ربع ساعة لاسقاط السرايا.. وقع ضحيتها نديم قطيش

اخرج لأن الشعب اللبناني لن يقبل باستمرار هذه الحكومة، يا ميقاتي الآن أنت المسؤول، الآن أنت المسؤول، الآن أنت المسؤول، واكمل الاعلامي نديم قطيش تحريضه طالبا من المتظاهرين ترديد شعار "يا شباب ويا صبايا يلا يلا عالسرايا"، وفي تلك اللحظة نسي الحاضرين سبب وجودهم، ودماء الشهيد اللواء وسام الحسن وسارعوا متجهين نحو السرايا الحكومي، دون ان يشاركوا في الدفن.
وعلى الفور، توجه العشرات من الحشود المشاركة، محاملين اعلام المستقبل والقوات والثورة السورية، وسارعوا الى محاولة اقتحام السرايا الحكومي للمطالبة باسقاط رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وتقديم استقالته.
هذا التصرف العفوي للشبان او ربما المفبرك لا يتحمل مسؤوليته هؤلاء، انما الحديث الاستفزازي للنائب فؤاد السنيورة الذي اتهم "ميقاتي بقتل الحسن"، ناهيا اي افق للحوار "قبل سقوط الحكومة". لا اعلم اين الرابط بين مقتل اللواء الحسن والحكومة، فامتعاض المعارضة ورفضها للواقع يجب ان يقع اولا على وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، المسؤول عن امن البلاد وفقا لمهامه الدستورية.
بعيدا عن هذا الاستطراد، كان لخطاب السنيورة وتحريض قطيش، وسبقهم كلمة المفتي اوسامة رفاعي من داخل مسجد محمد الامين، الدور الاول والوحيد في قلب خطة 14 آذار، وفي احباط اعتصامهم السلمي المقرر في ساحة الشهداء والتي دعت له المنظمات الشبابية.

كلام لم يكن في الحسبان، واستفزاز تنكر له كل من المكتب الاعلامي للسنيورة، والرئيس سعد الحريري عبر رسالة هاتفية ناشد فيها مناصريه طالبا منهم "الخروج من الشارع فورا"، واضاف: "مطلبنا اسقاط الحكومة ديموقراطيا وبعيدا عن العنف"، مؤكدا ان ما حصل من خارج البرنامج المقترح ولا نتبناه.

تصرف طبيعي كان لا بد ان يقوم به رئيس تيار المستقبل، لاحتواء الشارع، ومنع انفجار معركة دامية مع الجيش والقوى الامنية الموجودة امام السراي، وعلى الفور هدأت النفوس وعادت الامور الى الخطة التنظيمية السابقة اي وضع الخيم واسقاط ميقاتي سلميا. ولكن ظهور نديم قطيش مع الاعلامي مارسيل غانم اثار شكوك عن خلفية هذا التحرك، ودفع بأحد المسؤولين للقول: "الشباب اخذوا الضوء الاخضر لربع ساعة لاقتحام السرايا، اذا نجحوا سقطت الحكومة وعادت لهم، واذا لم يفعلوا خرج سعد الى الاعلام وهدأ الوضع".

إذا، في الحالتين، عفوي ام مفبرك وقع ضحيتها نديم قطيش، بعد تبريره الهفوة بانه "اتصلت بزوجتي واخبرتها بفكرة تصدح في رأسي وساطلقها على العلن هل انت معي؟ قالت نعم، ففعلت" !! ضحية تحول فيها الى مهزلة مواقع التواصل الاجتماعي، على الرغم من تبرير احمد الحريري له ودفاع نهاد المشنوق عنه، إلا ان الصورة اسرع وتكنولوجيا اليوم لا ترحم احدا.
  

السابق
مسلحين على أسطح بعض البنايات يطلقون النار على الجيش اللبناني في قصقص
التالي
اصابة المحول الرئيسي لمحطة mtc touch في بيروت وطرابلس جراء الاشتباكات