أرضي ـ 6.. المعروضات تنوّعت بين المونة والمنتوجات الزراعية والحرفية

مرّةً جديدة، تتزاحم الأنفس المشتاقة إلى روح القرية ومنتوجاتها، وإلى ذلك العبق المفعم برائحة التراب، ونكهة القمح وأريج النباتات العطريّة، وحدّة طعم الزعتر الأسمر، وأشغالٍ إن دلّت على شيء، إنّما تدلّ على إبداعٍ عتيق عتق هذه الأرض، وعرقٍ تخضّب بالعذابات على جبين ذات صباح ومساء، وعلى عشقٍ لا يمكن لأيّ احتلال أو عدوان، ولأيّ ظروف معيشية قاهرة، أن يفرّقوا بين طرفيه: الإنسان والأرض.
مرّةً جديدة تفتح ضاحية بيروت الجنوبية ذراعيها استقبالاً للضيوف، ضيوف آتون من المناطق اللبنانية كافة، مدناً وبلدات وقرى وحتّى دساكر، في معرضٍ يتجدّد كلّ عام، حتى أضحى اسمه سوقاً سنويّة، ينتظرها اللبنانيون لا سيما سكّان بيروت وضاحيتها الجنوبية دائماً.
«أرضي ـ 6»، وللموعد نكهة خاصة، تكاد لا تبدأ بخبز التنّور الشهيّ الطازج، ولا تنتهي بخزفٍ وقشٍّ وبعضٍ من الصوف. فمع كلّ صباح تشرق فيه الشمس على أيّامات السوق، تبدأ الناس من كلّ حدبٍ وصوب بالتوافد لرؤية ما جمعته السوق هذا العام من إبداعات بلدية وحِرفية.
آلاف الأشخاص من مختلف الأعمار انتظروا بلهفة على مدى عام افتتاح السوق، زاروا مختلف أقسامه وجالوا فيها معبّرين عن فرحتهم وفخرهم بهذا النشاط الذي يلبّي احتياجاتهم من مونة بلدية، ويملأ منازلهم بالتحف والزينة الحرفية.«البناء»، وككلّ عام، زارت سوق «أرضي»، وجالت بين أقسامه وأجنحته التي احتوت سلعاً مختلفة، تنوّعت بين المنتوجات البلدية كالمونة والمكدوس والكشك واللبنة والجبنة والبهارات والتوابل، وبين الحِرف كالخزفيات والرسم على الزجاج والحليّ والتطريز وأشغال الصوف، والمكانس والكراسي الخشبية

السابق
الإدمان على الإنترنت مرض عقلي
التالي
معاناة محامو النبطية في قصر العدل