سليمان والابراهيمي: تلازم مأزقين

ما الذي يجمع بين الرئيس ميشال سليمان والممثل الخاص المشترك الأخضر الابراهيمي، وإن كان الفارق كبيراً بين موقعيهما؟ شيء واحد له ثلاثة أبعاد: أولها كثافة الدعم العربي والدولي الضاغط على المشهد الداخلي لجهود كل منهما في مهمة صعبة هي ترتيب حوار للخروج من مأزق. وثانيها ان المأزق السياسي اللبناني الذي عنوانه تغيير أو بقاء الحكومة وتعقيداته أعمق منها، مرتبط بالمأزق العسكري في سوريا الذي عنوانه تغيير أو بقاء النظام وامتداداته تتخطى سوريا الى صراع جيوسياسي إقليمي ودولي على اعادة تشكيل الشرق الأوسط. وثالثها ان طريق الحوار مقطوع بالحواجز من بدايته، ولا ضمان، ولو أزيلت الحواجز، للتوصل في نهايته الى حل.
ذلك أن الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الابراهيمي يرى في حديث نشرته الحياة أن الحال في سوريا كارثة عظمى ليس لها حل عسكري بل حل سياسي سريع وإلا ذهب البلد الى الصوملة. لكنه يواجه استعصاء من جانبين في الحل السياسي الذي يقول إن إعلان جنيف وصفة جيدة له لأن الحاجة الى تغيير حقيقي وشامل بعدما فات وقت الاصلاح.

بداية الاستعصاء الداخلي، في رأيه، هي الخلاف على توصيف الوضع بين النظام الذي يرى مؤامرة خارجية بأدوات ارهابية وبين المعارضة التي ترى ثورة شعبية من أجل الحرية. وهي بالتالي ربط الحوار الذي يكثر الكلام عليه بشرطين متناقضين: لا حوار قبل هزيمة المؤامرة والمجموعات الارهابية، كما يقول النظام. ولا حوار قبل رحيل الرئيس بشار الأسد، كما يقول المعارضون. وعقدة الاستعصاء الخارجي هي صعوبة تجسير الهوة بين الاجتهاد الروسي والاجتهاد الغربي في تفسير اعلان جنيف وخصوصاً لجهة بقاء أو رحيل الرئيس.
والرئيس ميشال سليمان يواجه استعصاء داخلياً له أبعاد إقليمية، وسط حرص دولي على تحضير البديل من الحكومة قبل الاستقالة، تحت عنوان الخوف على الاستقرار ومن الفراغ. فلا حوار قبل استقالة الحكومة، كما تقول قوى ١٤ آذار. ولا بحث في الحكومة إلا بالتفاهم في الحوار، كما يقول الوسطيون. ولا مبرر لاستقالة الحكومة، كما تقول قوى ٨ آذار.
ومسلسل اللاءات يذهب الى ما هو أبعد. قوى ١٤ آذار تقول: لا لحكومة وحدة وطنية بين ما تسميه القاتل والقتيل. وقوى ٨ آذار تقول: لا لحكومة تكنوقراط حيادية بحجة أنه ليس في لبنان حياديون، وبداعي الحرص على الحكومة الحالية لإكمال الوظيفة المطلوبة منها ولها.
وقمة البؤس أن يصبح تأليف حكومة في لبنان في حاجة الى أمم متحدة وجامعة عربية فشلتا في وقف القتل في سوريا.

السابق
سياسة قم لأقعد مكانك
التالي
لقاء الاشتراكي ـ “حزب الله”:التعيينات و”السلسلة”