6 ايام فاصلة

ستة أيام باقية وتُـجرى الانتخابات الرئاسية الأميركية التي يكاد الزمن، في العالم كله، يتوقف على إجرائها.

ولكن هناك قضايا ملحّة كُتب عليها الانتظار الثقيل على الرغم من أنها تتسبّب بمعاناة كبيرة، مثل قضية ذبح الشعب السوري، في عملية منهجية لا يتوقف النظام عن تنفيذها بتصاعد مذهل، لدرجة أنّه توصل الى أن يستخدم الطائرات الحربية في قصف الشعب وتدمير المدن والقرى.

والناس الذين يستعجلون الانتخابات الأميركية محقون، لأنّ من يده في الماء ليس مثل من يده في النار، والسوريون أيديهم في النار، ومع ذلك ينتظرون من دون أن يوقفوا نضالهم.

ولا شك في أنّ النظام استفاد نحو سنة كاملة من دخول الولايات المتحدة في «موسم» الانتخابات. وهذه حقيقة معروفة، إذ عندما يحل «الزمن الانتخابي» ينتقل انشغال الإدارة الأميركية كلياً الى الداخل، ويقل، إن لم نقل ينتفي الاهتمام بالخارج إلاّ لماماً. وتوافق ذلك مع الركود الاقتصادي في أوروبا، إضافة الى الأزمات المالية الكبرى في «القارة العجوز» بدءاً باليونان مروراً بإسبانيا، ما استغرق وقتاً طويلاً لإيجاد مخارج لمواجهة هذه الأزمة.

أمّا في تركيا فقد نجح رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان وفريقه في الملف الاقتصادي… وليس التفريط في هذا الملف بالأمر اليسير، ذلك أنّ أي حرب قد تطيح الإزدهار وتؤثر سلباً في الاقتصاد.

وأمّا مصر فنعرف حالها.

تبقى المملكة العربية السعودية وسائر دول الخليج المعروفة بأنّ إمكاناتها مالية وليست عسكرية… وبالتالي قدرة حراكها محكومة بقرارات يتخذها المعسكر الغربي، باعتبار تعذّر صدور تلك القرارات عن مجلس الأمن في ضوء الڤيتو الروسي – الصيني.

لذلك، نقول: إنّها 6 أيام حاسمة ومن بعدها يكون مصير النظام السوري على المحك.

السابق
والعربي موعود بالإعصار
التالي
من طبائع الالتباس الى تحديات الوضوح