله ويجعلكم أهل خير وتقوى، إن الإسلام ضد العنف والفظاظة والجاهلية والوحشية، وعلينا ان ندخل السرور الى قلوب المؤمنين، فالمؤمن يحب الخير ويدعو اليه ويعمل به وعلينا جميعا ان نعود إلى إسلامنا وأخلاق نبينا وسيرة الأئمة المعصومين، فنبتعد عن الهمجية والحقد والحسد فنكون باستمرار مع خط الاستقامة في سبيل الخير، فندعو إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة".

ودعا الى "انتفاضة معنوية وأخلاقية فيها استقامة ومودة وعدالة وإنصاف، فنتمسك بأخلاق النبي وسيرة الأئمة الطاهرين ولا سيما الإمام علي الذي تصدق بخاتمه للفقير في صلاته ليكون على تواصل مع الله في خدمة الفقراء والمحتاجين. ونحن نستقبل عاشوراء ايام الشهادة والخير والصلاح والعنفوان والإباء، علينا ان نتعلم من الحسين البر والمعروف والإصلاح فنبتعد عن كل ما يضر ويفسد من منكر وشر فنعمل عمل الحسين ونتحرك من خلال الدين فنبتعد عن المنكر والظلم والفساد".

كما دعا "المسلمين ان يكون حراكهم في سبيل الله وليس كما يقولون الربيع العربي الذي فيه قتل وظلم وعنف ووحشية وإبادة للناس. ان الإسلام دين شفاف ونوراني يتعامل مع الناس بكل إنسانية وأخلاق، ونحن بتنكرنا لتعاليم الدين فإننا نكون غرباء عليه لذلك علينا ان نعود إلى الدين قبل ان تستمر الأمور على غير ما يريده الله، فنعمل جادين مجدين من اجل الخير لأننا بحاجة إلى انتفاضة تلامس الحقيقة وتهدئ الشعور وتطمئن القلوب، فالانتفاضات لا تكون بالقتل ولا تكون على مبدأ: اذهب لأحل مكانك. ان الانتفاضة تكون لتحقيق الخير للناس ولا تكون بالعنف والدمار والقتل بل يجب إن تكون على أسس متينة وصحيحة، والتغيير لا يكون الا إلى الأحسن والأفضل فنغير ما بأنفسنا ونبتعد عن كل شر ولا نستخدم السلاح بما يخدم الشيطان لان القتل والعنف لا يخدم الناس بل علينا ان نضع أيدينا على الجرح فنبلسمه ونضمده، فنبتعد عن كل منكر وأنانية ووحشية، فنتحرك وفق ما أمرنا الله به، لنقول للارهابيين والفاسدين والمجرمين: اتقوا الله في عباده وبلاده ولا تعودوا إلى الجاهلية واقلعوا عن العنف والإبادة فالإسلام دين مودة و رحمة والنبي بعثه الله رحمة للعالمين والإسلام يأمرنا بالابتعاد عن كل اثم وعدوان وغلظة".

وطالب "السوريين بكل مكوناتهم سواء كانوا مع النظام او خارجين عنه، بان يتقوا الله ويصلحوا ويحسنوا المعاملة فيكونوا بعون بعضهم البعض ليكون الله بعونهم، فما نشاهده من قتل ودمار مضرة للبلاد والعباد ولا سيما ان بلادنا تعيش على بركان من نار على طريق الهتك والظلم والشر، وعلى السوريين ان يعودوا إلى الدين ويلتزموا الحوار لحل الأزمة في سوريا، فيتفقوا على حل مشاكلهم بما يوقف القتل والإجرام والتشريد".

ودعا "حكام البحرين الى الاستماع الى شعب البحرين ولا يظلموه تارة بسحب الجنسية من أبنائه واخرى بالاعتقالات التعسفية، وعليهم إن يكونوا من أهل الإنصاف بعيدين عن كل منكر وفساد، وعلى حكام البحرين ان يعدلوا وينصفوا شعبهم فيكونوا مع شعب البحرين ليكون هذا الشعب معهم، فلا يقهروا ويظلموا شعب البحرين ولا يتعاطوا معه بعنف فيكونوا مع الله منصفين ليكون الله معهم".
  

السابق
تفجير ذخائر غير صالحة في محيط بلدة عدشيت
التالي
الاسد: الجيش السوري لم يرتكب جرائم حرب ولا يمكنه الصمود 20 شهرا من دون ان يحظى باحتضان شعبه