اغتيال اللواء الحسن والأبعاد الدولية

ثمة مفارقة غريبة في مقاربة خلفيات اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، وهي أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وضعا عملية الاغتيال في سياق الدور الذي اضطلع به اللواء الشهيد في كشف المخطط الذي ساهم فيه الوزير والنائب السابق ميشال سماحة. وبهذا التوصيف يكون أعلى مرجعين في السلطة التنفيذية في لبنان قد حددا الوجهة التي سيتخذها مسار التحقيق في القضية.

لم يعد سراً أنه بعد كشف عبوات الوزير والنائب السابق، جاء مَن يقول للواء الشهيد وسام الحسن أنكَ تجاوزتَ الخطوط الحُمر، لكنه كان يرد:
الخط الأحمر الوحيد هو أمن البلد، وعدا ذلك لا خطوط حمر، مع ذلك كانت التحذيرات تتلاحق فجاءه شخصٌ رفيع المسؤولية حسب مصادر مطلعة ونصحه بالسفر خارج لبنان لستة أشهر إلى حين استتباب الأوضاع أو على الأقل انقشاع الغيوم الداكنة في لبنان والمنطقة لكنه كان يبتسم لهذه النصائح، فهو يعرف صدق قائلها ومصداقيته لكنه كان يرى أن من المستحيل أن يغيب عن البلد كل هذه الفترة في ذروة الحاجة إليه.

غريبةٌ هي بعض المصادفات، ألم يتلقى الرئيس الشهيد رفيق الحريري النصائح ذاتها قبل اغتياله؟
ألم يُقَل له غادِر لبنان لشهور معدودة إلى حين انجلاء الصورة؟ ألم يكن يبتسم لناصحيه على رغم صدقهم ومصداقيتهم؟
غريبةٌ هي المصادفات في هذه الدنيا:
تشابه الظروف وتشابه النتائج وأخيراً تجاور الأضرحة!

لكن كما أن اغتيال الرئيس الشهيد قد أحدث زلزالاً، ليس على مستوى الوطن اللبناني فحسب بل على مستوى المنطقة ككل، فإن اغتيال اللواء الحسن بدأ بإحداث زلزال مشابه قد لا تظهر تداعياته سريعاً لمن مؤشراتها بدأت ولو على مستوى التحقيقات، وفي هذا السياق يصل وفد من مكتب التحقيقات الفدرالي إلى بيروت قريباً لتقديم مساعدة في مجال الأدلة الجنائية وغيرها من المجالات. وتأتي هذه المساعدات التي كشف عنها المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، إثر لقاء بين اللواء ريفي وبين مسؤولين أمنيين في السفارة الأميركية في بيروت تم خلاله الاتفاق على تقديم هذه المساعدة.
والمعروف أن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي روبرت مولر أجرى اتصالاً بريفي معزياً باستشهاد اللواء الحسن ومبدياً الاستعداد للمساعدة في التحقيقات.

دخول ال أف بي آي على الخط، لا يدع مجالاً للشك بأن عملية الاغتيال هي عملية دولية الأبعاد وهي ستنطلق من التحريض وصولاً إلى التنفيذ. وهنا لا بد من المقارنات أيضاً:
ألم يتعرَّض الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى التحريض قبل اغتياله ثم جاء الاغتيال.
ربما باشر المحققون اليوم، سواء منهم المحليون أم الدوليون، الى المقارنات ذاتها.

السابق
السفير: المعارضة إلى الانتحار السياسي: مقاطعة .. لمصالح الناس
التالي
ما هي خلفيّات الزيارة الديبلوماسية؟