“حزب الله” لن يعطي “14 آذار”.. ما تعجز عن أخذه

كتب نبيل هيثم في "السفير":
منذ اغتيال اللواء وسام الحسن، لا تهدأ حركة السفراء باتجاه "حزب الله"، والمطلوب الإجابة عن سؤالين: من هو بتقديركم صاحب المصلحة في قتل الحسن، وما هي فرص تغيير حكومة نجيب ميقاتي؟.. لم يكن السفراء يسعون من خلال السؤال الأول الى معرفة الفاعل في جريمة معقدة طالت شخصا كان على تماس مع مجموعة من القضايا والملفات والتقاطعات بقدر ما كانوا يريدون تأكيد المؤكد بالنسبة اليهم، أي الاتهام الحصري للنظام السوري، ولقد أفلت ذلك من لسان سفير غربي سأل قياديا كبيرا في "حزب الله": أليس النظام السوري هو من قتل الحسن؟.. أما السؤال الثاني، حول احتمالات التغيير الحكومي من دون المس بالاستقرار، فقد أجاب عنه معنيون في "حزب الله" على الشكل الآتي: ـ ان العقل السياسي لفريق المعارضة يتصرف بطريقة عشائرية ثأرية ردا على إسقاط حكومة سعد الحريري، من دون الالتفات الى التبعات والعواقب، لا بل ان العشائر تكون محكومة بضوابط وعادات وتقاليد يفتقدها هذا الفريق في سلوكه الانتقامي.. ـ تخطئ المعارضة عندما تقول انه لم تعد هناك إمكانية لاستمرار الحكومة، بالعكس الإمكانية موجودة بدليل أنها مستمرة ومكوناتها ملتفة حولها، ورئيسها بكل ثقة باق على رأسها متصديا لمسؤولياته. ـ هل من عاقل يعتقد أن "حزب الله" وشركاءه في الحكومة، سيستجيبون لرغبة المعارضة ويسقطون حكومتهم ويقدمون السلطة مجانا وعلى طبق من ذهب للآخرين. ليس واردا ان نعطي المعارضة ما لا تملكه، وتستطيع رفع الصوت قدر ما تشاء فهي تعرف أننا في هذا المجال لسنا "كاريتاس" أو جمعية خيرية..

السابق
الرئيس الاسد: أنا من صنع سوريا وعلىّ أن أعيش وأموت في سوريا
التالي
فوز أوباما.. لبنانياً!

حزب الله لن يعطي 14 آذار ما تعجز عن أخذه

منذ اغتيال اللواء وسام الحسن، لا تهدأ حركة السفراء باتجاه «حزب الله»، والمطلوب الإجابة عن سؤالين: من هو بتقديركم صاحب المصلحة في قتل الحسن، وما هي فرص تغيير حكومة نجيب ميقاتي؟
الملاحظ في حركة السفراء، كما يقول «الحزبيون»، أنها تنطلق من خلفية التعاطف السياسي مع حلفائهم في لبنان، وهذا ما لا يخفونه، إلا أنهم يقرأون الحقائق بموضوعية وبرودة من دون المبالغة في طرح فرضيات أقرب ما تكون الى التمنيات على جاري عادة بعض الحلفاء اللبنانيين، وهم يبررون لهؤلاء انفعالهم اثر اغتيال الحسن، لاستشعارهم بفقدانهم مظلة الامان التي كان يشكلها الحسن. ويرى السفراء انه من الخطأ الاعتقاد ان «14 آذار» فقدت قاعدتها الجماهيرية، إلا ان ذلك لا ينفي «الإحباط الجماهيري» الذي أصابها جراء الضربة التي تلقتها، ومن هنا جاء إلحاح السفراء الفرنسي، الالماني، الدنماركي، النروجي، والروماني وغيرهم على طرح السؤال: «من قتل وسام الحسن؟».
لم يكن السفراء يسعون من خلال السؤال الأول الى معرفة الفاعل في جريمة معقدة طالت شخصا كان على تماس مع مجموعة من القضايا والملفات والتقاطعات بقدر ما كانوا يريدون تأكيد المؤكد بالنسبة اليهم، أي الاتهام الحصري للنظام السوري، ولقد أفلت ذلك من لسان سفير غربي سأل قياديا كبيرا في «حزب الله»: أليس النظام السوري هو من قتل الحسن؟ فرد القيادي الحزبي: «ولماذا هو وليس غيره. أنتم تعرفون أن السوريين مشغولون بأنفسهم، وأولويتهم هي وضعهم الداخلي الدقيق، ولذلك فأنا أحيلك على الجواب العاقل الذي ورد على لسان اللواء أشرف ريفي الذي تحدث عن مجموعة فرضيات واحتمالات أمنية وسياسية ولم يحصر الاتهام في اتجاه واحد».
أما السؤال الثاني، حول احتمالات التغيير الحكومي من دون المس بالاستقرار، فقد أجاب عنه معنيون في «حزب الله» على الشكل الآتي:
ـ ان العقل السياسي لفريق المعارضة يتصرف بطريقة عشائرية ثأرية ردا على إسقاط حكومة سعد الحريري، من دون الالتفات الى التبعات والعواقب، لا بل ان العشائر تكون محكومة بضوابط وعادات وتقاليد يفتقدها هذا الفريق في سلوكه الانتقامي.
ـ نحن أكثر طرف في لبنان يريد الاستقرار في هذا البلد وعدم الوصول الى فراغ حكومي لقناعتنا بأن وجود الحكومة القائمة بصرف النظر عن إنتاجيتها، يشكل الضابط الوحيد لهذا الاستقرار. كما أننا ندرك ان خوف الدول على استقرار لبنان تمليه مصالحها.
ـ ان المعارضة وفي مقدمها «تيار المستقبل»، هي التي أوصلت البلد الى هذا الانقسام الحاد، وهي تواجه اليوم مأزق شعاراتها ومن يتولى إنزالها عن شجرة السقوف العالية التي بلغتها.
ـ لم تستفد المعارضة من فترة خروجها من السلطة، وتصر على تكرار الخطأ الكبير نفسه بإصرارها على الأحادية والفوقية السياسية، فهي تطلب تغيير الحكومة وفق مشيئتها ونقطة على السطر، ولا تطرح أية صيغة مساكنة مع الشركاء في الوطن، لكي يقبل هؤلاء الشركاء معها اولا فكرة التغيير قبل الانتقال الى الخطوات التالية.
ـ تستطيع المعارضة أن تطرح ما تشاء، ولكن نحن من جهتنا ومن حيث المبدأ متمسكون ببقاء الحكومة الحالية، خاصة أن الموازين التي حكمت تأليفها ما زالت قائمة.
ـ تخطئ المعارضة عندما تقول انه لم تعد هناك إمكانية لاستمرار الحكومة، بالعكس الإمكانية موجودة بدليل أنها مستمرة ومكوناتها ملتفة حولها، ورئيسها بكل ثقة باق على رأسها متصديا لمسؤولياته.
ـ هل من عاقل يعتقد أن «حزب الله» وشركاءه في الحكومة، سيستجيبون لرغبة المعارضة ويسقطون حكومتهم ويقدمون السلطة مجانا وعلى طبق من ذهب للآخرين. ليس واردا ان نعطي المعارضة ما لا تملكه، وتستطيع رفع الصوت قدر ما تشاء فهي تعرف أننا في هذا المجال لسنا «كاريتاس» أو جمعية خيرية.
ـ لو كانت المعارضة تملك القدرة على إسقاط الحكومة وحدها، فهل كانت طالبت بإسقاطها أصلا، وهل كانت استشارت أحدا أو هل كانت تأخرت عن المبادرة الى إسقاطها في اللحظة التي تريدها؟
ـ نحن ندرك أن المعارضة تنام على «طبة الستين»، وما مقاطعتها الحكومية والمجلسية إلا في سبيل جعل قانون الستين أمرا واقعا لا مفر منه. إلا ان هناك فكرة جدية يتداولها خصوم المعارضة تستبعد إجراء الانتخابات النيابية في ظل قانون الستين، وفي هذه الحالة ليس أمام البلد آنذاك إلا الدخول في فراغ حكومي ومجلسي ربما ينسحب لاحقا على انتخابات رئاسة الجمهورية.

السابق
بوتين يتباحث مع بيريز في موسكو
التالي
لديكم طائرات هليكوبتر ولدينا حمام زاجل