في ما يتعلق بجلسة مجلس الوزراء، فلم تغب عن مناقشاتها تعقيدات الأزمة السياسية، كما أن ئواح المحاصصة في التشكيلات الديبلوماسية عكرت على الحكومة "عرض العضلات" الذي أرادت أن تطل به في وجه معارضيها. فعلى رغم "استحسان" معظم الوزراء صدور التشكيلات الديبلوماسية الاولى من نوعها منذ ست سنوات، سارع وزراء "جبهة النضال الوطني" الثلاثة الى تسجيل تحفظهم عن هذه التعيينات التي حصلت من خارج الملاك وشملت خمسة سفراء معينين. ومع ان هذا التحفظ كان عن الشكل، فانه عكس اعتراضا على المضمون والتوقيت في تشكيلات تحمل محاصصة وتشكل تحديا واستفزازا للفريق الآخر المطالب برحيل الحكومة.
وعلمنا أن النقاش في شأن التعيينات الخمسة من خارج الملاك أخذ حيزا واسعا وطاول أسماء السفراء المعينين وهم الياس لبس المحسوب على "المردة" وانطونيو عنداري وخليل كرم المحسوبين على رئيس الجمهورية وخضر حلوة ومصطفى أديب مدير مكتب رئيس الحكومة المحسوبين على الرئيس ميقاتي. وسقطت أسماء كانت مرشحة بفعل هذا الخلاف.
كما أقر مجلس الوزراء جدول أعمال من 90 بندا من أبرزها نقل مبلغ بقيمة 100 مليون ليرة من احتياط سلفة الخزينة الى وزارة العدل لتغطية نفقات مترتبة جراء اعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
أما في الجانب المتعلق بالازمة السياسية، فأكد الرئيس سليمان في الجلسة انه "لم يجر استشارات نيابية في شأن تشكيل حكومة جديدة ولم يتم تجاوز الدستور، لكن بعض زواره طالبوا باسقاط الحكومة". وقال: "لا نقفل باب الحوار أمام أي طرح، غير ان الدور الذي سأقوم به ان كانت ستتغير الحكومة، وهذا الامر ليس مرفوضا، ليكن نحو الافضل أي الوحدة الوطنية". وأعرب عن أمله في "عقد الحوار دون ربطه بأي شرط آخر".
ورد ميقاتي بدوره على مطالبة المعارضة بإسقاط الحكومة قائلا: "نحن لسنا ممن يديرون ظهورهم لمطالب المعارضة اذا كانت محقة ومن هذا المنطلق أجدد دعوتي الصادقة للجميع الى التلاقي والتفاهم على الخطوات التي تحفظ وطننا وتبعد عنه شبح الفراغ الذي يدفع البعض في اتجاهه".
