للعودة عن القطيعة

هل يبادر مقاطعو جلسات الحوار الوطني والمجلس النيابي الى الخروج من دائرة القطيعة والمقاطعة للمساهمة في توظيف النتائج المعنوية والمردود الايجابي لزيارة الرئيس الفرنسي التاريخية الى لبنان. كي لا تضيع هذه النتائج في استمرار التجاذبات السياسية وملاحقها الاعلامية وخسائرها الاقتصادية بين ارباب تلك التجاذبات، وكي لا يتصف الافرقاء المتنازعون بصناعة الخلاف الدائم، وتعطيل فرص الاصدقاء والاشقاء الهادفة الى مساعدتهم في تذليل عقبات وازالة تحفظات، والإنعتاق من مراهنات تعرقل العودة الى طاولة الحوار وقبّة البرلمان، للمناقشة والتداول الديمقراطي في كل ما يؤدي الى التفاهم حول السبل الكفيلة بإنهاء الخلافات القائمة، والبدء في سياسة الانفتاح على الحلول الناجحة على هذا الصعيد، عوضاً عن البقاء في دائرة الخلافات الدائمة والحلول الضائعة.
من هنا، تشكل القمة اللبنانية – الفرنسية العاجلة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس الفرنسي هولاند، فرصة ثمينة لتشجيع ودفع الافرقاء اللبنانيين الى استئناف جلسات الحوار على خلفية اعلان بعبدا (1) واعلان بعبدا (2) حفاظاً على الوقت من الهدر في لعبة الشروط المتبادلة، وعلى الزخم الفرنسي الداعم لهذا الحوار. واعادة الروح الى عمل المؤسسات الدستورية، وحماية لبنان من تداعيات الحرائق السورية والتوترات الاقليمية.
وفي هذا الشأن قال الرئيس سليمان: «تم التأكيد في هذا المجال على اهمية استمرار عمل مؤسسات الدولة، وواجب العودة الى لغة الحوار ونهج الاعتدال، وكذلك الإلتزام الدقيق من جميع الاطراف، الداخلين والخارجين، ببنود وروح «اعلان بعبدا» الذي أقرّته هيئة الحوار الوطني، لتمكين لبنان من تمتين وحدته الوطنية، وتحييد نفسه عن التداعيات السلبية الممكنة للأزمات الاقليمية القائمة. وحول الوضع السوري.
وأكد «حرص لبنان على تجنّب التداعيات السلبية للأزمة القائمة في هذا البلد الشقيق، مع الاعراب عن الأمل في ان يتمكّن السوريون من تحقيق ما يريدون لأنفسهم من اصلاح وديمقراطية حقة، بعيداً من أي شكل من اشكال العنف الذي بلغ درجات مفجعة، ومن أي تدخل عسكري اجنبي.
وتدليلاً على عمق العلاقات اللبنانية – السورية قال الرئيس هولاند مخاطباً الرئيس سليمان: نحن متمسكون في هذا الظرف الدقيق، الذي تعرف فيه سوريا حالة حرب، ان نعطي كل الضمانات لأمن لبنان واستقراره، كيف يمكن تجسيد عمق الروابط التي تجمعنا وتأكيد هذه الارادة؟ أولاً من خلال وجود قوات فرنسية عاملة ضمن اطار قوات حفظ السلام في جنوب لبنان Unifel، والتي تضمن السلام في هذه المنطقة.
وفي المعادلة، أليس جديراً بالأفرقاء اللبنانيين المتنازعين وواجباً وطنياً عليهم، ان يجاروا غيرتهم على لبنان بالقدر الذي يجاري فيه الفرنسيون مصلحة لبنان.

السابق
المجلس الوطني يقترح تشكيل حكومة انتقالية معترف بها دوليا
التالي
الشرق الأوسط بين قيم أميركا ومصالحها