ساندي ضرب عقولنا

إعصار «ساندي» يضرب بقوة الساحل الشرقي من اميركا، وفي الوقت نفسه يضرب بقوة أكبر، عقل الرجل الشرقي المسلم القابع في الشرق الاوسط، والذي مازال يعيش احلام نزول الملائكة لدعمه والقتال معه ضد الكفار، بدلا من ان يعد نفسه وابناءه لحياة افضل.

حال الاعصار ضربت عقول الذين مازالوا يعيشون خارج التاريخ، ويتحدثون بطريقة الاسلاف، ويفكرون كأهل الكهف بعد ان ناموا ألف عام ويزيد، يحللون الوضع الكارثي في اميركا وفقا لنظرية العقاب الإلهي، قرروا ان العقاب يصيب مدينة كاملة فاسدة، وان كان فيها من الصالحين والمسلمين، لان مجرد وجودهم جريمة يجب ان يعاقبوا عليها من قبل الارادة الالهية!
تسأله، والفقراء الذين لا ذنب لهم؟ يرد عليك بكل ثقة، كل من يحمل الجنسية الاميركية مشارك في جرائمها، ويستحق العقاب الالهي، وتشكره على تجرده الفكري وايمانه القوي، ثم تجده في طابور الحالمين بحمل الجنسية الاميركية، حاله من حال كل اعداء الامبريالية!

مولانا الشيخ، تحول الى ساعي بريد، يعرف ان كانت الكارثة بلاء من الله او عقابا، ويعرف الهدف ايضا من الكارثة الطبيعية، يقول لك بكل ثقة، لان اميركا اصابها الغرور بقوتها، وتجبرت، ولهذا ارسل الله لها هذا الاعصار حتى تتعلم، وتتأدب، وتعامل المسلمين باحترام… الاهم من ذلك ان هذا الاعصار كان ردا على انتاجهم الفيلم المسيء للرسول… وتتأكد بالفعل ان «ساندي» دمر عقولنا اكثر مما دمر في اميركا!

ويا له من عقاب هذا الذي اصاب الاميركان، الذي كان فيها عدد القتلى، اقل من عدد قتلى حادثة باص روتينية في بلاد المسلمين، ففي بلاد الكفر بفضل علومهم استعدوا للاعصار، بينما في بلاد المسلمين قليل من رذاذ المطر كافية لان تغرق مدينة كاملة، ويموت الالاف، بفضل الفساد والمفسدين!

الاعصار أكمل مسيره، وارتفعت دعوات اهل الكويت، يرددون «اللهم احفظ طلبتنا الكويتيين» وكأنهم «دافعين من جيبهم» وهو يدعون الله بالرحمة والنجاة، ولهذا اكتفوا بالطلب من الله ان ينجي الكويتيين فقط!
افرحوا، سيغرق الكفرة بالماء كما طوفان نوح، ونحن نكتفي بالغرق في جهلنا!

السابق
كلينتون تطعن بتمثيل المجلس الوطني وتحذر من المتطرفين ..ولافروف ينذر الغرب
التالي
والعربي موعود بالإعصار