“توافق” أم تعديل أم حياد.. أم تصريف أعمال؟

يبدو سليمان مطمئناً الى ان هيئة الحوار الوطني ستجتمع في قصر بعبدا في الموعد الذي حدده لها. ويبدو ان البند الوحيد الذي سيكون هي جدول أعمال اجتماعها هو الوضع الحكومي. ويعرف الجميع ان استقالة الحكومة الحالية وتأليف اخرى هو مطلب أساسي لفريق 14 آذار. هل يثمر اجتماع "هيئة الحوار" حكومة جديدة قادرة على محاولة معالجة القضايا الصعبة التي يواجهها لبنان اليوم في كل المجالات؟ يجيب العارفون بالقول اولاً ان الرئيس سليمان يعرف ان المناقشات بين المتحاورين ستكون صريحة وحادة ولذلك فانه سيستعمل ديبلوماسيته وهدوءه لفتح باب البحث عن حل جدي اي عن حكومة جديدة. ويجيبون بالقول ثانياً ان الحكومة التي سيسعى اليها الرئيس سليمان هي التي تضم فريقي 14 و8 آذار ومعهما الفريق الثالث اي الوسط الذي بدأ يكبر حجمه بسبب تمسّك الاثنين بسياسات ومواقف "تفرط" الدولة والبلاد. ويجيبون بالقول ثالثاً، ان حكومة سليمان اذا جازت تسميتها كذلك يفترض ان تتكون من ثلاثة "أثلاث". واحد لـ14 وآخر لـ8 وثالث للوسط. اما عدد أعضائها فقد يبقى 30 كما قد يخفض الى 24.. يعتقد سياسيون مخضرمون ان تعديل الحكومة الحالية قد يكون مخرجاً، لكن نظرياً فقط. اذ لا يكون حكيماً وواعياً من يظن ان 14 آذار ستقبله، والاسباب كثيرة. الا ان جهات أخرى تفضل استقالة الحكومة الحالية رغم معرفتها باستحالة تأليف حكومة جديدة، ولا تمانع في مرحلة تصريف اعمال حكومية طويلة، رغم ان اصدقاء لبنان في الخارج ومنهم اميركا يعتبرون ذلك مؤذياً للبلاد. هل يعني ذلك ان لبنان في مأزق؟ طبعاً، ولكن في مآزق كثيرة يقول العارفون.

السابق
رسالة سعودية فرنسية باستبعاد ميقاتي
التالي
هل هذه ثورة الشعب السوري للتغيير ام ثورة البلهاء والتدمير؟