النهار: الحركة النقابية تتحدّى الحكومة بتصعيد مفتوح التحقيق

وسط مؤشرات متنامية لصعوبة التوصل في وقت قريب الى كسر المأزق السياسي الذي يتحكم بالبلاد والذي يتجسد في انسداد حقيقي وشامل لكل قنوات الوساطات والجهود السياسية، اتخذت المواجهة المفتوحة بين الحكومة والحركة النقابية بعدا جديدا ينذر بمزيد من المضاعفات وسط اتجاه هيئة التنسيق النقابية الى خطوات تصعيدية اضافية.

وبدا واضحا امس ان الاضراب الذي نفذ في المدارس الخاصة والرسمية والادارات العامة والوزارات والبلديات سجل نسبة عالية من المشاركة، في حين بدأت هيئة التنسيق النقابية الاعداد لخطواتها التصعيدية التالية اعتبارا من الاسبوع المقبل.

واسترعى الانتباه في هذا السياق ما أبلغته مصادر نقابية الى "النهار" من ان مخاوف سادت لدى هذه الهيئة أخيرا من ضغوط قد تمارسها جهات سياسية وحزيبة مشاركة في الحكومة على ممثليها في الحركة النقابية للتراجع عن التصعيد. وقالت ان الهيئة تعمل على تحصين صفوفها لمواجهة أي خرق محتمل او تفكيك للتحرك النقابي من داخله. وهو ما واجهته هيئة التنسيق أمس في تصعيد موقفها إذ دعت الى اقرار توصية بتحرك تدريجي يبدأ باضراب ليومين وصولا الى الاضراب المفتوح وشل كامل للقطاع العام والادارات العامة والقطاع التعليمي الى حين احالة سلسلة الرتب والرواتب على مجلس النواب.

وفيما تراوح الجهود السياسية في حلقة مفرغة، تبدو الحكومة ماضية في اصدار دفعات جديدة من التعيينات، اذ كشف رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس ان الخطوة التالية بعد تعيين هيئة ادارة قطاع النفط ستكون العمل على تعيين العمداء في الجامعة اللبنانية.

وأفاد مواكبون لحركة الاتصالات التي يجريها رئيس الجمهورية ميشال سليمان بحثا عن مخرج توافقي للأزمة السياسية ان الامور لا تزال أسيرة المراوحة في ظل المواقف الثابتة لدى كل طرف من موضوع التغيير الحكومي. وقالوا إن الرئيس سليمان لا يزال يجمع المعطيات لدى الافرقاء وهو لم ينه مشاوراته بعد ليقدم طرحا أو مبادرة، ولذا لا صحة للكلام عن أي صيغة حكومية لأن المشاورات لم تصل الى هذا البحث في ظل المواقف المتباعدة.

أما أوساط رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، فأبرزت أمس، عقب لقائه السفير الفرنسي باتريس باولي، ان التحضيرات جارية للزيارة التي سيقوم بها ميقاتي لفرنسا بين 19 تشرين الثاني الجاري و21 منه حيث من المقرر ان يعقد لقاءات مع الرئيس الفرني فرنسوا هولاند وكبار المسؤولين الفرنسيين. وقالت لـ"النهار" ان جدول أعمال الزيارة هو سياسي واقتصادي وأمني بما فيه موضوع "اليونيفيل" ودعم الجيش اللبناني وملف النازحين السوريين الى لبنان. كما ذكرت بأن لقاء ميقاتي والرئيس الفرنسي سيكون الثاني بعد لقائهما في نيويورك على هامش أعمال الدورة العادية للجمعية العمومية للأمم المتحدة.

بكركي
وفي اطار الحركة السياسية الكثيفة التي تشهدها بكركي منذ أيام، من المقرر أن يزور وفد قيادي رفيع من "حزب الله" الصرح البطريركي اليوم لتهنئة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي برتبة الكاردينالية.

وعشية هذه الزيارة استقبل البطريرك الراعي امس العماد ميشال عون في لقاء وصفته مصادر معنية بأنه كان "مثمرا وصريحا". وقالت ان عون ابدى انفتاحه على دور البطريرك في سعيه الى دعم دعوة رئيس الجمهورية الى الحوار "اذ لا مصلحة في الوقوف في خط مواجه للرئيس في الامور المطروحة".

كما شرح عون وجهة نظره في قانون الانتخاب وتأييد الصيغة النسبية. وابلغ البطريرك عون استمرار مساعيه لجمع القادة المسيحيين في ما بينهم ثم الى طاولة الحوار حول رئيس الجمهورية.

وفي خط مواز تلقى الراعي رسالة من الرئيس سعد الحريري نقلها اليه مستشاره داود الصايغ وفيها تجديد للتهنئة بالرتبة الكاردينالية. وعلم ان الحريري اعرب في الرسالة عن تقديره للدور الذي يقوم به البطريرك في سبيل تقريب وجهات النظر وأبدى ارتياحه الى اللقاء الذي عقده الراعي مع الرئيس فؤاد السنيورة ونواب كتلة "المستقبل".

وتوقع متابعون للحركة السياسية في بكركي ان يناقش الراعي اليوم مع وفد "حزب الله" المواضيع التي تناولها مع وفد "المستقبل" وفي مقدمها الوضع الحكومي ودعوته الى التفاهم والتجاوب مع مواقف الرئيس سليمان في شأن التغيير الحكومي.

ملف اغتيال الحسن
في سياق آخر، كشفت مصادر امنية لـ"النهار" أمس بعض المعطيات الجديدة المتعلقة بملف اغتيال اللواء وسام الحسن في تفجير الاشرفية في 19 تشرين الأول الماضي. وقالت ان الفريق المكلف التحقيقات الجارية في الجريمة يتابع تحقيقاته وفق قواعد منهجية دقيقة وقد انتهت مرحلة جمع المعلومات والصور وسيباشر الفريق مرحلة التدقيق فيها وتصفيتها، علما ان هذه المرحلة تسبق التوصل الى اي استنتاجات.

وأضافت ان ثمة معلومات جمعت ولا يمكن اعلانها قبل انتهاء المرحلة الثانية. والى جمع المعلومات من مسرح الجريمة وضبط الصور التي التقطتها الكاميرات المنتشرة في مكان التفجير في الاشرفية. جرى ضبط اقوال عدد لا بأس به من الشهود واصدقاء اللواء الحسن. وأفادت ان الطريق المقطوعة في مسرح الجريمة منذ حصول التفجير سيعاد فتحها قريبا.

ولفتت المصادر الامنية الى ان فريق مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي "اف بي اي" الذي حضر الى بيروت أشاد بالاسلوب الذي اتبعه الفريق اللبناني المعني بالتحقيق وتبين ان مجموعة الملاحظات التي قدمها الفريق الاميركي نفذها الجانب اللبناني قبل حضور هذا الفريق. واوضحت في هذا السياق ان اهم ما ركز عليه الفريق الاميركي هو الحصول على بصمة المتفجرات، علما ان امكان الحصول على بصمة كهذه متوافر لدى ثلاث دول هي الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا. واشارت الى ان هذه البصمة لم تعط للسلطات اللبنانية حتى الآن.
  

السابق
تقرير ايراني رسمي: سياسة اوباما تجاه طهران تختلف عن سياسة اسرائيل
التالي
السفير: جنبلاط: ثمن سلاح المقاومة أقلّه طائف جديد وحزب الله في بكركي