الشعب السوري وحيداً

لا يزال الاميركيون يطالبون المعارضة السورية بتوحيد صفوفها. وهو مطلب محق من حيث المبدأ. فجميع الذين يريدون مصلحة الشعب السوري يقولون بتوحيد المعارضة، ونحن معهم، لأنّ ذلك من شأنه أن يعزّز الثورة وربّما يقصّر زمن المعاناة.

ولكن شتّان بين الواقع والمرتجى. فالواقع الذي يفرض ذاته يفصح بصعوبة توحيد المعارضة التي انطلقت عفوية من رحم المعاناة الطويلة.

فالنظام لم يكن بالأحزاب والتنظيمات الشعبية الوطنية والحزبية… أمّا ما كان يُسمح به فمجرّد أدوات تابعة له، تأتمر بأوامره وتنفذها… ولم يكن هؤلاء مشاركين فعليّين في الحكم، بل مجرّد صورة وديكور.

أمّا الأحزاب الفعلية فضاقت السجون بقياداتها وكوادرها وعناصرها.

وكان النظام يرتكز الى جهازين: جهاز الأمن السياسي الذي لم يكن يسمح بأي عمل سياسي أو بقيام أي تنظيم أو حزب فعلي. وجهاز «فرع فلسطين» الذي كان يقمع المواطنين ويمارس عليهم طغيانه واستبداده.

وبعد، صحيح أنّ الأزمة السورية طالت. وصحيح أنّ الطريق لا يزال طويلاً… وصحيح أنّ دولاً كبرى ودولاً إقليمية تتذرّع بعدم توحّد الصف المعارض كي لا تقوم بواجبها تجاه الشعب السوري الذبيح. وكنا نتوقع ذلك من البداية، بأنّ هذا الشعب المناضل سيكون وحيداً في مواجهة نظام الظلم والقهر. ولكننا كنا وما زلنا مؤمنين بأنّ النصر للشعب، ولن يكون ذلك بعيداً.

السابق
أوباما رجل السلام!
التالي
اطلاق نيران سورية على سيارة اسرائيلية