الرئيس نجيب ميقاتي..محبوس


رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "محبوس"، يقول قريبون منه، وسجّانه هو "حزب الله". إذ أنه يتمسك باستمرار الحكومة الحالية، ولا ينظر بأي تفهّم الى نيّة ميقاتي التخلي عن الحكم اذا وجِدت. ويتمسك ايضاً بمواقفه الاساسية من القضايا الشائكة التي يختلف عليها اللبنانيون. ويتمسك ثالثاً بتحالفاته السياسية داخل الحكومة وخارجها وإن أدى ذلك الى تعطيل عمل الحكومة بل انتاجيتها، فهو يتغاضى عن تمسّك حلفاء له مثل "التيار الوطني الحر" بمواقف من قضايا داخلية متنوعة بعضها اقتصادي ومعيشي، وبعضها الآخر اتصالاتي – أمني، يرى فيها رئيس الحكومة تناقضاً مع مواقفه، واستفزازاً لشارعه وطائفته، وتعطيلاً لدوره. ثم يتدخّل لإصلاح البين بين المختلفين، ويقدم صيغة لذلك تتضمن تراجعاً شكلياً لحليفه. وكي يُسهِّل "حزب الله" على الرئيس ميقاتي "تجرُّع" "صيغته"، فانه يوافق احياناً على قرارات حكومية تبدو ظاهراً انها تمس مصالحه ومشروعه وتحالفاته، لكنها في الحقيقة لا تشكّل أي تحدٍ لسلطته المتنوعة. كيف يمكن "تخليص" الرئيس نجيب ميقاتي من "الحبس" الذي هو فيه؟ يجيب القريبون منه انفسهم بتقديم "حزب الله" تنازلات في المواقف من قضايا عدة تهمّ اللبنانيين حياتياً واجتماعياً واقتصادياً وأمنياً ووطنياً، وبتمكين الحكومة الحالية من استعادة ثقة الناس، أو بتأليف حكومة جديدة يشترك فيها كل اطراف الحياة السياسية بل الحرب السياسية في لبنان..

السابق
هيئة النفط فجأة بسحر المحاصصة
التالي
الرئيس الاسد: أنا من صنع سوريا وعلىّ أن أعيش وأموت في سوريا