كفى هرطقة

يكاد لا يمر يوم واحد إلاّ وجماعة 8 آذار يتهمون جماعة 14 آذار بأنهم «صناعة أميركية».

ولو فرضنا صحة وجهة نظرهم هذه فكيف نفسّر الكلام الذي يقوله الاميركيون بأنهم مع استقرار البلد، ومع بقاء حكومة نجيب ميقاتي، علماً أنّ هذه الحكومة هي حكومة «حزب الله»؟

فكيف نفسّر هذه المعادلة غير المنطقية؟

كفى هرطقة.

وكفى تفسير الأمور حسب المصالح.

إنّ معظم اللبنانيين ضد هذه الحكومة للأسباب الآتية:

أولاً- فشلها على الصعيد الأمني: وها هي محاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع، ومحاولة اغتيال النائب بطرس حرب، واغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن خير دليل على الفشل الأمني الذريع.

ثانياً- على صعيد الكهرباء التي يعاني منها اللبنانيون من دون استثناء، فهي تجسّد فشلاً غير مسبوق على رغم كل الضجيج والقرقعة… فالناس يعانون ويلمسون الوضع على حقيقته.

ثالثاً- وفي الاتصالات، لم يسبق أن كان المتكلمون بواسطة الخلوي يواجهون مثل ما يعانونه اليوم، أقلّه لجهة قطع المخابرة الواحدة مرّات!

رابعاً- والأهم: بـ»فضل» هذه الحكومة وبـِ»فضل» مشاركة ممثل إيران فيها «حزب الله»، حذّرت دول الخليج العربي رعاياها من المجيء الى لبنان، فمرّ علينا أصعب موسم إصطياف في تاريخ لبنان السياحي.

خامساً- المالكون العرب يعرضون عقاراتهم المبنية وغير المبنية للبيع!

سادساً- النمو تدنّى من 8 نقط الى نقطة واحدة، وهو تدنٍ غير مسبوق، أيضاً، في لبنان حتى في زمن الحرب.

سابعاً- العقارات هبطت أسعارها نحو 30 في المئة. فهل ثمة دليل أكثر على فشل الحكومة؟

على كل حال: ليس المهم أن يأكل اللبنانيون أو لا يأكلون، وأن يشربوا أو لا يشربون، وأن يعملوا أو لا يعملون… لأنّ المهم في نظر جماعة 8 آذار أنّ «حزب الله» أمواله مؤمنة من إيران ودويلته اللاشرعية قائمة بذاتها…

فالمهم ما يريده «حزب الله»:

هو يريد حرباً فتكون الحرب، وعندما يريد أن يهادن إسرائيل تكون مهادنتها.

والمهم أن يشهر «حزب الله» المسدّس ويصوّبه الى رأس وليد جنبلاط… وأن يمارس نجيب ميقاتي فعل الخيانة فيجرّ معه الصفدي وأحمد كرامي، ليتم الإنقلاب فتنتقل الأكثرية التي جاءت بإرادة الناخبين من جانب الى جانب، لتقوم هذه الحكومة البدعة.

نقطة أخيرة: إنّ موقف أمين عام الأمم المتحدة والدول الكبرى لا يمكن تفسيره دعماً لحكومة ميقاتي… بل هو دعم مباشر للإستقرار في لبنان.

السابق
أكثر من 30 صاروخا تسقط في جنوب إسرائيل وإصابة 3 عمال أجانب
التالي
في الانتهازية ومراتبها