الجمهورية: سليمان يُرجئ الحوار إلى 29 وميقاتي يطرح 4 عناوين أساسية

في مؤشر يضع الملف الإيراني في طليعة أولويات الإدارة الأميركية في الولاية الثانية للرئيس الأميركي باراك أوباما، أكدت وزارة الدفاع الأميركية أن إيران أطلقت النار على طائرة استطلاع أميركية من دون طيار من نوع "بريداتور" كانت في المجال الجوي الدولي فوق الخليج من دون إصابتها. وحذرت الولايات المتحدة في وقت لاحق طهران من أنها ستواصل القيام بمثل هذه الطلعات بغرض عمليات الاستطلاع في المنطقة وان قواتها ستحمي عتادها العسكري. ولا شك أن التحذير الأميركي الشديد اللهجة لطهران يعبر عن سياسة الحزم التي ينوي أوباما اتباعها في الولاية الجديدة، هذه الرسالة التي لا بد أن تكون طهران قرأتها جيدا بأن أوباما الثاني غير أوباما الأول.

وكان أعلن جورج ليتل المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أمس أن طائرة أميركية بدون طيار من نوع "بريداتور" تم اعتراضها في الأول من تشرين الثاني في المجال الجوي الدولي فوق مياه الخليج من طائرتين حربيتين إيرانيتين أطلقتا النار عليها دون إصابتها.

وأوضح المتحدث أن الطائرة الأميركية كانت تقوم بمهمة مراقبة "روتينية" على بعد مئة كلم من السواحل الإيرانية حين اعترضتها طائرتا "سوخوي 25 " في حادثة "غير مسبوقة"، بحسب ليتل الذي اوضح أنه تم ابلاغ إيران منذ الحادث بأن هذه المهام ستتواصل.

وفي سياق متصل اعلنت الولايات المتحدة أمس انها فرضت عقوبات جديدة على ايران تستهدف خصوصا وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات رضا تقي بور المتهم باصدار الامر بالتشويش على قنوات فضائية والوقوف وراء سوء خدمة الانترنت في ايران.

وأما داخليا فبقي التأزم السياسي سيد الساحة، في ظل تمسك كل فريق بموقفه، وتوقعت مصادر مطلعة لـ "الجمهورية" ان يعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في الساعات القليلة المقبلة عن تأجيل طاولة الحوار التي كانت مقررة في 12 الجاري الى 29 منه كما كان متوقعا قبل إغتيال اللواء وسام الحسن وبعدما لم ينجح في اقناع الجميع بالحضور الى اجتماع مبكر لأقطابها بعد الجريمة.

وقالت المصادر ان الاستشارات التي أجراها سليمان بعد الجريمة لم تنته بعد، وعلى جدول اعمال المواعيد المقررة قريبا لقاء مع رئيس "تكتل الإصلاح والتغيير" النائب ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

وكان عون زار بكركي عصر امس لتهنئة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومناقشة الأزمة السياسية، مطمئنا الى أنّ الاستقرار لن يُمسّ.

في هذا الوقت كرر"حزب الله" الذي يزور وفد منه بكركي اليوم، وعلى لسان الوزير محمد فنيش ان المشكلة لم تعد استقالة الحكومة او عدمها بل تعطيل مصالح الناس، متسائلا:" إذا كان المطلب يقوم على استقالة الحكومة هل نلجأ الى تعطيل مجلس النواب ورفض المشاركة في الحوار والبحث في عدم الوقوع في الفراغ"؟

ارتياح بري

في هذا الوقت، نقل زوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري عنه ارتياحه الى إقرار هيئة ادارة قطاع البترول، ولمسوا منه ان الحكومة ماضية قدما في التعيينات وان هناك دفعة جديدة ستقر قريباً، في إطار الاتفاق على تفعيل العمل الحكومي.

ووصفت مصادر عين التينة لـ"الجمهورية" إقرار هذه الهيئة بأنها خطوة مهمة جدا وكانت منتظرة وتفتح آفاقاً تدفع بملف النفط الى المرحلة التنفيذية، وتعكس نتائج ايجابية.

اول اجتماع لهيئة الطاقة اليوم

وفي مؤشر على تسريع الخطى من اجل اطلاق عمل هيئة ادارة قطاع البترول، دعا وزير الطاقة جبران باسيل الهيئة الى المشاركة في اول اجتماع لها في الرابعة بعد ظهر اليوم في الوزارة.

اغتيال الحسن

في معلومات جديدة لـ"الجمهورية" حول اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، أن الجهة المحترفة التي خططت ونفذت للاغتيال، كانت قد أعدت للعملية قبل فترة طويلة.

وأشارت المعلومات إلى أن الجهة المنفذة، درست مسرح الاغتيال بشكل تفصيلي، وتمكنت من مراقبة اللواء الحسن في كل تنقلاته، منذ أن وصل إلى المطار، مروراً بالمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، وصولاً إلى الشقة الامنية حيث تم رصد وجوده فيها.

وتضيف المعلومات أنه من ملامح قدرة الجهة المنفذة على المراقبة والإعداد المتقن لتنفيذ الاغتيال، حركة الفريق المنفذ أمام الكاميرات التي تعطي مؤشراً على تدريب عال تلقوه كي يحجبوا وجوههم، عبر ارتداء قبعات تارة، وتارة اخرى عبر تجنب الاقتراب من الكاميرات بشكل يؤدي إلى كشف واضح للوجوه.

ومن ملامح حرفية الجهة المنفذة، ان فريق الاغتيال، درس الشارع الذي وضعت فيه السيارة المفخخة، بشكل يبعد عنه كل انواع الشكوك. فقد لبس هؤلاء لباس رجال الامن المدنيين المكلفين حراسة المصارف الموجودة بكثرة في المنطقة. كما تعمدوا أن يبدلوا السيارة المركونة احتياطاً (فولفو على الأرجح) بسيارة الجيب "الراف فور" المفخخة، بين السادسة والسابعة صباحاً، وذلك بهدف استباق حضور رجال الامن المدنيين الأصليين الذين ينتمون إلى شركة حماية المصارف. فالمواطنون القلائل في تلك الساعة من الصباح لن يشكوا بحركة الفريق المنفذ الذي يلبس تمويهاً لباس الامن.

ومن ملامح الاحتراف في الاغتيال أيضاً، أن سيارة اللواء الشهيد خرجت من الشقة قبل الساعة الثالثة، ولم يكن هو فيها، وهذا يعطي مؤشراً على احتمال وجود قدرات عالية لدى الفريق المنفذ في اختراق الزجاج "المفيم"، كما يؤكد ان رصده كان دقيقاً بحيث أن الجهة المنفذة أرادت تقليص نسبة الخطأ في نجاح الاغتيال إلى نسبة الصفر.

واشارت المعلومات إلى أن التحقيق يسير بشكل جيد، وهو يركز على فهم كيفية تنفيذ الاغتيال، وتحديد النقاط التي استعملت لتمركز الفريق المنفذ، كما يركز على "فلترة" شهادات الشهود خصوصاً منها التي تحدثت عن وجود "فان" استعمل لرصد اتصالات الحسن، لتأكيد وجوده في الشقة.

وعن تحليل الاتصالات تحدثت المعلومات عن ضعف احتمال أن يكون المنفذون قد استعملوا الهاتف الخليوي، (هل استعملوا الثريا كما تتحدث اوساط امنية)، وذلك لان الخليوي يترك دلائل مهمة على المنفذين تقود إلى اكتشافهم.

ميقاتي الى باريس

الى ذلك، بدأت التحضيرات العملية لزيارة رئيس الحكومة الى باريس ما بين التاسع عشر والثاني والعشرين من الشهر الجاري والتي كانت محور المناقشات امس بينه وبين السفير الفرنسي باتريس باولي، حيث تبلغ الجانب اللبناني بالترتيبات النهائية للزيارة والتي شملت لقاءات لميقاتي والوفد المرافق مع رئيس الجمهورية فرنسوا هولاند ورئيس الحكومة جان مارك ايرولت ورئيس الجمعية الوطنية الفرنسية برنارد اكوييه. وقد تتوسع اللقاءات لتشمل عددا من الوزراء أصحاب الاختصاص.

وذكرت مصادر مطلعة لـ "الجمهورية" ان جدول اعمال اللقاء مع كبار المسؤولين بات تحت اربع عناوين أساسية هي:

-الوضع السياسي العام وتداعيات الملف السوري وانعكاسات ما يجري على دول الجوار، ومنها لبنان على كل المستويات، ولا سيما أزمة النازحين التي تفاقمت الى الحدود القصوى والوضع الأمني على الحدود.

– الوضع الاقتصادي والاجتماعي، ولا سيما ما يتصل باستكمال تنفيذ ما أُرجىء تنفيذه حتى اليوم من مؤتمرات باريس 2 و3 والاتفاقيات المالية والاقتصادية بين البلدين، وتلك المتصلة بالعلاقات بين لبنان والاتحاد الأوروبي، والتي كانت فرنسا قد شكلت بوابة العبور اليها او انها هي التي اقترحتها وساهمت في تكوين ملفاتها.

-وضع القوات الدولية المعززة في الجنوب من كل الجوانب السياسية والأمنية والدور الذي تقوم به، وسبل تعزيز كل أشكال التعاون بينها وبين الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الأخرى.

– خطة تسليح الجيش اللبناني والبرامج التي نوقشت وتم التوافق عليها سابقا بين قيادتي الجيشين في البلدين، وما اقر في خطة دعم الجيش للسنوات الخمس المقبلة، وما يتصل منها تحديدا بالسلاح الفرنسي المعتمد لدى وحدات الجيش اللبناني، ولا سيما سلاح الجو في ضوء الوعود التي عقدت لتجهيز أسطول المروحيات الفرنسية، والذي طال انتظاره، وهو امر حسم جزء منه في لقاء القمة بين الرئيسين اللبناني والفرنسي الأحد الفائت في بيروت.

الى ذلك، قالت المصادر ان الملفات بين البلدين كبيرة ومهمة وسبق لميقاتي ان ناقشها بعناوينها الكبرى للمرة الأولى في اللقاء الذي جمعه وهولاند على هامش اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انعقدت في نيويورك في أيلول الماضي، حيث تم التفاهم على استكمال البحث فيها في وقت لاحق وتحديدا في الزيارة المقبلة وهو ما يعلق عليه أهمية كبيرة نظرا الى حساسية الوضع في لبنان والمنطقة والأولويات التي تقدمت على ما عداها.

ملف النازحين

الى ذلك، فرضت التقارير التي رفعت الى كبار المسؤولين في ملف النازحين السوريين تخصيص رئيس الحكومة إجتماعا امس حضره وزراء الصحة، الشؤون الإجتماعية والتربية والأمين العام للهيئة العليا للإغاثة ونوقشت فيه التقارير الواردة عن حجم النازحين والتي تجاوزت الـ 100 الف عدا غير المسجلين لدى مكاتب الأمم المتحدة والجمعيات المحلية والدولية المعنية بالمساعدات، فضلا عن الرقم الذي أضافه وزير الشؤون والمتمثل بحوالى 24 الفا من اللبنانيين الذي يعيشون في الأراضي السورية والذين انتقلوا الى لبنان بسبب الظروف التي تعيشها المناطق السورية ولا سيما العاصمة السورية.

ولفت ابو فاعور الى ان البحث تناول تصنيف مسؤوليات الوزارات المعنية، وتم ايضاً اعداد الكلفة المالية التقريبية من قبل الدولة اللبنانية للتعاطي مع مسألة النازحين، وسيعقد اجتماع الاثنين المقبل مع مديرة مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في بيروت لنقاش نهائي، قبل ان يقوم ميقاتي بدعوة الجهات المانحة الى إجتماع يتم فيه تقديم خطة الدولة اللبنانية والكلفة المالية وما يجب ان تقوم به الهيئات والدول المانحة لمساعدة الدولة في إغاثة ودعم وإيواء وحماية النازحين السوريين الموجودين في بيروت، خصوصا أن العدد الى ارتفاع.

وقالت المصادر لـ"الجمهورية" ان لبنان سيخاطب الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في هذا الشأن لإعلان حال الإستنفار القصوى لمواجهة ما يمكن ان يحمله فصل الشتاء من انعكاسات سلبية على هذا الموضوع.

ويعقد قبل ظهر اليوم اكبر إجتماع من نوعه للمؤسسات الخيرية في الشرق الاوسط والمنظمات الكاثوليكية وممثلين عن الكنيسة عن وضع الشعب السوري وبخاصة اللاجئين منهم الى البلدان المجاورة لسوريا، بدعوة من البابا بنديكتوس السادس عشر، في مقر الادارة المركزية لكاريتاس. ويترأس اللقاء رئيس المجلس البابوي لاعمال المحبة Unum Cor الكاردينال روبير ساره.

نحو تصعيد نقابي

والى التأزم السياسي، تأزم مطلبي ومعيشي. فبعد جلسة مجلس الوزراء امس الاول والتي استمعت فيها الى رأي حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وبعد الاضراب الذي نفذته هيئة التنسيق النقابية، وأدّى الى شبه شلل في المرافق العامة والمدارس الرسمية، وقسم من المدارس الخاصة، تتجه الأزمة الى المزيد من التأزّم في الايام الطالعة.

وقد قرّرت هيئة التنسيق مواصلة تحركاتها للاتفاق على برنامج تصعيدي للاضرابات والتظاهر والاعتصام، محمّلة الحكومة مجتمعة ورئيسها "المسؤولية الكاملة والمباشرة عن النتائج المترتبة عن الخطوات التصعيدية التي ستعتمدها"، في حين ان الحكومة تبدو غير مستعجلة على الحسم، بدليل ان رئيسها نجيب ميقاتي تحدث امس عن ضرورة اجراء اتصالات مع مؤسسات مالية دولية حول هذا الموضوع، مبديا تفهمه لصرخة هيئة التنسيق، داعيا الى التروي وعدم المجازفة بأي قرارات مرتجلة او متسرعة تضرب الاقتصاد.

واعلن سلامة امس ان هناك عددا من الخطوات التي يجب أن تتخذ في موضوع سلسلة الرتب ابرزها وجوب الا يمس موضوع التمويل بالحركة الاقتصادية ولا يؤثر على النمو لانه حينئذ يؤثر على فرص العمل وضرورة التواصل مع كل الهيئات الدولية لكي يشرحوا لها ويستشيروها بهذا الموضوع، معتبرا ان المهم هو ان يكون هناك ضبط للتضخم.

في موازاة ذلك، كشف وزير الدولة بانوس مانجيان لـ"الجمهورية" ان مجلس الوزراء تفاهم على تأجيل ملف سلسلة الرتب والرواتب لمدة ثلاثة اسابيع على الاقل بانتظار تمرير اصدار اليوروبوند، وان حاكم مصرف لبنان اكتفى بتقديم شرح عن الوضع المالي والاقتصادي العام في البلد، مؤكدا ان الخزينة اللبنانية مقبلة على استحقاقات مهمّة في الايام القادمة، مقدما معادلة صغيرة على سبيل المثال، تفيد بأن ارتفاع الفائدة على السندات السيادية بنقطة مئوية واحدة، كفيل بزيادة الدين العام بقيمة 560 مليون دولار سنويا.

واشار مانجيان الى ان الاقتراح الوحيد الذي قدمه حاكم مصرف لبنان كان تقسيط السلسلة لمدة 5 سنوات، على ان يعود القرار الى مجلس الوزراء. لافتا الى انه عند فتح المجال لطرح الاسئلة خلال الجلسة، لم يرغب رئيس الجمهورية بأن يتخذ سلامة اي موقف تجنبا لعدم دخول حاكم مصرف لبنان في اي متاهات مالية مرتبطة بموضوع السلسلة كون موقعه لا يخوّله ذلك
  

السابق
الأخبار: الراعي وعون يتفقان على نوايا للحل
التالي
الحياة: ميقاتي قال انه يتفهم الصرخة في شأن عدم احالة سلسلة الرتب والرواتب