النسخة العاشرة لـ«بلوم بيروت ماراتون» الأحد المقبل

بين النسخة الأولى في العام 2003 والنسخة العاشرة الأحد المقبل، مرَّ «بلوم ماراتون بيروت» بمراحل غيرت المفهوم السائد لهوية الـ«ماراتون» الذي يقتصر فقط على الركض، وأضافت إليه المفهوم الاجتماعي والخيري والإنساني، وجعلت منه بوابة كبيرة ينطلق منها عشرات آلاف اللبنانيين في بوتقة واحدة بعيدة عن طوائفهم وأحزابهم السياسية وهمومهم الاقتصادية، يبحثون عن فسحة أمل لساعات قليلة تعيد لهم حقوقهم بالعيش المشترك.
ففي النسخة الأولى 2003، غامر نحو 6 آلاف مشارك ومشاركة، بينهم بعض الأجانب، في تجربة جديدة عليهم وكم كانت فرحتهم كبيرة بعدما قضوا ساعات ممتعة دفعتهم إلى ترقب النسخة الثانية. وسنة بعد سنة، ورغم الأحداث والظروف الأليمة التي مرت على لبنان، واصل «ماراتون بيروت» مسيرته التصاعدية إلى أن وصل إلى مرتبة عالمية بنيلة «الوسام البرونزي»، مع تحقيق أرقام قياسية حيث تخطى عدد المشاركين في نسخة الأحد المقبل الـ33 ألف مشارك ومشاركة من 96 دولة، إلى اتساع رقعة المشاركة في السباقات الفرعية لتشمل الجامعات والعائلات والجمعيات الخيرية عبر شراكات قامت بها منظمة السباق «جمعية بيروت ماراتون».
رئيسة الجمعية السيدة مي الخليل، التي ناضلت كثيراً إلى وصول «مارتون بيروت» إلى ما وصل إليه، وقدّمت تضحيات كبيرة على حساب صحتها وعائلتها ومالها، تعيش مع فريق عمل الجمعية، في الأيام القليلة التي تسبق موعد السباق لحظات ترقب مثيرة للخروج بسباق ناجح على الأصعدة كافة تعزز مكانته المحلية والعربية والعالمية، لكسب مزيد من الثقة، ولوضع خطط جديدة توصل السباق إلى «الوسام الفضي».
تقول الخليل لنا عن النسخة العاشرة:«رغم الأوضاع المستجدة التي نتجت عن اغتيال الشهيد اللواء وسام الحسن وما رافقها من اضطراب أمني وسياسي واقتصادي، فأن عدد المشاركين تجاوز ما كنا نتوقعه، فبعدما اقفل باب التسجيل رسمياً على أرقام قياسية بلغت 33370 مشاركاً ومشاركة من 96 دولة، تلقينا 3 آلاف طلب لم نستطع ضمها إلى العدد الرسمي لأسباب فنية و«لوجستية»، ما يؤكد بأن «بلوم بيروت ماراتون» لم يعد مجرد حدث عابر، بل بات مكوناً أساسياً من مكونات لبنان الرياضية والسياحية والترفيهية والخيرية».
عن الأسباب التي أدت إلى ارتفاع رقعة المشاركة، تقول الخليل: «بداية، نجحنا بزرع الثقة عند كل المشاركين اللبنانيين والعرب والأجانب بالـ«ماراتون»، وبالتالي فتحنا المجال لتعزيز ثقافة الركض عند المجتمع وفتحنا الأبواب أمام المشاركين لكي يسيروا على درب البطولات وممارسة الركض بجدية طوال العام وليس استعداداً للسباق فقط، حيث توجهنا إلى المناطق ونظمنا فيها سباقات «غران بري» فرعية تحت شعار «بدنا نجمع الألف»، واكتشفنا العشرات من المواهب التي تبشر بمستقبل زاهر وهي تعلقت بالركض وواصلت تدريباتها، ناهيك عن الشراكة التي قمنا بها مع 17 جامعة لبنانية والتي أسفرت عن انخراط مئات الطلاب والطالبات بممارسة الركض، من دون أن ننسى الجمعيات الخيرية التي ارتفعت مشاركاتها بشكل ملحوظ، ما انعكس ايجابا على هذه الجمعيات رياضياً ومادياً، حيث خصصنا نسبة مئوية من رسوم التسجيل تذهب إلى هذه الجمعيات لتساهم في رفع موازانتها المادية وتزيد من قدرتها على تقديم المساعدات الخيرية».

السابق
الحداثوي المهزوم
التالي
واشنطن: تشكيل مجلس معارضة قرار سوري أولاً.