عيد الاضحى .. خجول وحزين وبلا عيد هذا العام

صباح العيد في لبنان لا يشبهه الكثير من الصباحات حيث يتم التحضير له قبل ايام تبدأ الأسرة في الاستعداد لاستقباله بتحضير متطلباته وتوفير مستلزماته من شراء ملابس العيد الجديدة للصغار والكبار، وتحضير العديد من انواع الحلويات الخاصة بالعيد كالمعمول وكعك العيد
هذه الصورة باتت مختلفة اليوم، ومظاهر الفرح باتت اقل بكثير، عجقة العيد ليست حاضرة هذه السنة، في ظل الاضطرابات والازمات السياسية والامنية والاقتصادية التي عصفت بلبنان والمنطقة، عيد الأضحى الذي يحل غداً يبدو خجولاً يخبئ وجهه ومظاهره احتراماً للدم المراق، بعد انفجار الاشرفية واغتيال اللواء وسام الحسن، ومع انتشار اعداد القتلى في كل يوم في سوريا، صوّر القهر تظهر مندحرة امام الازمات المستعصية والصعبة القائمة الآن.

نسي اللبنانيون العيد، بل لعلهم يتناسونه تحت وطأة هذا الضغط الداخلي والاقليمي والدولي الذي ينعكس اختناقاً على الناس العاديين الطيّبين، فارغي الجيوب، الذين ليست لهم فسحة سوى العطلة، فتراهم يستيقظون على صلاة العيد جماعة تقام في مساجد البلدات والحارات ولا يغيب عن طقوس عيد الاضحى لدى اللبنانيين زيارة القبور في صباح هذا اليوم والتصدق عن ارواح أمواتهم.
تغيرت الاوضاع وتطور انواع الاحتفالات بالاعياد كافة، فباتت الاقل كلفة، إلا أن قيم العيد النبيلة ما زالت تجمع المسلمين فلا ننسى التزاور في العيد و المباركة بقدومه بين الاهل والاقارب والاصحاب ليظل العيد مبعثا على الفرحة وتهذيب النفس والاحساس بالآخرين والتكافل والتلاحم معهم. يبقى لفرحة العيد عند الاطفال حكاية ثانية فبهجة هذا اليوم لا تكتمل بدونهم فرحتهم تختصرها ثياب العيد والعيدية المميزة التي لا يرونها في باقي الايام وكيفية صرفها كما اضحت ألعاب العيد لا تقتصر على المراجيح و"اللُّقيطة " في ساحات القرى و الحدائق العامة إنما زيارة مدن الملاهي اماكن الترفيه الكثيرة.

يبقى للعيد فرحته، لكنه يأتي الاضحى غدا، لكنه هذه السنة مضمّخة بأريج الدم الزكي، اما الفرح فيشوبه الحزن، و"العنزوقة" ستفتقد روادها في حرج بيروت

السابق
الرجال والنساء متساوون في الخيانة
التالي
القدس على قائمة أهداف حزب الله