مدخلان لاسقاط التطرف

لا شك في أنّ كلام وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مهم جداً حول مخاوفها من نمو دور ما تقول إنّه منظمات إسلامية متطرفة في الثورة السورية خصوصاً أنّ صورة الحادي عشر من ايلول ارتسمت في العالم كله مفادها أنّ الإسلام أصبح دين التطرّف!

وهنا لا بد من استقراء التاريخ، إذ يجب أن نعود الى العام 1948 عندما اغتصب اليهود أرض فلسطين ورموا أهلها خارج حدودها، وصادروا أرزاقهم وممتلكاتهم وحلّوا محلهم في منازلهم.

منذ 1948 حتى اليوم آلاف القرارات اتخذت في الأمم المتحدة ولم ينفذ منها أي قرار.

وبعد 1948 ارتكبت إسرائيل وبريطانيا وفرنسا العدوان الثلاثي (1956) على مصر.

يومها تدخلت أميركا برئاسة أيزنهاور، وأجبرت تل أبيب ولندن وباريس على الإنسحاب من دون تحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية.

ثم جاءت حرب أو نكسة 1967 حيث لم تكتفِ إسرائيل بالأراضي التي كانت قد اغتصبتها من فلسطين، بل احتلت الضفة الغربية أيضاً والقدس الشرقية وقطاع غزة وكذلك الجولان السوري وسيناء المصرية.

عام 1973 شنّت مصر وسوريا الحرب على إسرائيل وبعد نشوبها حظيتا بمساعدة قوات من الأردن والسعودية والمغرب والعراق والجزائر.

وعلى الرغم من التنازل غير المسبوق الذي قدّمه الرئيس المصري آنذاك أنور السادات، الذي أضاع الإنتصار، وهبط في إسرائيل وخطب أمام الكنيست الاسرائيلي.. وأدّت هذه التنازلات الى اتفاق «كامب دايڤيد» 1978… وعلى الرغم من التنازل عن قسم كبير من فلسطين انتظر السادات 5 سنوات حتى توصل الى إبرام اتفاق هو في مصلحة العدو الاسرائيلي بالكامل.

ولاحقاً «اتفاق وادي عربة» ثم اتفاق «أوسلو» (مع منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات).

ومع ذلك، لا يزال الظلم لاحقاً بالشعب الفلسطيني.

هذه الوقائع تدفعنا الى القول إنّ الشعوب العربية فقدت أملها وثقتها في حكامها ولجأت الى ظلال الدين فتعاظمت بعض الحركات السلفية والأصولية والتيارات المتطرفة كـ»القاعدة»… وكلها نشأت لسببين: فلسطين أولاً كونها قضية تمس مشاعر كل عربي ومسلم، وأيضاً بسبب الحال الاجتماعية: الفقر المستشري في صفوف الناس.

نعود الى «القاعدة» التي كان الهدف من تعزيز دورها محاربة «الالحاد» وتحرير أفغانستان من الاحتلال السوڤياتي… وذلك كله بمساعدة الولايات المتحدة الأميركية التي عادت فاتفقت مع موسكو وتخلت عن تلك الجماعات التي اتجهت الى التطرّف.

وإذا رجعنا الى بن لادن وأيمن الظواهري سنجد أنّ النقطة الأولى التي ينطلقون منها هي فلسطين.

لذلك، نقول بكل صراحة ووضوح: إذا كانت الدول العظمى تريد المساعدة على حل قضية ما يُسمّى التطرّف الديني فعليها أولاً أن تساعد في حل حقيقي دائم وعادل للقضية الفلسطينية، وثانياً أن تترك الديموقراطية تحكم العالم ، لأنّ بالديموقراطية وحدها يُقضى على التطرّف من أي جهة كان.

السابق
ماذا أولاً يا ثوّار الأرز ؟!
التالي
الكتيبة الكوريّة تقدّم معاينات طبّية إلى الجنوبيين وهبة إلى الصليب الأحمر